نقص الغذاء والأدوية.. موقع إفريقي يتناول الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان "تيجراي" في إثيوبيا
نقل موقع دبليو بي يو آر المهتم بالشؤون الأفريقية، عن الدكتور رينيه مينجشا، ويعمل طبيبا في إقليم تيجراي الذي يقع شمال إثيوبيا، قوله: "الكثير من المرضى كانوا يأتون إلى مستشفانا ومن بينهم مرضى السرطان"، وكان ذلك منذ ما يقرب من عامين، أما اليوم فقد تغير كل شيء فمعظم المرضى يموتون الآن.
وأضاف: "لقد استخدمنا منذ العام الماضي الأدوية التي انتهت صلاحياتها، ولكن في الوقت الحالي ليس لدينا حتى تلك الأدوية، لذا فإن مرضى السرطان لدينا ليس لديهم أي أدوية".
وبحسب الموقع، احتفظت الحكومة الإثيوبية على مدار 500 يوم، بخمسة ملايين شخص في ولاية تيجراي في سجن افتراضي كبير، وتصف منظمة الصحة العالمية منطقة تيجراي بأنها واحدة من أخطر الأماكن على وجه الأرض، فلا توجد أدوية جديدة ولا كهرباء ولا طعام ولا أحد يدخل، لا أحد يخرج، وباختصار يشهد إقليم تيجراي اليوم مأساة حقيقية.
وذكر الموقع: "كانت المذابح البشرية وتدمير التراث في منطقة تيجراي الإثيوبية التي بدأت في نوفمبر 2020 مدمرة، وقتل الآلاف وشرد الملايين ودمرت العديد من المعالم التاريخية من قبل القوات الحكومية وحلفائها في شمال الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وشن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حملة عسكرية ضد جبهة تحرير تيجراي الشعبية في 4 نوفمبر 2020 وبينما تهاجم قوات من الجيش الإثيوبي وإريتريا، فضلاً عن ميليشيات الأمهرة، المدنيين بوحشية، فقد دمروا أيضًا المواقع الدينية والتاريخية والثقافية ذات القيمة التاريخية الكبرى وتم توثيق بعض الأضرار التي لحقت بهذه المواقع من خلال مكالمات أجراها تيجرانيون مع مجلة كونفرسيشن الأمريكية باستخدام هواتف الأقمار الصناعية، ويقول السكان المحليون إن مواقع التراث في المنطقة تم استهدافها عمدًا".
وخلص تقرير من أبرشية الكنيسة الأرثوذكسية في تيجراي بعد ثلاثة أشهر من الحرب في فبراير 2021 إلى مقتل 326 من أعضاء الكنيسة ولا توجد بيانات واضحة حول عدد رجال الدين الذين قتلوا منذ ذلك الحين، في حين أن ما لا يقل عن 40 كنيسة وديرًا قد خضعوا لتقييم عام للأضرار، تأثر المئات من هذه المواقع بالحرب.
وقال الموقع: "تعد إثيوبيا حاضنة لحضارات مختلفة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ويعتقد أن لها أكثر من 3000 سنة من التاريخ وتعود معظم القطع الأثرية التاريخية التي تشتهر بها البلاد في الأصل من منطقة تيجراي الحالية، وعلى سبيل المثال كانت حضارة أكسوم، إحدى الحضارات الأربع المعروفة التي تأسست في القرن الأول الميلادي (بالإضافة إلى روما وبلاد فارس والصين)، في وسط تيجراي اليوم".
وأضاف: "في الكتاب المقدس والقرآن والنقوش في جنوب الجزيرة العربية، توجد مصطلحات مثل "إثيوبيا" والحبشة وتم العثور على جميع دول المدن ومراكز الحضارات تقريبًا قبل 13 م في اليوم تيجراي وإريتريا وأجاو (مرتفعات شمال إثيوبيا اليوم) وتعد آثار أكسوميت وكنائس لاليبيلا المحفورة في الصخر، وكلاهما من المواقع التراثية المسجلة لدى اليونسكو، من بين كنوز حضارة شرق إفريقيا وتيجراي هي موطن العثور على مئات الآلاف من المخطوطات ومئات النقوش المكتوبة بلغة جوز أقدم مخطوطة مسيحية موجودة في العالم (يعود تاريخها إلى سنة 6 ميلادية، وإنجيل جارما محفوظ في وسط تيجراي".
كما ذكر الموقع: "في الحرب الحالية، تم استهداف العديد من المواقع التراثية لتيجراي من قبل القوات الغازية وتضم المنطقة آلاف الكنائس والأديرة والمساجد والمستوطنات الإسلامية الرمزية والمواقع الأثرية والمتاحف ومراكز الطقوس وتحظى هذه الأماكن بشعبية بين السياح من جميع أنحاء العالم والحجاج من جميع أنحاء البلاد".