الأمين العام المساعد للجامعة العربية يكشف نتائج "الوساطة العربية" في أزمة روسيا وأوكرانيا
قال حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إن زيارة وفد مجموعة الاتصال العربية، لروسيا وبولندا لحل الأزمة الأوكرانية، وضعت الجامعة والجهد العربي على الخريطة الدولية.
وأشار زكي لموقع "سكاي نيوز عربية" في الوقت ذاته إلى إمكانية استضافة الجامعة لوفود من الجانبين الروسي والأوكراني، في حال موافقة الطرفين.
وطرق وفد من وزراء الخارجية العرب، أبواب روسيا وأوكرانيا عبر بولندا، ضمن "وساطة عربية" برعاية الجامعة العربية؛ لتعزيز ودعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية، التي ضريت تداعياتها دول العالم وفي القلب منها المنطقة العربية، بسبب الأضرار التي تلحق بأمنها الغذائي، وتهدد اقتصادها.
واجتمع وفد وزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية قبل أيام مع وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، خلال زيارة لموسكو والعاصمة البولندية وارسو، في إطار تنفيذ القرار، الذي اتخذه المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية المنعقد في 9 مارس الماضي، والذي وضع مبادرة ستنفذها مجموعة الاتصال بهدف الإسهام في التسوية السلمية والسياسية للأزمة الأوكرانية المستمرة.
وتضم مجموعة الاتصال العربية وزراء خارجية: الأردن والجزائر والسودان والعراق ومصر، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ومع التأكيد على أن الأزمة الأوكرانية تحمل تعقيدات عديدة، أشار السفير حسام زكي إلى أن تحركات مجموعة الاتصال العربية، أبرزت أن هناك مجال لعمل عربي مشترك يسهم في تسوية أزمات عالمية مثل الأزمة الأوكرانية.
ونبه المسؤول في جامعة الدول العربية أن الوفد العربي تحدث بشكل يعكس المصالح العربية، قائلا: "لدينا مصالح مع الطرفين، ويعنينا بالتأكيد انتهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن".
ونوه زكي إلى أن "الجهد العربي كان متوازنا مع الطرفين (الروسي والأوكراني)، وذهب إلى حد عرض مجهوداته للمساهمة في حل الأزمة، حتى لو كانت هناك جهود أخرى دولية في سبيل التوسط لحل الأزمة سياسية، فالجهد العربي أحد هذه الجهود.
وفي هذا الصدد، أشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية إلى إمكانية أن تقوم الجامعة العربية باستضافة الطرفين الروسي والأوكراني في حال موفقتهما.
يشار إلى أن إسرائيل وتركيا توسطت في الأزمة الحالية، حيث استضافت أنقرة عدة اجتماعات شملت لقاء بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، لكن الوساطات لم تستطع الوصول حتى الآن إلى مخرج لأزمة الحرب في أوكرانيا.
وواصل زكي: "نحن حاضرون لأي جهد يمكن أن يساهم في حل الأزمة، فالجانبين الروسي والأوكراني أصدقاء بغض النظر عن مواقفنا من الحرب الدائرة والدخول الروسي لأوكرانيا، فالمؤكد أن لدينا مصلحة في أن تنتهي الحرب في أسرع وقت".
وبسؤاله حول ما لمسه الوفد العربي من إمكانية التوصل إلى حل سياسي، ووقف إطلاق النار في أوكرانيا، أجاب زكي: "لا يوجد نزاع بدون إمكانية للحل السياسي، والأمر يتوقف على عوامل كثيرة بعضها بيد الطرفين، وبعضها في يد أطراف أخرى"، مردفا: "المسالة تحمل تعقيدات كثيرة، وقد تكون صعبة لكن ليس مستعصية بالكامل".
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد في وقت سابق أن المفاوضات بين بلاده وأوكرانيا بأنها "ليست سهلة وتسير بصعوبة".
ولفت لافروف إلى أن بلاده ستسعى جاهدة لضمان الوفاء بجميع مهام عملية التفاوض.
وفي رده على مدى التجاوب الوفدين الأوكراني والروسي مع الوساطة العربية، لفت إلى أن "هناك تقدير للجهد العربي، وهناك ردود فعل إيجابية فيما يخص تحركاتنا".
وأصاف زكي: "هناك احترام وعلاقات طيبة سواء في روسيا أو أوكرانيا، لكن في النهاية كل طرف يسعى لتحقيق مصالحه".
وبشأن احتمال وجود تحركات أخرى قريبة من الوفد العربي بشأن الأزمة، قال : "كل شيء وارد".
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة رئيس مجموعة الاتصال العربية بشأن الأزمة في أوكرانيا قد أكد منذ يومين، إمكانية الحل السياسي للأزمة، قائلا، إن "الحل السياسي ممكن"، مؤكدا إصرار المجموعة على تحقيق وبلوغ هذا الهدف بروح إيجابية، بما يتماشى مع الشرعية الدولية والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف وزير الخارجية الجزائري خلال المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده لعمامرة، مع نظيره الأوكراني دميتري كوليبا أن الأسباب الرئيسية وراء هذا التحرك من قبل العالم العربي عديدة؛ وأهمها هو الشعور بالقلق البالغ إزاء هذه الأزمة، وتداعياتها على جميع المستويات، ولا سيما عواقبها الإنسانية، والتهديدات، التي تنطوي عليها على السلم والأمن العالميين.
وكان وزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عقدوا الإثنين، جلسة مشاورات فى موسكو، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
كما التقى الوفد العربي بوزير الخارجية البولندي ووزير خارجية أوكرانيا الثلاثاء الماضي فور وصولهم إلى العاصمة البولندية وراسو.