فورين بوليسي: حرب أوكرانيا فرصة "أردوغان" الأخيرة.. تركيا على كل الموائد
الحرب الروسية الأوكرانية فرصة لتركيا التي ترغب في الترويج لنفسها لدى واشنطن على أنها حصنًا ضد روسيا كما كانت خلال الحرب الباردة، وهذه رواية صنعها بعض أعضاء الكونجرس، ولكن مجلة فورين بوليسي ترجح أن تركيا ببساطة لا تريد أن يتم تكليفها بدور الحارس مرة أخرى في الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي، وربما تنتظر الوقت لتنقض على فرصة تراها أنقرة أكبر.
وذكرت فورين بوليسي، أن الفرصة المتاحة لتركيا في الأزمة الحالية هي نتاج واقع فوضوي مرتبط بتصور الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم لتركيا كقوة في حد ذاتها، وخطر الانفصال الكردي في الداخل وفي سوريا، وخيبات الأمل التي تفاقمت وتراكمت إلى ضغائن ضد أولئك الذين من المفترض أن يكونوا أهم حلفاء تركيا - الولايات المتحدة وأوروبا.
وبحسب المجلة، أجبر مزيج من هذه التطلعات والصدمات "أردوغان" على البحث عن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت مبكر نسبيًا من الأزمة وأدى الحوار الناتج عن ذلك إلى توسيع العلاقات الثنائية - على الرغم من الخلافات بين تركيا وروسيا في سوريا وليبيا وناجورنو كاراباخ وأوكرانيا - إلى زيادة انعدام الثقة بين أنقرة وشركائها الغربيين وأجبر شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي الروسي إس 400 الولايات المتحدة على تطبيق عقوبات على قطاع الدفاع التركي وعادت الدعوات لطرد تركيا من الناتو - وهو أمر لا تسمح به الوثائق التأسيسية للحلف - مرة أخرى، جنبًا إلى جنب مع أسئلة أكثر جدية حول توجهات السياسة الخارجية لأنقرة.
وطرحت المجلة هذه الأسئلة المهمة: هل تركيا لا تزال جزءًا من الغرب؟، هل تتحرك شرقًا؟، هل كانت تركيا تمارس استعراض العضلات في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي؟، الجواب على كل هذه الأسئلة هو: نعم.
وذكرت المجلة: "قبل بضعة أشهر فقط، كانت تركيا معزولة دوليًا وكانت علاقات أنقرة مع أوروبا مشحونة بعد أن أمضت الجزء الأكبر من عامين في تهديد قبرص واليونان، والتهديد بإطلاق العنان للاجئين على الأوروبيين، والاشتباك مع الفرنسيين بشأن ليبيا وفي الشرق الأوسط، كانت لأنقرة علاقات صعبة - وحتى معادية - مع كل دولة رئيسية في المنطقة وتدهورت علاقات تركيا مع السعوديين والإماراتيين والمصريين والإسرائيليين لدرجة أن جميع هذه الدول كانت تنسق لمواجهة وإحباط الطموحات التركية في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، وتجاهلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الغالب تركيا وأردوغان، وباستثناء الانتقادات العرضية من منصة وزارة الخارجية بحلول أواخر عام 2021، مع عزلة تركيا ومعاناتها من أزمة عملة حادة، سعت أنقرة إلى إصلاح الضرر الذي أحدثته على نفسها ومع ذلك، كان هناك جو من اليأس في كل ذلك".
وقالت المجلة: "ثم غزت روسيا أوكرانيا وعلى الفور، ظهرت روايتان متعارضتان عن موقف تركيا من الحرب فهناك من يروج لدعم أردوغان لاستقلال أوكرانيا، واستعداد أنقرة لتزويد كييف بطائرات بدون طيار فتاكة، وإغلاق مضيق البوسفور كان دليلًا إيجابيًا على هذا الرأي، فتركيا كانت ولا تزال عنصرًا حاسمًا في الأمن الغربي وذهب البعض الآخر إلى أن موقف تركيا المزعوم المؤيد لأوكرانيا يخفي خلفه مصالح عميقة مع موسكو، فأنقرة لم تشارك في فرض عقوبات على روسيا، والمجال الجوي التركي لا يزال مفتوحًا أمام الطائرات الروسية، واليخوت العملاقة للأوليغارشية الروسية كانت تظهر في بودروم ومارماريس بموافقة واضحة من الحكومة التركية".