من بينها مصر.. تخوفات من تزايد تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الأسعار والأسواق الناشئة
زادت وتيرة الأحداث الجارية في منطقة البلقان والحرب الروسية الأوكرانية من التداعيات الاقتصادية والزراعية على العديد من دول العالم ومن بينهم مصر، وذلك نظرًا لارتفاع معدلات استيراد المحاصيل الزراعية الاستراتيجية من روسيا وأوكرانيا ومن بينها القمح والزيت، وذلك لسد الفجوة الكبيرة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك الفعلي.
كما زاد التساؤل حول آثار امتداد فنره الحرب خلال الفترة المقبلة على أسعار العديد من السلع والمحاصيل الزراعية المهمة، خاصة مع طول فترة الحرب حتى الآن، إضافة إلى قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة ٦ مرات جديدة بنسبة ٢% على نهاية العام.
تخوفات لدى البنك الدولي من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية
وفي تقرير أصدره صندوق النقد الدولي هذا الاسبوع تخوف من أن يؤدى طول أمد الصراع في أوكرانيا، إلى قفزات في معدلات سوء التغذية العالمية، نتيجة انخفاض المعروض من السلع الغذائية وارتفاع الأسعار، وتوقف سلاسل الإمداد، مشيرًا إلى أن استمرار الصراع قد يؤدى إلى مشاكل أكثر قسوة من المعاناة والأزمة الإنسانية، في ظل المتوقع من أن يعاني الاقتصاد العالمي بأكمله من تباطؤ النمو، وزيادة سرعة التضخم.
آثار طول الصراع الروسي الأوكراني على الأسعار
من جهته، قال الدكتور عبد النبي عبد المطلب الخبير الاقتصادي، إنه مع بداية الصراع الروسي الأوكراني حذرت منظمة الأغذية والزراعة الفاو من ارتفاع أسعار الأغذية، والأعلاف، والأسمدة، بنسب تتراوح بين 8٪ و20٪.
كما أكد الخبير الاقتصادي لـ الرئيس نيوز، أن امتداد أمد هذا الصراع سيؤدى إلى زيادة نسب ارتفاع أسعار الحبوب، مثل القمح والذرة والشعير، حيث يوفر كلا البلدين 19٪ من إمداد العالم من الشعير، و30٪ من القمح.
وذكر الخبير الاقتصادي، أن الخطوات التي سوف تتخذها دول العالم سواء بفرض رسوم على صادرات الغذاء، أو رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، سوف تؤثر بشكل سلبي على أداء الاقتصاد المصري وذلك من خلال عدة نقاط منها ارتفاع أسعار السلع الغذاء، وهذا سيدفع التضخم نحو مزيد من الارتفاع، مما يؤدي بدوره إلى تآكل قيمة الدخول، وإضعاف الطلب، أيضاً قد تؤدى هذه الحرب إلى أزمة اقتصادية تدفع إلى خفض الاستثمارات العالمية، أو توقف ضخ استثمارات جديدة، مما قد يؤثر سلبيًا على العمالة المصرية في الخارج، وانخفاض قيمة تحويلاتهم إلى مصر.
هل تؤثر قرارات الفيدرالي الأمريكي على مصر
كما أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة قد يؤدي إلى خروج التدفقات الرأسمالية من الأسواق الصاعدة ومنها مصر، وهذا سيؤدى إلى زيادة الضغوط على الجنيه المصري، وزيادة معاناة الطبقات الفقيرة.
فيما قالت المديرة المنتدبة لشؤون سياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي، ماري بانجيستو، إن البنك قدم تمويلاً عاجلاً بقيمة 925 مليون دولار إلى أوكرانيا، لمواجهة التداعيات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن الحرب، مشيرة إلى أن الدعم العاجل لأوكرانيا بسبب التداعيات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن الحرب، والبنك تلقى طلبات من الدول المجاورة التي استقبلت اللاجئين أو تلك التي تأثرت بشكل مباشر بسبب قطع التحويلات المالية، فيما التأثير الأكبر لأزمة الغذاء والطاقة التي ترتفع في دول عدة.