السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحركات سعودية لبناء العلاقات وحشد السُنة في مواجهة حزب الله

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة آراب ويكلي، التي تصدر في لندن، الضوء على الاجتماعات المرتقبة، التي ترعاها السعودية، والتي ستركز على التحضير لفترة ما بعد الانتخابات وتناقش التطورات الإقليمية، وانعكاساتها على لبنان.

وقالت الصحيفة إن السفير السعودي العائد حديثًا إلى لبنان وليد البخاري عقد سلسلة لقاءات مع عدد من القادة السياسيين في البلاد، في أول مبادرة دبلوماسية سعودية بعد تخفيف التوترات.

وقال مراقبون إن الخطوة ترقى إلى فصل جديد في العلاقات السعودية اللبنانية وترسل رسائل تطمين إلى الطائفة السنية التي تستعد للانتخابات النيابية في مايو المقبل.

والتقى "البخاري"، الذي عاد إلى بيروت في وقت سابق من الشهر الجاري، برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي أعلن أنه تلقى دعوة لزيارة الرياض هذا الشهر. كما زار رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة في مقر إقامته.

وكشفت مصادر إعلامية لبنانية أن "البخاري" أبلغ السنيورة أن الرياض "تدعم طموحاته الانتخابية التي لن تترك الساحة السياسية فارغة لحزب الله ليقوم بمناوراته بمفرده"، وقالت المصادر ذاتها إن تحرك السفير ولقاءاته مع شخصيات سياسية هي تعبير عن عدم رغبة السعودية في الابتعاد عن الانتخابات اللبنانية.

كما تظهر التطورات أن هناك حاجة للسنة للمشاركة في السباق الانتخابي؛ يأتي ذلك وسط تفاؤل بين بعض القوى السياسية السنية التي كانت تراهن على دعم الرياض لتحفيز الناخبين السنة على المشاركة في الانتخابات، بهدف ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وكشفت المصادر أيضًا أن البخاري سيرعى، في المستقبل القريب، اجتماعات لمناقشة التحالفات المحتملة وحشد القادة السياسيين السنة لمواجهة جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحلفائها، كما إن هذه الاجتماعات ستحضّر لفترة ما بعد الانتخابات وتناقش التطورات الإقليمية.

وقال "ميقاتي"، الإثنين، إنه سيزور المملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان المبارك، بحسب ما أوردته قناة الجديد التلفزيونية، في مؤشر على تحسن العلاقات مع المملكة بعد عودة سفيرها إلى بيروت بعد انسحابه خلال خلاف دبلوماسي وكانت المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي في السابق مانحين رئيسيين للبنان، لكن العلاقات توترت لسنوات بسبب النفوذ المتزايد لحركة حزب الله المدعومة من إيران.

وتمهد المبادرات السعودية الطريق لفصل جديد في لبنان، لكن الوضع لا يزال غير واضح لأن هناك حاجة إلى وقت لتحديد استراتيجية ونهج المملكة، ويبدأ قريباً عمل الصندوق السعودي الفرنسي لدعم لبنان، الذي تقرر في لقاء بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، بعد أن تبرعت المملكة بمبلغ 36 مليون دولار عبر الملك سلمان -مركز الإغاثة- وسيتم توزيع المساعدات على المؤسسات الإنسانية غير الرسمية.

وتقول مصادر سياسية لبنانية، إن عودة الدعم السعودي للبنان تحمل علامات إيجابية يجب البناء عليها حتى تستعيد الرياض دورها المعتاد والتاريخي وتنقذ البلاد من شبح الإفلاس، واندلعت أزمة دبلوماسية في أكتوبر الماضي بعد أن نُقل عن وزير الإعلام آنذاك انتقاده للدور السعودي في اليمن، حيث أدت حرب طاحنة إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وردًا على تصريحات الوزير، استدعت الرياض سفيرها وأمرت مبعوث لبنان بمغادرة المملكة. وحذا حذوها دول الخليج، الإمارات والبحرين والكويت، وطردوا السفراء اللبنانيين، وعقب القرار السعودي بإعادة السفير السعودي بيروت، أعلنت الكويت أيضاً عودة سفيرها إلى بيروت.

وكان الخلاف، الذي شهد أيضًا قيام السعودية بحظر استيراد السلع اللبنانية، بمثابة ضربة لبلد يقع بالفعل في قبضة أزمات سياسية واقتصادية خانقة ورحب لبنان، الذي كان يعتمد على مساعدات مالية من الخليج لإنقاذ اقتصاده، بالإعلان السعودي وقال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في تغريدة في أوائل أبريل: "نثمن عالياً قرار المملكة العربية السعودية بإعادة سفيرها إلى لبنان ونؤكد حقيقة أن لبنان فخور بولائه العربي ومصمم على الحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الخليج"، وتراجعت السعودية، التي تتمتع بنفوذ قوي على العديد من دول الخليج، عن حليفها السابق لبنان في السنوات الأخيرة، بسبب نفوذ حزب الله.

لطالما اتهمت الرياض طهران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة ووكيلتها حزب الله بتدريب المتمردين، وهي اتهامات نفتها إيران، وقالت المملكة العربية السعودية في ديسمبر إن لديها "أدلة على تورط حزب الله اللبناني في اليمن"، بما في ذلك استخدام المطار في العاصمة اليمنية صنعاء "لاستهداف المملكة".

وألقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باللوم على تدهور العلاقات على حزب الله وهيمنة إيران على السياسة اللبنانية، وقال لقناة العربية التلفزيونية في أكتوبر: "لا أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب الهيمنة الإيرانية"، وأضاف إن "سيطرة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا"، وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية إن عودة السفير جاءت "استجابة لنداءات ونداءات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان".