الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ماذا يجري في فلسطين.. نشاط داعشي أم انتفاضة جديدة بالسكاكين

الرئيس نيوز

أثارت ثلاث هجمات مميتة منفصلة قام بها عرب إسرائيليون في أسبوع واحد فقط في بئر السبع والخضيرة وبني براك، مخاوف من هجمات غير مسبوقة من قبل عناصر داعش وخلايا التنظيم النائمة أو تكرار انتفاضة الطعن بالسكاكين لعام 2015 -2016.

وكانت هذه الهجمات الثلاث، التي قُتل فيها 11 إسرائيليًا، هي الأسوأ منذ ستة أعوام، وفي 22 مارس، وفقا لما نقله موقع ذي برينت عن خدمة إني الإخبارية، توجه بدوي يدعى غالب أبو القيعان من قرية حورة في النقب إلى محطة وقود على طريق الخليل - بئر السبع وقام بطعن إسرائيلي حتى الموت، ثم توجه إلى مركز تجاري مزدحم وسط بئر السبع وطعن مدنيين آخرين وعاد إلى سيارته ليصطدم بدراجة مما أدى إلى مقتل راكبها وبعد ذلك بفترة وجيزة قتل المهاجم برصاص مدنيين اثنين قتلاه بالرصاص.

وقال مفوض الشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، إن المهاجم كان مدرسًا في مدرسة ثانوية سابقًا، وكان من أنصار داعش وحاول الانضمام إلى صفوفه، وتم إطلاق سراحه من السجن قبل 18 شهرًا وفي الماضي، جند داعش بنشاط عددًا من البدو من النقب.

وبعد خمسة أيام فقط، في 27 مارس، قاد أيمن إغبارية وإبراهيم إغبارية، وهما فلسطينيان مسلحان ببنادق آلية ومسدسات، سيارتهما في مدينة الخضيرة، وخرجا من السيارة وقتلا بالرصاص اثنين من حرس الحدود وجرحا اثنين آخرين، وتبادلت وحدة سرية من حرس الحدود كانت في الموقع إطلاق النار مع المهاجمين وقتلتهما وأصيب ثلاثة آخرون في الاشتباك، وقبل عامين، أطلق سراح إبراهيم من سجن إسرائيلي، بعد أن وعد بأنه لن ينضم إلى صفوف داعش أو أي تنظيم آخر، وأعلن تنظيم داعش رسميا مسؤوليته عن الهجوم ولم تعلق السلطة الفلسطينية على الهجوم، لكن حماس أشادت به ووصفته بأنه "عمل بطولي".

في الهجوم الثالث خلال سبعة أيام، بدأ مهاجم في 29 مارس يرتدي ملابس سوداء في إطلاق النار من بندقية هجومية من طراز M16 في بني براك، وهي مدينة قريبة من تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجلين أوكرانيين كانا يجلسان خارج محل بقالة، ثم فتح النار على سيارة عابرة مما أدى إلى مقتل السائق الإسرائيلي وقتل رابع بعد ذلك وتدخل ضابطا شرطة وأطلقا النار على المهاجم وأدى الاشتباك إلى إصابة أحدهم بجروح قاتلة وهذه المرة لم يكن المهاجم منتميا لتنظيم داعش، وإنما من الجناح العسكري لحركة فتح على رأس السلطة الفلسطينية في رام الله، ورغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سارع في إدانة هجوم بني براك، أشادت عناصر أخرى في فتح بالهجوم ومنفذه، واندلعت الاحتفالات في منطقة جنين، وأقيمت المواكب، ووزع الأهالي الحلوى.

وفي ذروة قوة تنظيم داعش، أشارت التقديرات إلى أن حوالي 50 من عرب إسرائيل انضموا إلى داعش والمنظمات المشابهة، وقُتل بعضهم في معارك التنظيم بالعراق وسوريا، بينما عاد آخرون إلى إسرائيل ومثلوا للمحاكمة.

وخوفا من تكرار الاشتباكات التي وقعت في الماضي مع العرب خلال شهر رمضان المبارك، زادت قوات الأمن الإسرائيلية من يقظتها وشددت الإجراءات الأمنية ونفذت عدة اعتقالات ومداهمات في الضفة الغربية، وفي يوم الخميس الماضي، أغارت قوات الأمن الإسرائيلية على مخيم للاجئين في جنين بالضفة الغربية المحتلة وخاضت معركة بالأسلحة النارية، مما أسفر عن مقتل فلسطينيين وإصابة أكثر من عشرة وفي اليوم نفسه، قتل فلسطيني طعنًا وجرح رجلًا إسرائيليا في حافلة بالضفة الغربية على يد أحد المارة.

بالطبع، إسرائيل معتادة على الهجمات العنيفة والمعارك بالأسلحة النارية بين الفلسطينيين وقوات الأمن، ومع ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مهاجمون مرتبطون بداعش بتنفيذ عمليات داخل الدولة اليهودية.

وفقًا لبعض التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يعتقد المسؤولون الأمنيون أن في إسرائيل ما بين 20 و30 خلية تابعة لداعش، وبعد الهجمات الأخيرة تم اعتقال 12 من أنصار داعش، وتخشى الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) من أن هجمات 22 و27 مارس قد تؤدي إلى المزيد من الهجمات التي تلجأ لتقليد نفس الأسلوب في التنفيذ، وبعض الإسرائيليين مقتنعون بالفعل بأن هجوم بري براك كان تقليدا لهجوم مشابه.