الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

بريكس فى مواجهة سويفت.. الاقتصاد المصري يحاول النجاة من أزمة الحرب الروسي الأوكرانية

الرئيس نيوز

 

 

تضخم متصاعد وتحديات عالمية تضرب العالم بصورة مخيفة وسط ضبابية المشهد عن موعد توقف الحرب لبدء حساب الأثار والتداعيات.

عدم استسلام روسيا للعقوبات الاقتصادية واقدامها على منع التعامل بالدولار والتعامل بالروبل بل دعت حلفائها من تحالف البريكس إلي التخفيف من استخدام اليورو والدولار وهو ما أثار القلق الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

العطش الأوروبي للطاقة قد يدفع نحو رسم مشهد أصعب مع توقف المحركات وصعوبة قبول اشتراطات روسيا للحصول على الطاقة مع ارتفاع أسعار البترول عالميًا.

وفي ظل التقارب الروسي الصيني تعقدت الأزمة بصورة كبيرة في ظل الثقل الاقتصادي للصين والخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

في الوقت نفسه اعتبرت نيودلهي موسكو "بلدًا صديقا منذ وقت طويل" و"ركيزة أساسية" للسياسة الخارجية الهندية بسبب "الشراكة الاستراتيجية" لأمنها القومي.

ولا يتوقّع المحلّلون الهنود أن يتغير موقف الهند تجاه روسيا في أي وقت قريب، حيث تنفق الهند مليارات الدولارات سنويًا على شراء وصيانة الأسلحة الروسية المنتشرة على طول حدودها المشتركة مع باكستان والصين.

يظهر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري)، أن نسبة الواردات الهندية من روسيا بلغت 46 في المئة بين عامي 2017 و2021.

هل ينشط تجمع بريكس في وجه العقوبات ؟

أُنشئ تجمع بريكس عام 2011 ويضم بعضويته خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ويُعد منتدى بريكس منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي، وتمثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ما يقرب من ربع الاقتصاد العالمي وساهمت بأكثر من نصف النمو العالمي في عام 2016، وتنتج تلك الدول 30% من ما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات فيما يمثل تعداد مواطنيها 40% من تعداد العالم .

وهذه الدول الأربع تعتبر من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40% من مجموع احتياطيات العالم ، وتمثل مجموعة بريكس أكبر اقتصادات خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

 

4 سيناريوهات للأحداث الراهنة

حددت المؤسسات المالية العالمية منها جولدن مان ساكس 4 سيناريوهات للأحداث الراهنة وهي كالتالي:

- انتهاء الحرب خلال عام مع تدخلات المانية فرنسية في محاولة لانقاذ اقتصادهما مما يتسبب في انسحاب روسي من أوكرانيا وبدء خطط التعافي العالمي.

-  استمرار الحرب لعام أخر مما يدفع العالم لأزمة اقتصادية طاحنة وارتفاع للتضخم بصورة مبالغ فيها في العالم وإغلاق المصانع الأوروبية ونقص شديد في سلاسل الامداد.

-   نظام اقتصادي عالمي جديد

تؤدي مشاكل الاقتصاد العالمي وتباطؤ الاقتصاد العالمي وأثره على النمو الاقتصادي في العالم مع إقتراب الانتخابات الروسية وفقدان شعبية بوتين بسبب الازمات الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد جراء الحرب والعقوبات في خلق جهود الصين للتوسط في الصراع، وممارسة الضغط على روسيا من خلال رفض خطة إنقاذ مالية لموسكو إلى إعادة ضبط العلاقات الصينية - الأميركية، وإطلاق إطار للتعايش التنافسي ويفقد الدولار صلابته كعملة مسيطرة على الاقتصاد العالمي ويبدأ العالم حقبة جديدة سعيا نحو استقرار اقتصادي عالمي

 

أين مصر من كل ذلك؟

على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي أثرت تداعياتها على مصر من خلال ارتفاع فاتورة الواردات بصورة حادة وتعرضت عملتها للتراجع مقابل الدولار واضطرار الحكومة والقطاع المصرفي لاتخاذ إجراءات حمائية حادة الا أن الخبراء يرون أن الأزمة فرصة لمصر.

-   ضغوط كبرى لبدء تصنيع محلى

دفعت الأزمة لأهمية الصناعة والزراعة بصورة كبيرة بدلا من قطاع الإنشاءات والمقاولات اللذين استحوذا على نسبة كبيرة من الانفاق الحكومي السنوات الماضية.

وقال على عيسي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين أن الازمة فتحت المجال أمام القطاعات الإنتاجية ودعم التوجه الحكومي أمام جذب استثمارات وتشغيل القطاع الصناعي من خلال منح حوافز تقلل من التكلفة مما يحد من الاستيراد ويقلل من نزيف العملة.

 

الصادرات المصرية أمامها فرصة كبيرة

وأضاف عيسى أن الوضع الراهن يضع الصادرات المصرية في موضع جيد من خلال الاهتمام بالتصنيع وأن يكون المنتج المصري منافس في ظل التوترات الراهنة مع تراجع قيمة العملة مما يدعم المنتج المحلى وسط جهود حثيثة من الدولة المصرية في سبيل القيام بهذا الدور لدعم قطاعي الصناعة والزراعة.

 

علاقات دولية مع الدول الأخرى

قال أن مصر تقف في موقف جيد مؤكدا على ضرورة تفعيل نظام الصفقات المتكافئة مع روسيا خلال الفترة المقبلة لتجنب الأثار فيما يخص واردات القمح والبضائع الأخرى.

 

الغاز المصري بديل لأوروبا

 

يرى البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية أن الأزمة فرصة كبيرة لمصر للإسراع في خطط توصيل الغاز الطبيعي لأوروبا وسط العقوبات الروسية.

 

الجنيه سينشط أمام الدولار

يقول د. وليد جاب الله الخبير الاقتصادي أن الأزمة الروسية الأوكرانية لا يوجد موعد لانتهائها فمجرد انتهائها يمكن أن نرسم ملامح الفترة المقبلة.

وأضاف أن وضع الجنيه جيد خاصة إذا تم تدعيم قطاعات الإنتاج والصادرات والبحث عن بدائل للسياحة واستخدام موارد إضافية منها دخول الاستثمارات الفعلية الامر الذي سيدعم قوة الجنيه المصري مقابل الدولار.

 

انتهاء البترودولار

 

أعلنت روسيا بيع الغاز باليوان فيما تدرس السعودية قبول اليوان لتصدير البترول للصين والبيع بعملات مختلفة، الا أن خبراء دوليين أكدوا صعوبة نهاية الدولار لان التجارة العالمية ضخمة للعالم وتحتاج عملة عالمية يمكن من خلالها سداد تلك التكلفة.