"حوار المتوسط" ينظم مهرجانًا ثقافيًا في إيطاليا 2 يونيو المقبل
أعلن برنامج حوار المتوسط للحقوق والمساواة عبر موقعه الإلكتروني عن تنظيم مهرجان ثقافي لمواطني بلدان البحر المتوسط في الفترة من ٢ إلى ٥ يونيو القادم بمدينة كاتانيا التي تقع في جزيرة صقلية بإيطاليا بالتعاون مع مجلس المدينة.
ينطلق المهرجان من مفهوم المواطنة المتوسطية وتعني الرابطة التي تقوم على الشعور بالانتماء إلى منطقة المتوسط والارتقاء فوق الحدود السياسية والجغرافية عبر الانتماء إلى قيم مشتركة تهدف إلى المساواة والسلام واحترام حقوق الإنسان. وتبني المواطنة المتوسطية على تراث شعبي تتشاركه بلدان المتوسط بضفتيه الجنوبية والشمالية، فهذه البلدان رغم تنوعها الثقافي تتشارك تاريخا وإرثا حضاريا مختلطا.
وقد تم اختيار صقلية لاستضافة ذلك الحدث انطلاقا من بالضبط من كونها مفترق طرق لشعوب البحر المتوسط سواء من جنوبه أو شماله، فمدينة كاتانيا في صقلية الإيطالية أسسها مستوطنون يونانيون وعرفت حضورا طويلا من العرب والمسلمين في القرون الوسطى. كما أن المدينة غنية بالآثار التاريخية كما تعطيها شواطئها وتضاريسها جاذبية سياحية. وتجري أنشطة المهرجان في عدد من المباني التاريخية في المدينة كقلعة أورسينو ومتحف المدينة الذي كان سابقا كنيسة القديسة كلير وكنيسة سان نيكولو لارينا.
يجمع المهرجان نشطاء المجتمع المدني في مختلف بلدان المتوسط بهدف خلق شبكات منتظمة بينهم تلتف حول قيم العدالة الاجتماعية والاقتصاد التضامني، وحرية التنقل والسفر، والديمقراطية التشاركية أي التي تقوم على مشاركة مباشرة من الجماهير في إدارة حياتهم اليومية عبر المجالس المحلية وغيرها، وحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي. ويتضمن المهرجان نقاشات حول الديمقراطية والمصير المشترك لمنطقة المتوسط والهجرة بين جنوبه وشماله والتغير المناخي فيه والتحديات التي تواجه المجتمع المدني في المنطقة. كما يقدم لرواده عددا من المعارض الفنية والعروض السينمائية والحفلات والأنشطة الترفيهية.
وحوار المتوسط للحقوق والمساواة هو برنامج دعم فني ممول من الاتحاد الأوروبي بهدف كلي هو تقوية دور المجتمع المدني النشط إقليميا. إن اختصاصه الأساسي هو تعبئة المجتمع المدني والجماعات المحلية في القضايا ذات الهم الإقليمي المشترك، وذلك للتأثير في أجندة صناع السياسة العامة والمؤسسات الإقليمية.
يحاول البرنامج استئناف الحلم ببناء فضاء أورومتوسطي من أجل تحقيق السلام والازدهار في المنطقة، وهو الحلم الذي بدأه المؤتمر الأورومتوسطي في برشلونة عام ١٩٩٥، لكنه يتجاوز ضعف الإرادة السياسية الذي أوقف مبادرة برشلونة بمحاولة تحقيق التضامن في المنطقة عبر نشاط المواطنين أنفسهم قبل الحكومات.