ذي هيل: أمريكا ضد إيران في كأس العالم.. هل تصلح كرة القدم ما أفسدته السياسية؟
ولفتت شبكة سي إن إن الإخبارية إلى أن واشنطن وطهران لا تزالان تعملان على إذابة الجليد وربما تحسين العلاقات بينهما في أعقاب سنوات طويلة عكرت العلاقات الثنائية بينهما المواجهة الدبلوماسية وحتى العسكرية في السنوات الماضية، من المحتمل أن تذوب إلى حد ما بحلول الوقت الذي سيلعب فيه المنتخبان مباراتهما في قطر في 21 نوفمبر المقبل.
وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي من شأنه كبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات التي أضرت بالاقتصاد الإيراني، وفي الوقت نفسه، تتهم واشنطن إيران والقوات التي تدعمها بشن هجمات في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك ضد القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا.
في عام 2020، كان البلدان على شفا الحرب بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائدًا عسكريًا إيرانيًا كبيرًا، قاسم سليماني، وردت طهران بضربات صاروخية انتقامية على القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وعلى الرغم من الطبيعة الخطيرة للتنافس بين الولايات المتحدة وإيران، اندلعت النكات والتعليقات المازحة على موقع تويتر بعد إعلان قرعة كأس العالم التي أقيمت في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات في قطر، وغرد علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات، مازحًا، إن الحكومة الأمريكية شكلت لجنة رسمية لمعرفة ما سيحدث في حالة التعادل، وكتب فايز في تغريدته: "تم تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الوكالات الأمريكية قبل مباراة إيران لتحديد ما إذا كان يمكن ردع هجومهم، وتتولى مجموعة العمل تقييم نطاق مفاوضات المتابعة في حالة تعادل المنتخبين، وما إذا كان تبادل القمصان بين اللاعبين مخالفا للعقوبات".
وغردت بهنام بن طالبلو، زميلة مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية بواشنطن، قائلة إن إدارة بايدن يجب أن تستغل هذه الفرصة للدفاع عن النساء الإيرانيات، مذكرة بأن السلطات الإيرانية منعت، الشهر الماضي، نساء إيرانيات من دخول ملعب لكرة القدم في مدينة مشهد. في الماضي، أبلغ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إيران أن الوقت قد حان للسماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم.
قال مدرب الولايات المتحدة جريج بيرهالتر: "أعتقد أن الأمر يتعلق بكرة القدم في النهاية، وأفضل علامة على الصداقة يمكنك تحقيقها هي التنافس بقوة على أرض الملعب بطريقة عادلة وهذا ما تدور حوله كأس العالم".
وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات الخاصة بمنتخب الولايات المتحدة في البطولة منخفضة للغاية، فلم يتأهل للبطولة في 2018 ولكن لديه الآن مجموعة من اللاعبين الشباب الواعدين، في المقابل، تأهلت إيران لكأس العالم في روسيا قبل أربع سنوات، لكنها لم تتجاوز دور المجموعات أبدًا.
وقال دراغان سكوتشيتش مدرب إيران "أفكر في كرة القدم فقط وليس في أمور السياسة الخارجية"، وأضاف سكوتشيتش وهو كرواتي "أتمنى أن تساعد كرة القدم على إقامة اتصال جيد وعلاقة جيدة بين الناس وهذا ما يتوقعه الناس من الرياضة"، كانت آخر مرة واجه فيها منتخب الولايات المتحدة الأمريكية إيران في نهائيات كأس العالم عندما خسر 2-1 أمام الدولة الخليجية عام 1998 في فرنسا.
وقال برهالتر في اتصال هاتفي مع الصحفيين "أتذكر ذلك جيدا." "كنت أقوم بعمل تعليق لمحطة تلفزيون هولندية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي نتنافس فيها ضد منتخب إيران، وكان ذلك نتيجة للتوتر السياسي بين البلدين وكان وسيلة للقول إننا في ملعب كرة القدم ما زلنا أصدقاء".