الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تفاصيل تسريبات الرئيس الجزائري وتصريحاته لبلينكين التي أثارت الجدل

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على عدد من أكثر المقاطع المفاجئة للمحادثة المسربة من الجزائر قبل بضعة أيام، وبصفة خاصة إشارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى إسرائيل وتأكيده أن بلاده "ليس لديها مشكلة" مع الدولة اليهودية.

وأثار التسجيل الصوتي المسرب للمحادثات بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية الأمريكي الزائر أنتوني بلينكين، عاصفة من التساؤلات حول تصريحات تبون ويؤيد المراقبون مجموعة من النظريات المتضاربة حول من يقف للاستفادة من الموقف الجزائري الذي لا يقال عادة في العلن، ويفضل القادة قوله خلف الأبواب المغلقة، وتكهن كثيرون بالهدف المحتمل لمن سرب التصريحات للجمهور، وتساءل البعض عما إذا كان فصيل جزائري قوي داخل النظام مسؤولاً عن ذلك، بهدف تعقيد العلاقات الخارجية لتبون ومنع أي تقارب جزائري مع واشنطن على حساب موسكو.

وكان بلينكين قد زار عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نهاية الشهر الماضي وانتهت جولته الإقليمية في الجزائر العاصمة في 30 مارس، حيث أمضى وزير الخارجية الأمريكي ست ساعات فقط التقى خلالها بالرئيس تبون، ولكن يبدو أن بلينكين لم ينجح في إيصال رسالة أمريكية واضحة إلى محاوريه الجزائريين، مما ترك مجالًا كبيرًا للتفسيرات والتكهنات المتضاربة، والتي غذتها التسريبات والتلاعب الإعلامي.

ونفت السلطات الجزائرية أن يتضمن الاجتماع ضغوطا أمريكية بسبب سياسات الجزائر تجاه المغرب وروسيا ولذلك فسر البعض تسرب الصوت على أنه محاولة لتقديم دليل على صحة النسخة الأمريكية، ويبقى أن نرى ما هو نوع التداعيات التي سيحدثها التسجيل الصوتي المسرب، والذي احتوى بشكل أساسي على تصريحات تبون لمدة 22 دقيقة لضيفه الأمريكي، حول العلاقات الأمريكية الجزائرية، وقالت صحيفة نيويورك بوست إن من أكثر المقاطع إثارة للدهشة إشارة تبون إلى إسرائيل وتأكيده أن بلاده "ليس لديها مشكلة" مع الدولة اليهودية.

كانت هناك نظريات متضاربة في الجزائر حول المصدر الأساسي للتسريب وذكر البعض إنه من المحتمل أن يكون أمريكيًا، إذ أن لواشنطن مصلحة في توضيح مواقف معينة تريد الجزائر تشويشها، ووفقًا لهذه النظرية، انتهى الأمر بالولايات المتحدة إلى تسريب المحادثة بأكملها بدلاً من توضيحات محددة ويجد الخبراء الدبلوماسيون هذه النظرية غير قابلة للتصديق، لأسباب ليس أقلها عواقبها غير المتوقعة وعدم وجود أي سابقة لهذا النوع من الممارسة في سجل الولايات المتحدة.

وقال آخرون إن التسريب ربما يكون جزءًا من جهود محلية تهدف إلى تقويض سلطة الرئيس الجزائري وزرع الشكوك حول قدرة فريقه الرئاسي على إخفاء أسرار الدولة ومن شأن ذلك أن يترك تبون مع مشكلة أمنية خطيرة مع تسربات خطيرة داخل القصر ليتم سدها، ومن هذا المنطلق كان الهدف من الكشف إحراج تبون أمام القوى الأجنبية التي ذكرها في تصريحاته. كان هناك على وجه الخصوص شجبه لـ "العلاقات بين الأوليجارشية المحلية مع المافيا الروسية والإيطالية"، خاصة أنه كان يتحدث إلى كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، ولكن القسم الذي حظي بأكبر قدر من الاهتمام من مراقبي الجزائر كان حيث قال تبون إن بلاده ليس لديها مشكلة مع إسرائيل، على عكس رواية الحكومة الجزائرية القديمة التي تدعو إلى دعم "المقاومة" ضد الدولة اليهودية وتصف العلاقة بين المغرب وإسرائيل بأنها تهديد وجودي للجزائر، وقال تبون إن "الجزائر ليس لديها مشكلة مع إسرائيل باستثناء القضية الفلسطينية وموقفها ثابت في هذا الصدد".

كما فوجئ الجزائريون بأن الرئيس تبون خاطب بلينكين بالفرنسية، على عكس دستور البلاد والتقاليد الدبلوماسية وورط الرئيس الجزائري من خلال تصريحاته بلاده في جدل مع شركائها الروس والإيطاليين، عندما تحدث عن مساعيها لمواجهة "الأوليجارشية المحلية" وعلاقاتها الوثيقة بـالمافيا الروسية والإيطالية، وعلى الرغم من أن القضية تتعلق بعصابات المافيا وليس الكيانات القانونية، سواء في الجزائر أو موسكو أو روما، فمن المرجح أن تسبب توترات غير مرغوب فيها في علاقات البلاد مع الدول الأجنبية، وخاصة روسيا، لا سيما مع وجود وزير الخارجية رمضان العمامرة في موسكو ضمن وفد من جامعة الدول العربية كما وصل مسؤولون من شركة النفط الإيطالية إيني إلى الجزائر لمناقشة التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.

وناقش الرئيس الجزائري في تصريحاته الوضع الداخلي لبلاده وشرح لضيفه الأمريكي الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وسلط الضوء على خصائص المجتمع والسياسة الجزائرية، التي أشار إلى أنها تختلف عن الولايات المتحدة.