تغازل الرياض للانضمام لاتفاق إبراهام.. لماذا تريد إسرائيل تحسين العلاقات الأمريكية السعودية ؟
نقلت صحيفة هاآرتس عن مايكل هرتزوج، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، قوله: "من المهم من وجهة نظري إصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأتفهم مخاوف الولايات المتحدة، لكنني أعتقد أن المملكة العربية السعودية لاعب مهم للغاية في الجزء الخاص بنا من العالم والعالم الإسلامي".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات السفير الأخيرة ما هي إلا انعكاس لتغيرات جذرية في الشرق الأوسط منذ أن فتحت اتفاقيات إبراهام الباب على مصراعيه أمام العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، على الرغم من عدم وجود المملكة العربية السعودية بعد ضمن مجموعة إبراهام.
وكان هرتسوغ يتحدث في مأدبة إفطار نظمها نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة، وقال: "نود أن نرى المملكة العربية السعودية تنضم إلى الآخرين في تطبيع العلاقات مع إسرائيل ونتفهم أن هذه قضية معقدة من حيث وجهات النظر السعودية التقليدية حول كيفية تحقيق السلام الإسرائيلي العربي، بينما هناك احتمال ضئيل لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية".
وأضاف هرتسوغ أن نقطة الخلاف الطويلة بين الدول العربية وإسرائيل، ووضع الفلسطينيين، لا تزال دون حل، ومن غير المرجح أن تدفع عملية السلام للأمام في القريب العاجل بسبب الخلافات داخل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية المتنوعة سياسياً والخلل في السلطة الفلسطينية، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يعارض إقامة دولة فلسطينية.
وتابع السفير: الفكرة هي "إبقاء النافذة مفتوحة أمام الفرص السياسية في المستقبل ولكن في الوقت الحالي لا أرى في البطاقات أنه يمكننا حقًا دعوة الأطراف لإطلاق مثل هذه العملية".
وقال هرتزوج إن القادة الإسرائيليين ما زالوا يسعون إلى تحسين الوضع على الأرض، بما في ذلك عن طريق زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين وزيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وادعى أن إسرائيل تتجنب العقاب الجماعي، وتفرق بين الإرهابيين وعامة السكان الفلسطينيين، وتسمح للعمال الفلسطينيين الحاصلين على تصاريح سارية المفعول بالعبور إلى إسرائيل للعمل.
أما على الأرض، فقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتز إن مكتبه يعمل على خطط للسماح لعشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل، وصرح جانتز: "إلى جانب العمليات الاستخباراتية والهجومية والدفاعية، نحن نقدم حلولاً متطورة ستمكن عشرات الآلاف من العمال الإضافيين من دخول إسرائيل بطريقة منظمة"، وأدى التقارب بين اقتراب عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي وشهر رمضان لأعمال عنف، لا سيما في القدس، حيث يحرص المسلمون على التواجد بالمسجد الأقصى ويحرص اليهود على التواجد بجبل الهيكل، وتندلع المصادمات، ويعتقد الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت أن "الهدف هو تجنب التصعيد، واحتواء العنف، ومنع الاضطرابات على الجبهات الأخرى، والأهم من ذلك، منع الأماكن المقدسة في القدس من التفجر خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي القادم"، وعلى الرغم من الحذر في إسرائيل، تصاعدت التوترات وتحولت إلى أعمال عنف، مع توقع المزيد في المستقبل، وأصيب 150 على الأقل في الأماكن المقدسة بالقدس في اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين وأعلنت إسرائيل إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة 24 ساعة على الأقل.
ومع ذلك لا تزال إسرائيل تعلق الآمال على تحقيق المكاسب من خلال علاقاتها بالدول العربية، وتسعى لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحسين العلاقات واشنطن والرياض، ولا شك في أن معارضة حكومة نفتالي بينيت للاتفاق النووي الإيراني هي الدافع الرئيسي لهذه المساعي الإسرائيلية الملحوظة مؤخرا.