الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فوربس: الحرب الأوكرانية تحجم فرص روسيا لتوريد أسلحة للشرق الأوسط

الرئيس نيوز

رجح تقرير لمجلة فوربس الأمريكية أن تكون العمليات الروسية العسكرية في أوكرانيا خلال الآونة الأخيرة المسمار الأخير في نعش هدف موسكو المتمثل في أن تصبح موردًا رئيسيًا للمعدات العسكرية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال التقرير: "في 30 سبتمبر 2015، تدخلت روسيا عسكريًا في الحرب الأهلية السورية إلى جانب دمشق، التي كانت في ذلك الوقت في موقف دفاعي، وخلال الأشهر القليلة التالية، قدمت روسيا بداية قتالية للعديد من أنظمة الأسلحة الجديدة، وضربت أهدافًا في جميع أنحاء سوريا وساعدت دمشق على استعادة موقفها الهجومي ضد خصومها المتمردين".

وانتهزت روسيا الفرصة التي أتاحها الصراع السور لعرض عتادها العسكري واستعراض قوته وبأسه، في حين أن القوة الاستكشافية الروسية المتمركزة في غرب سوريا تضمنت طائرات عملاقة تعود إلى الحقبة السوفيتية مثل سوخوي -24 فنسر وسوخوي-25 فروجفوت، إلا أنها تضمنت أيضًا طائرات جديدة مثل سوخوي فول باك وقاذفات القنابل الاستراتيجية الروسية من طراز  تو 160 بلاك جاك، التي لم تدخل قتالا من قبل ومنحت الفرصة لتنفيذ مهام بعيدة المدى من روسيا نفسها لقصف أهداف في سوريا؛ في دليل آخر على مدى نفوذ الجيش الروسي، تم إطلاق صواريخ كاليبر من بحر قزوين إلى سوريا في وقت مبكر من الصراع.

وفي يناير، اعترف اللفتنانت جنرال بن هودجز، القائد السابق للجيش الأمريكي، بأنه فوجئ "عندما انطلقت صواريخ كاليبر من بحر قزوين، وضربت أهدافًا في سوريا".

وقال: "كانت تلك مفاجأة بالنسبة لي، ليس فقط القدرة، لكنني لم أكن أعرف حتى أنهم كانوا هناك، واعترف بذلك" ووصف هودجز سوريا بأنها "فرصة تدريب بالذخيرة الحية" للجيش الروسي. هذا الرأي لم يردده سوى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصف حملته في سوريا بأنها "تدريب أكثر فعالية للجيش الروسي".

ويبدو أن الجيش الروسي الجديد كان ينتهز الفرصة لتحسين أوجه القصور التي ظهرت بوضوح في حربه التي استمرت خمسة أيام ضد جورجيا في أغسطس 2008، وهو الصراع الذي دفع مايكل كوفمان، الخبير البارز في الجيش الروسي للحث على تطوير الجيش وسد نقاط ضعفه، وفي وقت مبكر من الحملة الروسية على سوريا، انتشرت شائعات بأن الجزائر، المشتري منذ فترة طويلة للأجهزة الروسية، تريد سوخوي 34 بعد رؤيتها في الاشتباك وسعى بوتين بالتأكيد إلى استخدام الصراع السوري لتسويق المعدات الروسية، ولم تخجل موسكو أبدًا من استخدام الحرب كفرصة لزيادة حصتها من سوق الأسلحة في المنطقة المضطربة، وفقا لتصريحات سابقة لسيرجي تشيميزوف، رئيس شركة روستك الدفاعية الروسية المملوكة للدولة.

توصل بوتين إلى صفقة بيع مربحة لأنظمة صواريخ دفاع جوي طويلة المدى من طراز إس 400 إلى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في صفقة غير مسبوقة، حتى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمح إلى أن بلاده قد تكون مهتمة بطائرات سوخوي 35، الروسية أو حتى الجيل الخامس من سوخوي 57، الذي تطوره موسكو منذ فترة طويلة وأبدى بوتين شخصيا لأردوغان اهتمامه ببيع هذه الطائرات إلى أنقرة في زيارة أردوغان لروسيا في عام 2019 بعد أن اشترى الآيس كريم للرئيس التركي.

ثم هناك مصر؛ في منتصف عام 2010، اشترت مصر معدات عسكرية من موسكو أكثر من أي وقت آخر منذ السبعينيات وتضمنت هذه المشتريات أسطولاً من مقاتلات ميج 29M2 وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي إس 300 واشترى العراق أيضًا دبابات قتال رئيسية من طراز تي-90، من روسيا بدلاً من المزيد من دبابات أبرامز الأمريكية الصنع، بعد شرائه سابقًا لأسطول من طائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية، وفكر مرارًا في شراء صواريخ إس 400 في السنوات الأخيرة.

بعد أن دمرت طائرات بدون طيار منشآت نفط أرامكو السعودية في سبتمبر 2019، اغتنم بوتين الفرصة للضغط على دول المنطقة لشراء دفاعات جوية روسية، مدعيا أنها كانت أفضل بكثير من أنظمة الدفاع الأمريكية الصنع التي يديرها السعوديون. في عام 2017، ورد أن روسيا والإمارات العربية المتحدة تطوران طائرة من الجيل الخامس تعتمد على طراز ميج 29، واقترحت روسيا أن تتمكن الإمارات من المشاركة في إنتاج الجيل الخامس من مقاتلات سوخوي 75، في أواخر عام 2021.

ومع ذلك، فإن أوجه القصور فيما يمكن أن تقدمه روسيا بالفعل، وما تريده الدول الإقليمية، وصعوبة التعامل مع موسكو أصبحت واضحة حتى قبل حرب أوكرانيا، فعلى سبيل المثال، أدخلت الولايات المتحدة قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات في عام 2017. هذا القانون، من بين أمور أخرى، يفرض عقوبات على أي دولة تشتري معدات عسكرية روسية عالية الجودة. تم فرض العقوبات بالفعل على أنقرة في ديسمبر 2020 بسبب شرائها  صواريخ إس 400 الروسية، ثم كانت هناك المقترحات التي لم تبدأ على الإطلاق والصفقات التي فشلت.

بينما وافقت المملكة العربية السعودية على شراء S-400 في عام 2017، اختارت في النهاية نظام ثاد الأمريكي بدلاً من ذلك ومنذ الحديث عن تطوير مقاتلات الجيل الخامس مع روسيا، سمحت الولايات المتحدة للإمارات العربية المتحدة بشراء 50 طائرة من الجيل الخامس من طراز إف 35، في أواخر عام 2020. وبينما علقت أبو ظبي المحادثات بشأن هذه الصفقة التاريخية، فإن هذا لا يعني سوف يلجأ إلى روسيا كبديل وويبقى أيضًا أن نرى ما إذا كان بإمكان روسيا تطوير  طرازي سوخوي 57 وسوخوي 75 بالكامل وفي غضون ذلك، تبدو الإمارات راضية عن طلبها البالغ عدة مليارات من الدولارات لشراء 80 طائرة من الجيل الرابع من طراز رافال الفرنسية في صفقة هائلة وقعتها في أواخر عام 2021.