الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر تنقذ الآثر الإخشيدي المتبقي من الغمر بمياه عين الصيرة

الرئيس نيوز

اتخذت مصر خطوات عاجلة لإنقاذ أثر مهم قبل أن تغمره مياه بحيرة عين الصيرة الكبريتية جنوب القاهرة، وأعلنت مصر عن نقل ضريح آل طبا طبا، الأثر الوحيد المتبقي من العصر الإخشيدي، (935-969 م)، ومن المقرر نقل الأثر، إلى مكان قريب لإنقاذه من مياه البحيرة.

وسلط موقع المونيتور الأمريكي الضوء على تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، في مقطع فيديو داخل الضريح، مؤكدًا البدء في تفكيك ونقل الضريح منذ يناير 2021، وقد اكتمل المشروع الآن، وأضاف أن مياه البحيرة غمرت الضريح لمسافة 2.70 متر، متابعًا: "لقد قمنا بعمل رائع لإنقاذ الضريح ونقله إلى مكان آمن قريب".

وبعد الانتهاء من الدراسات الهندسية اللازمة بدأ المجلس الأعلى للآثار أعمال تفكيك ونقل الضريح من موقعه على الجانب الشرقي للبحيرة إلى الجهة المقابلة الجافة على حافة البحيرة إلى جوار المتحف القومي للحضارة المصرية.

يعود تاريخ الضريح إلى القرن الرابع الهجري أو القرن العاشر الميلادي وبناه محمد بن طغاج الاخشيد مؤسس الدولة الاخشيدية بين عامي 935-946 م، ويُنسب الضريح الذي يتخذ شكل هيكل مستطيل غير منتظم إلى عائلة إبراهيم طبا طبا، من أهل البيت، ويبلغ عرض الضريح 30 مترا في 20 مترا، وله قبتان في طرفه الجنوبي ويوجد المدخل في الجزء الشمالي الشرقي من الجدار، وعلى يساره مبنى يتكون من غرفة مربعة مغطاة بقبة.

وداخل الغرفة المربعة يوجد بئر يمد الضريح بالماء ويتصل بهذه الغرفة مبنى مستطيل الشكل مقسم إلى ست غرف صغيرة - بعضها مربع وبعضها الآخر مستطيل الشكل؛ والغرف المربعة مغطاة بأقبية متقاطعة وقباب والغرف المستطيلة مغطاة بأقبية. في هذه الغرف الست توجد مقابر لعائلة طبا طبا وهي متصلة بمسجد للصلاة من خلال باب على الجانب الغربي، والمسجد يتخذ مساحة مربعة الشكل ومبنية من الحجر والآجر يوجد على الجدار الشرقي محراب يشير إلى اتجاه القلبة.

وقال مدير عام البحث الأثري والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، عبد الرحيم ريحان، إن عائلة طباطبا جاءت إلى مصر منذ عصر أحمد بن طولون (868-905) وعاشوا تسعة أجيال متواصلة وطلبوا دفنهم في مصر، وذكر لـ "المونيتور": "أحبهم أهل مصر، وكانوا قريبين منهم في حياتهم وموتهم، وزاروا أضرحتهم كثيرًا"، وقال إن إبراهيم طباطبا نفسه لم يُدفن في مصر، لكن الذين دفنوا في الضريح هم نسله ونسل أخيه أيضًا.

لقد تم إهمال الضريح لفترة طويلة من الزمن وكانت تحيط به حشائش ونفايات ومياه من جميع الجهات ولم يكن من الممكن رؤية شيء منه سوى قبتين قديمتين.

وأشاد الموقع الأمريكي بنقل الضريح، وهو مشروع ضخم حمى الأثر من تسرب المياه بالداخل، وتم تفكيكه ونقله وفق الأساليب العلمية المتعارف عليها، ليضع نهاية لمشكلة استمرت منذ أكثر من 22 عامًا".