شهادة صادمة لأم فقدت ابنتها على يد "داعش".. اغتصبت مرات عديدة قبل قتلها
حكت والدة شابة أميركية أخذها تنظيم "داعش" رهينة في سوريا سنة 2013، خلال محاكمة أحد المشتبه بهم، الجهود التي بذلتها لإقناع الخاطفين بالإفراج عن ابنتها لكن من دون جدوى.
وحسبما أفاد موقع "إندبندنت عربية"، فإنه بعد سبع سنوات على مقتل كايلا مولر، قدمت والدتها مارشا شهادةً مؤثرة في المحكمة الفيدرالية بالقرب من واشنطن، حيث يحاكم منذ أسبوع الشافعي الشيخ، وهو شاب في الـ33 من العمر جُرّد من جنسيته البريطانية لانتمائه إلى تنظيم "داعش".
أوقف الشافعي الشيخ في سوريا سنة 2018، وهو متهم بانتمائه لخلية تابعة للتنظيم متخصصة في اختطاف رهائن غربيين وإعدامهم، أُطلق عليها اسم "بيتلز" (نسبة إلى الفرقة الموسيقية البريطانية) لتميز أعضائها بلكنة بريطانية في الكلام.
كانت كايلا مولر إحدى رهائنهم، إلى جانب ما لا يقل عن 26 صحافياً وعاملاً آخر في المجال الإنساني.
مارشا كشفت أن ابنتها لطالما أرادت مساعدة الغير، راويةً كيف قصدت كايلا سوريا بعدما عملت في ميتم في الهند ودرّست الإنجليزية للاجئين من التيبت في دارامسالا.
في أغسطس 2013، اختطفت الشابة التي لم تكن قد بلغت بعد الـ25 عندما كانت مع صديقها السوري رضوان السفرجلاني في طريقهما نحو مستشفى ليصلح الأخير هوائياً للقمر الصناعي.
طالب سجانوها بخمسة ملايين دولار للإفراج عنها، أو إطلاق سراح شابة باكستانية في المقابل هي عافية صديقي المسجونة في الولايات المتحدة بتهمة محاولة قتل جنود أميركيين.
كتبوا في رسالة موجهة إلى عائلة مولر، "لا نريد إيذاءها. فهي كالضيفة في مقامنا"، لكن مع التهديد بأن كايلا ستبقى "مسجونة مدى الحياة مثل عافية صديقي" في حال لم تُلبّ طلباتهم.
وردّ والدا الشابة في إحدى رسائلهما بأن "المبلغ المطلوب خيالي لعائلة محدودة الموارد"، ولفتا في رسالة أخرى إلى أن الوالد قد تقاعد للتو. وسرعان ما أتى الجواب ومفاده، "التقاعد لن يساعدكما على لقاء ابنتكما، فعودا إلى العمل لكسب المال".
أكدت الحكومة الأميركية للوالدين أن المتشددين "لن يلحقوا الأذى بامرأة". فسجلت مارشا مولر شريط فيديو موجهاً إلى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي جاء فيه، "كايلا ليست عدوتكم، فأطلقوا سراح ابنتنا رأفة بها".
ولم توضح الوالدة في المحكمة الدور الذي أداه البغدادي في تعذيب ابنتها. غير أن المدعي العام جون غيبس، أفاد عند انطلاق المحاكمة بأن امرأة أيزيدية احتجزها تنظيم "داعش" ستقدم إفادة أمام هيئة المحلفين تخبر فيها كيف سُلّمت كايلا مولر إلى البغدادي، وحولت إلى "سبية واغتصبت مرات عدة".
في فبراير 2015، بعد أشهر من الصمت، كشف التنظيم لأهل الشابة أن كايلا قُتلت في غارة جوية نفذها الأردن، وهي رواية لم تقنع السلطات الأميركية بتاتاً.
ويحاكم الشافعي الشيخ في الولايات المتحدة على خلفية مقتل الشابة، فضلاً عن إعدام ثلاث رهائن أميركيين آخرين في عملية تم تصويرها في أشرطة دعائية للتنظيم.
وخلال إحدى الجلسات، قال صديق كايلا مولر وهو سوري، للمتهم بالعربية إن جزاءه جهنم.
وبعد التوبيخ، سمح القاضي تي. أس. إيليس للسفر جلاني بالبقاء في قاعة المحكمة، باعتبار أن تصريحاته لا تنطوي "على تهديد" بل بالأحرى على "تنبؤ".
ويقر الشافعي الشيخ بأنه قاتل في صفوف تنظيم "داعش"، لكنه ينفي انتماءه إلى خلية "بيتلز"، على الرغم من مقابلات تثبت ذلك، وإقرار ألكسندا كوتي بالذنب، وهو كان أوقف معه على يد القوات الكردية السورية.
ومن المرتقب أن تستمر محاكمته أسبوعين بعد. وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة، بعدما تعهدت الولايات المتحدة عدم فرض عقوبة الإعدام عليه في مسعاها للحصول على تعاون القضاء البريطاني.