الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الفرنسية.. وماكرون يواجه منافسة شرسة

الرئيس نيوز

بدأ الناخبون الفرنسيون الإدلاء بأصواتهم، الأحد، في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، التي تمثل فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تهديدا غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في الفوز بولاية جديدة، وقبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، والذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا والتعافي الاقتصادي القوي، بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة.

ولكن شعبية ماكرون تراجعت لعدة أسباب، بما في ذلك دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية، إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير، وهو الأمر الذي اعتبره حتى أنصاره مخيب للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية لزيادة سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم، في المقابل، قامت لوبان المنتمية لليمين المتطرف والمتشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة، بجولة في فرنسا تعلو وجهها الابتسامة والثقة وسط هتافات من أنصارها "سننتصر.. سننتصر"، وقد عزز موقفها التركيز المستمر منذ شهور على تكاليف المعيشة والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في اليمين المتطرف إريك زمور، ولكن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى أن ماكرون سيتصدر الجولة الأولى، ويحقق الفوز في جولة الإعادة أمام لوبان في 24 نيسان، لكن عدة استطلاعات رأي تقول الآن إن هذا يقع ضمن هامش الخطأ.

وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا (06:00 بتوقيت جرينتش) وسوف ينتهي في الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش، حيث سيتم حينها نشر أول استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات موثوقة للغاية في فرنسا، وقالت لوبان في تجمع حاشد، الخميس: "نحن مستعدون والفرنسيون معنا" وسط هتافات من أنصارها، ودعت إلى التصويت لها من أجل توجيه "العقاب العادل الذي يستحقه أولئك الذين حكمونا على نحو سيئ".

وأمضى ماكرون البالغ من العمر 44 عاما، والذي يتولى السلطة منذ عام 2017، الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في محاولة توضيح أن برنامج لوبان لم يتغير، على الرغم من الجهود المبذولة لتلطيف صورتها وصورة حزبها التجمع الوطني، وقال لصحيفة لوباريزيان: "مواقفها الأساسية لم تتغير: إنها تنتهج برنامجا عنصريا يهدف إلى تقسيم المجتمع وهو قاس للغاية"، وترفض لوبان اتهامها بالعنصرية، وتقول إن سياساتها ستفيد كل الفرنسيين بغض النظر عن أصولهم.


وعلقت وكالة بلومبرج الأمريكية على احتمالات فوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان فى انتخابات الرئاسة الفرنسية وما إذا تمكنت من الإطاحة بالرئيس إيمانويل ماكرون، المدافع عن مشروع الاتحاد الأوروبي، وقالت الوكالة الأمريكية إن ذلك سيكون صدمة للاتحاد الأوروبي، أشبه بصدمة انتصار دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 وبالصدمة التي أدى لها التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وحذرت بلومبرج من أنه فى حال فوز لوبان وتراجع ماكرون فإن من الممكن أن تقوم لوبان بعرقلة ونقض أغلب مبادرات الاتحاد الأوروبي ويمكن أن يعزز انتصارها تقديم اليمين المتطرف فى فرنسا ويوجه البلاد فى مسار قومي يدافع عن السكان الأصليين فقط، ولكن لكي يحدث ذلك، سيتعين على لوبان أولا أن تبنى تحالف "أى أحد إلا ماكرون" فى الجولة الثانية من الانتخابات المقررة فى 24 إبريل، وأن يغيب كثير من الناخبين المؤيدين لليسار عن التصويت أو يقدمون دعمهم لها.