الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

دبلوماسية الغذاء.. كيف يخطط الاتحاد الأوروبي لتخفيف تداعيات الحرب الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

تعهد الاتحاد الأوروبي بتوفير 225 مليون يورو (244 مليون دولار) كمساعدات لدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ونقلت مجلة ديرشبيجل الألمانية عن مصادر دبلوماسية بمفوضية الاتحاد قولها إن أوروبا ترى تهديدًا محتملًا لنفوذها، ومن ثم تخطط لمواجهته "بدبلوماسية الغذاء ومعركة الروايات".

ومن بروكسل ذكر دبلوماسيون ومسؤولون في الاتحاد الأوروبي لصحيفة آراب ويكلي، أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى معالجة ارتفاع أسعار القمح والأسمدة والنقص المتوقع في البلقان وشمال إفريقيا والشرق الأوسط من خلال "دبلوماسية الغذاء" لمواجهة رواية روسيا الرسمية بشأن تأثير غزوها لأوكرانيا.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، إن انعدام الأمن الغذائي يسبب "الاستياء" في البلدان المعرضة للخطر في هذه المناطق، بينما كانت موسكو تصور الأزمة على أنها نتيجة للعقوبات الغربية على روسيا، وقال الدبلوماسي إن هذا يمثل تهديدًا محتملاً لنفوذ الاتحاد الأوروبي، ولذلك يعتزم التعامل مع الموقف الراهن "بدبلوماسية الغذاء ومعركة الروايات".

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح الأسبوع الماضي بأن عقوبات الغرب ضد روسيا أدت إلى أزمة غذاء عالمية وسبب جوهري لجنون أسعار الطاقة.

ويعتمد جيران الاتحاد الأوروبي، وخاصة مصر وتونس ولبنان، بشكل كبير على القمح والأسمدة من أوكرانيا وروسيا ويواجهون ارتفاعًا في الأسعار بعد انخفاض في الإمدادات منذ أن بدأت موسكو ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

وأضاف دبلوماسي أوروبي آخر: "لا يمكننا المخاطرة بفقدان المنطقة"، ويطمح الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا أيضا إلى تعزيز الجهود الدولية للتخفيف من تأثير عجز الإمدادات وسيعلن بالاشتراك مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عن مبادرات جديدة يوم الثلاثاء المقبل.

تدفع فرنسا، أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي، لمبادرة تسمى"FARM"، والتي ستشمل آلية عالمية لتوزيع الغذاء على الدول الفقيرة، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للصحفيين بعد محادثات الثلاثاء بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي ووكالات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما، إن فرنسا تهدف إلى التوصل لاتفاق دولي بشأن خطتها قبل نهاية رئاستها للاتحاد الأوروبي التي استمرت ستة أشهر في يونيو.

وفي السياق ذاته، اقترحت المجر تعزيز الإنتاج الزراعي للاتحاد الأوروبي من خلال تغيير أهدافها المناخية، وفي غضون ذلك، أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أنها تدرس إمكانية إطلاق تيسيرات لتمويل استيراد الأغذية.

ومع ذلك، قالت دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن التعاون مع المدير العام للفاو شو دونيو بشأن انعدام الأمن الغذائي العالمي كان "تحديًا" كبيرا، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي كان يحث الفاو على التحرك بسرعة، ولم تعلق منظمة الفاو على مفاوضات شو دونيو مع الاتحاد الأوروبي.

في قائمة التوصيات المنشورة على موقع منظمة الأغذية والزراعة على الإنترنت، يقول شو: "على البلدان التي تعتمد على واردات الغذاء من روسيا وأوكرانيا أن تبحث عن موردين بديلين لامتصاص الصدمة".

حزم المساعدات

قال الدبلوماسي الأول للصحيفة إن بروكسل تعتبر حملات الاتصال الروسية بشأن أزمة الغذاء معلومات مضللة، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي لا يقيد تجارة المواد الغذائية مع روسيا، وعادة ما أدت عقوبات الاتحاد الأوروبي على الصادرات الروسية إلى استثناء المواد الغذائية، وأكد لودريان، وزير الخارجية الفرنسي "ليست العقوبات هي التي تخلق مخاطر أزمة الغذاء في المستقبل، إنه احتلال روسيا لأوكرانيا".

وقال كبير الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن روسيا تجعل من الصعب على أوكرانيا شحن المنتجات الزراعية من خلال مهاجمة الموانئ وقصف مخزون القمح وبالفعل قصفت روسيا، التي قيدت صادرات القمح، مؤخرًا العديد من منشآت تخزين الوقود في أوكرانيا، وعلاوة على ذلك، في حين أن مرافق تخزين القمح لديها ممتلئة، لا يمكن لأوكرانيا التصدير بسبب نقص الوقود، حسبما أكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي، الذين أكدوا أنهم يحاولون تسهيل تصدير المواد الغذائية عبر بولندا ويدعمون توصيل الوقود للمزارعين الأوكرانيين لتهدئة الوضع.

كما يقدم الاتحاد الأوروبي دعمًا ماليًا للدول الأكثر ضعفًا، حيث أعلن الأسبوع الماضي عن 225 مليون يورو (244 مليون دولار) كمساعدات لشمال إفريقيا والشرق الأوسط وسيوجه ما يقرب من نصف هذا المبلغ إلى مصر، أكبر دولة في المنطقة، بينما ستتلقى لبنان والأردن وتونس والمغرب والسلطة الفلسطينية أموالًا طارئة تتراوح بين 15 و25 مليون يورو لكل منها.

وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إنه سيتم تقديم 300 مليون يورو أخرى من الدعم الزراعي لدول غرب البلقان، كجزء من تمويل الاتحاد الأوروبي المنتظم للمنطقة، مع اعتبار صربيا مصدر قلق بسبب الاتصالات الروسية المكثفة مع السلطات الصربية.