تقدم ماكرون يحفف من مخاوف أوروبا مع ملامح هزيمة منكرة لليمين المتطرف في فرنسا
على الرغم من مخاوف أنصار ماكرون من أنه بالكاد سيحتل الصدارة، فقد فاز بنسبة 27.4% بعد فرز جميع الأصوات تقريبًا، متقدمًا على المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، التي حصلت على 24% في منافستها الرئاسية الثالثة ويرشح أداء ماكرون القوي نسبيًا زيادة احتمالية فوزه عندما يتواجه الاثنان في الجولة الثانية في 24 أبريل.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن المرشح اليساري المتطرف، جان لوك ميلينشون، انتقد الجوانب ذات الصلة بالإدارة التجارية لإدارة ماكرون ولكنه من المستحيل أن يصوت وأتباعه لصالح لوبان، وتضع قوة ميلينشون الرئيس المنتهية ولايته، ماكرون في موقف يضطر فيه إلى مناشدة الناخبين اليساريين الذين لا يحبون الرئيس كثيرًا لدعمه بدلاً من الامتناع عن التصويت في الجولة الثانية أو الإدلاء بأصوات احتجاجية لصالح لوبان، وقدم ميلينشون بعض المساعدة لماكرون في خطاب التنازل الذي ألقاه، قائلاً: "لا يجب أن تصوتوا لمدام لوبان".
ولم تُخف الصحف في كل من ألمانيا أو إسبانيا أو المملكة المتحدة، تخوفها على مستقبل واستقرار أوروبا في مواجهة صعود اليمين المتطرف في فرنسا، مع صدور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي منحت التفوق إلى الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون ووتصدر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد بحصوله على 27.06 في المئة من الأصوات، متقدما على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (23.04 في المئة) التي سيواجهها في الدورة الثانية.
واعتبرت نتائج الجولة الأولى غير مطمئنة في ظل انهيار الحزبين التقليديين الرئيسيين، الحزب الاشتراكي والجمهوري لصالح اليمين المتطرف.
وتثير الفجوة المتضائلة بين ماكرون ولوبان المخاوف بشأن العلاقات الفرنسية الألمانية والوحدة الأوروبية، حيث شبهت صحيفة "تاغشبيغجل" الألمانية، انتخاب لوبان بـ"كارثة مماثلة لتلك التي حدثت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وعن مخاوف أوروبا بشأن صعود اليمين المتطرف، قال مدير قسم الرأي والسياسة بمعهد "إبسوس سوبرا ستيريا" للاقتراع، ستيفان زومستيج، التي تقدم استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية 2022 في تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "تخوف أوروبا مشروع لأن النتيجة لم تحسم بعد".
وأضاف زومستيج: "في الجولة الثانية التي ستجرى بعد 15 يوما، كل الاحتمالات ممكنة. قبل خمس سنوات كان فوز مرشحة اليمين مستحيلا. لكن اليوم، مرورها ممكن رغم أن الأفضلية لماكرون بعد أن دعا كل من مرشح حزب (فرنسا غير الخاضعة)، اليساري جون لوك ميلنشون ومرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس إلى التصويت لصالح مرشح حزب (الجمهورية إلى الأمام). كما أنه بحسب الاستطلاع الذي قمنا به الليلة الماضية، يمنح 54 في المئة من نوايا التصويت لماكرون و46 في المئة للوبان".
وتابع: "كل هذا لا يحسم النتيجة، لأن حملة انتخابية جديدة ستخاض في الجولة الثانية وستتطور الأمور دون أن نعرف أي مسار ستنهج. هل ستضيق الفجوة أكثر بين المرشحين أم ستكون حملة مريحة لماكرون؟". وفيما يتعلق بالقلق الغربي من صعود اليمين المتطرف في فرنسا.
أشار المحلل السياسي، أوليفييه روكن في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه في حال وصل اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا، فمن المؤكد أنه أمر مقلق للدول الغربية وعلى رأسهم ألمانيا". وبيّن روكن أن "لوبان تخلت عن (فريكسيت) محتمل بعد فشلها في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، وقررت عدم الالتزام بوعدها بالتخلي عن اليورو وإجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، لكن برنامجها الحالي لا يزال يحتوي على قائمة طويلة من الإجراءات التي تتعارض بوضوح مع بعض المبادئ الأوروبية الأساسية. ففي برنامجها الانتخابي الحالي، تريد لوبان استعادة الضوابط الحدودية متعهدة بمراقبة الحدود الوطنية عن السلع لتجنب الاحتيال".
ولفت المحلل السياسي إلى أن لوبان "تسعى إلى إعادة تفاوض بشأن (شينجن)، إذ تدافع المرشحة اليمينية المتطرفة في كتيبها المخصص للسيطرة على الهجرة عن إصلاح (اتفاقيات شينجن)، وإعادة التفاوض بشأنها بهدف استبدال غياب أي مراقبة حدودية بإجراءات عبور مبسطة لمواطني دول الاتحاد الأوروبي. وتريد أيضا تقييد وصول المواطنين الأوروبيين إلى الحقوق الاجتماعية. هدف تنوي تحقيقه من خلال تمرير تعديل دستوري من شأنه أن يؤسس أسبقية القانون الفرنسي على القانون الأوروبي، مما يقوض مرة أخرى إحدى ركائز البناء الأوروبي".