"صلاح" و"محرز" الغائبان عن المونديال يشعلان الصراع بين ليفربول ومانشستر سيتي محليًا وأوروبيًا
تحتدم المعركة على عدة جبهات بين نادي مانشستر سيتي ومنافسه الشرس ليفربول مع اقتراب نهاية الموسم 2021-2022، سواء بالمنافسات الإنكليزية أو في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وبحسب تقرير لفرانس 24، يلتقي الفريقان السبت على ملعب "ويمبلي" بلندن في نصف نهائي الكأس الإنكليزي أسبوع بعد تعادلهما بالدوري 2-2.
وفي قلب هذا الصراع الجنوني يقف نجما وقائدا المنتخبين الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح، اللذان يشتركان في حسرة الغياب عن مونديال قطر بعد خروج "الخضر" و"الفراعنة" في الدور الحاسم.
يحلم نادي مانشستر سيتي بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا بالمضي قدما في تحقيق الثلاثية -الدوري الإنكليزي والكأس ودوري أبطل أوروبا- عندما يواجه "غريمه" الجديد ليفربول السبت في نصف نهائي مسابقة الكأس على ملعب "ويمبلي" الشهير في لندن.
لكن منافسه العنيد بزعامة الألماني يورغن كلوب لديه حلم أكبر هو الفوز برباعية تاريخية لم يحققها أي فريق من قبل، أي الألقاب الثلاثة المذكورة إضافة لكأس الرابطة الإنكليزية التي أحرزها في فبراير.
أحرز ليفربول لقب مسابقة الكأس سبع مرات آخرها عام 2006، فيما مانشستر سيتي فاز بها ست مرات آخرها عام 2019.
وأقر كلوب بصعوبة المهمة أمام "السيتيزنس" قائلا: "يجب أن نكون أقرب ما يكون إلى الكمال قدر الإمكان للفوز بكل مباراة... من الواضح أن هذا هو السبيل الوحيد للفوز على هذا الفريق". بدوره، شدد غوارديولا على ضرورة أن يفوز فريقه بجميع المباريات السبع المتبقية (في الدوري الإنكليزي) إذا ما أراد الاحتفاظ باللقب، بقوله "ندرك الآن أنه إذا تعثرنا في مباراة واحدة لن نكون أبطالا".
مواجهات ملحمية بين نجوم عالمية
ومنذ وصول كلوب على رأس الجهاز الفني لـ "الريدز" في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وتعيين غوارديولا مديرا فنيا لـ "السيتي" في صيف 2016، خاض الفريقان 15 مباراة في مختلف المنافسات فاز فيها ليفربول خمس مرات وسيتي أربع مرات وتعادلا ست مرات. ويتذكر المتتبعون لشأن الكرة الإنكليزية تلك المواجهات الملحمية بين الفريقين في موسم 2018-2019 سواء في "البريميرليغ" أو "التشامبيونز"، إذ فاز مانشستر سيتي بالدوري وليفربول بدوري الأبطال.
على ضوء هذه المعطيات الجديدة، يتفق المحللون الرياضيون والإعلاميون في أوروبا أو خارجها على أن المواجهة بين الناديين الإنكليزيين باتت "أفضل كلاسيكو" في العالم، تزامنا مع تراجع الإثارة في القمة الإسبانية الأسطورية بين ريال مدريد وبرشلونة على خلفية مغادرة كريستيانو رونالدو "النادي الملكي" في 2018 ثم رحيل ميسي عن "البلاوغرانا" في 2021.
وبات الدوري الإنكليزي أفضل بطولة أوروبية وعالمية لما تجلب من لاعبين بارزين بينهم الجزائري رياض محرز (لاعب سيتي) والمصري محمد صلاح (مهاجم "الريدز") ومدربين مميزين في مقدمتهم "بيب" و"يورغن"، فيما يملك مانشستر سيتي وليفربول منذ أربع سنوات أسلوبا جميلا ورهيبا يثير إعجابا وإثارة عابرين للحدود.
نغمة رياضية عالية
وقدم الفريقان الأحد الماضي نغمة رياضية عالية عندما تعادلا 2-2 في مباراة صُنِفت مفصلية في الصراع على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، وظل فريق مانشستر متصدرا بفارق نقطة أمام منافسه قبل سبع مراحل على ختام الموسم.
قارن كلوب الفريقين بملاكمين من فئة الوزن الثقيل، قائلا: "في اللحظة التي تُنزِل فيها ذراعيك، تتلقى مثل هذه اللكمة في منتصف وجهك، ثم يتعين عليك النهوض مرة أخرى ومحاولة استعادة السيطرة مجددا".
وفيما يسعى غوارديولا لإحراز اللقب الرابع له بالدوري بعد 2018 و2019 و2021، يركض كلوب نحو لقب ثان فقط بعد 2020 عندما قاد فريقه إلى لقبه الأول منذ 1990. ويبدو مسار "سيتي" أسهل من ليفربول الذي سيكون عليه مواجهة غريمه "الأبدي" مانشستر يونايتد وجاره اللدود إيفرتون والمتألق مؤخرا توتنهام في الجولات المقبلة.
في مسابقة دوري أبطال أوروبا، تأهل الفريقان إلى الدور نصف النهائي حيث سيلتقي "الريدز" بفريق فياريال الإسباني بينما "السيتيزنس" يواجه ريال مدريد. وبالتالي، هناك احتمال تأهلهما إلى الدور النهائي الذي سيجري في 28 مايو/أيار على ملعب "ستاد دو فرانس" قرب باريس.
محرز أو صلاح؟
في قلب هذا الصراع الخرافي بين مانشستر سيتي وليفربول ومدربيهما، يقف محرز وصلاح وجها لوجه يسعى كلا منهما لتغليب الكفة لصالح فريقه. وفيما أشارت تقارير إعلامية لإمكانية انتقال الجزائري لنادي باريس سان جرمان، أقر المصري مؤخرا بأن المفاوضات البطيئة والمطولة مع إدارة النادي بشأن تجديد عقده الذي ينتهي في 2023 (مثل عقد زميله السنغالي ساديو ماني) هي مسألة "حساسة لجميع المعنيين".
صحيح أن صلاح (29 عاما) سجل هدفا واحدا في آخر ثماني مباريات مع ناديه، إلا أن في رصيده 28 هدفا 10 تمريرات حاسمة في جميع المسابقات هذا الموسم مع ليفربول. بدوره، سجل محرز (31 عاما) عشرة أهداف وصنع أربع تمريرات. وهو ضمن ركائز غوارديولا في فريق يعتمد على تناوب اللاعبين على المناصب الأساسية.
فلا شك أن التنافس سيكون على أشده بين النجمين العربيين والإفريقيين حتى نهاية الموسم.