هزيمة أم تراجع تكتيكي.. لماذا انسحبت القوات الروسية من شمال أوكرانيا؟
أكدت الاستخبارات العسكرية البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن القوات الأوكرانية استعادت مناطق رئيسة في الشمال، مجبرة القوات الروسية على الانسحاب من مناطق حول تشيرنيغوف وشمال العاصمة كييف، وأفادت وزارة الدفاع في نشرة دورية على "تويتر" بأن من المرجح أن يستمر القتال على مستوى منخفض في مناطق مستعادة حديثاً، لكنه يتراجع بشدة هذا الأسبوع مع انسحاب بقية القوات الروسية، وأضافت الوزارة أن العديد من الوحدات الروسية المنسحبة من شمال أوكرانيا من المرجح أن تحتاج لإعادة تجهيز وتجديد كبيرة قبل أن يكون بمقدورها إعادة الانتشار للمشاركة في العمليات بشرق أوكرانيا.
فيما تخطط الولايات المتحدة وأوروبا لفرض عقوبات جديدة على موسكو. وقد دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "محاكمة في جرائم حرب"، بعد اكتشاف كثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا، قرب كييف، مشدداً في الوقت نفسه على أن هذه الجرائم لا ترقى في نظره إلى "إبادة جماعية". وقال بايدن للصحافيين، "علينا أن نجمع المعلومات" بشأن ما حصل في بوتشا، و"يجب أن تكون لدينا التفاصيل كاملة" من أجل "أن تكون لدينا محاكمة في جرائم حرب"، كما جدد الرئيس الأميركي التأكيد أنه سيفرض "عقوبات إضافية" على روسيا. وقال، "ربما تتذكرون أنني انتقدت عندما قلت عن بوتين إنه "مجرم حرب"، في الواقع، الحقيقة هي أنه مجرم حرب".
أضاف، "هذا الرجل وحشي، ما يجري في بوتشا مروع، والعالم بأسره شاهده، داعياً إلى محاسبة الرئيس الروسي.
بينما نددت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بـ"جرائم حرب"، بعد اكتشاف جثث لأشخاص بملابس مدنية في بوتشا، متوعدة موسكو بعقوبات جديدة "قريباً". وقالت خلال مؤتمر صحافي على هامش رحلة إلى فنلندا، إن "ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي مروع وغير مبرر وصادم". وأضافت، "من الواضح أن هذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، متهمة القوات الروسية بارتكابها.
في هذا الوقت، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جيك سوليفان إن روسيا تخطط على الأرجح لنشر عشرات الآلاف من الجنود في شرق أوكرانيا مع تحويل تركيزها إلى جنوب البلاد وشرقها، وأضاف سوليفان للصحافيين في البيت الأبيض، "نعتقد في هذا المرحلة أن روسيا تراجع أهدافها الخاصة بالحرب للتركيز على شرق أوكرانيا وأجزاء من جنوبها بدلاً من استهداف معظم الأراضي".
قال إن هدف موسكو هو على الأرجح أن "تحاصر وتسحق" القوات الأوكرانية في المنطقة. وأضاف، "يمكن لروسيا بعد ذلك استخدام أي نجاح تكتيكي تحققه لإبراز حدوث تقدم وإخفاء... (أي) فشل عسكري سابق".