قراءة حول قمة شرم الشيخ المصرية الإماراتية الإسرائيلية
كان الحذر من التداعيات الأبرز لمباحثات الاتفاق النووي الإيراني الجديد والتداعيات المحتملة للحرب الأوكرانية التي تركت آثارا بالغة على الأمن الغذائي وأمن الطاقة من بين الاعتبارات الدافعة لقمة شرم الشيخ الأخيرة، ووصفت مصادر دبلوماسية عربية بالعاصمة المصرية القاهرة، الاجتماع الثلاثي الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يومي الاثنين والثلاثاء في شرم الشيخ. بأنه كان إيذانا بنشأة تحالف عربي إسرائيلي وهم يستشهدون بالمصالح المشتركة والرغبة في العمل معًا لمواجهة تحديات الاحتياجات الاقتصادية والأمن الإقليمي، مع ترك إرث عمره عقود من العداء والصراع وراءهم.
وقالت المصادر لصحيفة جلوبال نيوز الكندية إن هذا التحالف الثلاثي بحكم الأمر الواقع "يرسل إشارة واضحة إلى المملكة العربية السعودية بأنها قد لا تكون قادرة على الانتظار لفترة طويلة قبل استخلاص استنتاجات الحقائق المتغيرة في المنطقة"، فضلا عن الإشارات المختلطة التي ترسلها واشنطن، بشأن التزامها بالمصالح الأمنية لدول الخليج العربي.
وأشارت الصحيفة إلى حذر مشترك من "رغبة أمريكية في استيعاب إيران في مواجهة خطر إطلاق يدها على أكثر من مستوى، سواء في السباق نحو التسلح النووي وغير النووي، أو الاستخدام غير المقيد لعائدات النفط لشراء الأسلحة وتهديد أمن المنطقة"، كانت الرئاسة المصرية قد صرحت بأن القمة ناقشت استقرار سوق الطاقة والأمن الغذائي، وهما تحديان حادان للقاهرة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي أدى إلى ارتفاع أسعار القمح والنفط الخام، فضلاً عن القضايا الدولية والإقليمية ودفعت الحرب القاهرة لتعويم ثان للعملة المحلية كما تعد القاهرة عادةً أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث تستورد معظم هذه الواردات من روسيا وأوكرانيا وبينما ترتفع هذه التكاليف بشكل حاد، من المتوقع أن تنخفض عائدات السياحة من الزائرين الروس والأوكرانيين.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، عيدان رول لصحيفة آراب ويكلي التي تصدر في لندن: "إننا نرى بوضوح تعزيز محور يقدم رواية أخرى في الشرق الأوسط، أنه يمكننا العمل معًا والتعاون في الشؤون الاقتصادية والدفاعية"، وفي تصريحات لإذاعة كان، أضاف عيدان أن "إسرائيل ملتزمة ببناء شراكة جيدة مع أي شخص ممكن ضد المحور المتطرف لإيران"، ولفتت الصحيفة الكندية إلى تصريحات صادرة عن مكتب بينيت في وقت لاحق أوضحت ببساطة إن الدول الثلاث ناقشت تعزيز العلاقات على جميع المستويات في محادثاتها، التي بدأت يوم الاثنين وامتدت إلى يوم الثلاثاء.
ويرى المحللون الإقليميون ظهور تحالف عربي إسرائيلي موسع، مع انضمام دول عربية جديدة إلى عملية السلام وتضم هذه المجموعة إلى جانب مصر والأردن الإمارات والمغرب والبحرين والسودان وعمان. ويشير المحللون إلى أن تنفيذ مشاريع اقتصادية وتجارية وتكنولوجية واستثمارية مشتركة من المرجح أن يعزز الثقة بين إسرائيل وجيرانها العرب وهم يعتقدون أن التأثير الإيجابي لأي من هذه المشاريع على مستويات المعيشة لسكان المنطقة سيقلل من مقاومة التطبيع على المستوى الشعبي ويمهد الطريق لتعاون أمني وعسكري غير مسبوق نحو تشكيل تحالف تشعر العديد من الدول العربية بالحاجة إليه في مواجهة تنامي الطموحات التوسعية الإيرانية والتركية وعدم قدرتها على الاعتماد على التزام الولايات المتحدة بضمان أمنها.
وأدى الخلاف مع واشنطن بشأن هاتين المسألتين إلى زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والقوى الخليجية المصدرة للنفط، والتي تخشى عودة إيران إذا كانت قادرة على تصدير النفط مرة أخرى بموجب اتفاق نووي مع واشنطن.
وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله "لدينا بعض كبار حلفاء الولايات المتحدة غير راضين عن نهج بايدن وعندما يقفوا معًا ويتحدثوا بصوت واحد، قد يكون لذلك صدى"، كما علق خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، قائلا إن اجتماع السيسي مع بن زايد وبينيت كان سيركز على تأثير الصراع في أوكرانيا، في حين أن الدول الثلاث لديها وجهات نظر متداخلة بشأن إيران، ونقلت آراب ويكلي عن مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عزت سعد، قوله إن اجتماع شرم الشيخ انعقد عشية التوقيع المرتقب للاتفاق النووي الإيراني، حيث تُبذل جهود جادة لتبني اتفاقية خليجية مشتركة وعكست القمة الموقف المصري الإسرائيلي الرافض للصفقة.
أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أحمد فؤاد أنور، أن إيران كانت من بين البنود الرئيسية على جدول أعمال اجتماع شرم الشيخ حيث شعر المشاركون بضرورة الاستعداد لتداعيات الاتفاق النووي الذي يرون أنه يفيد طهران ويمكّنها من زيادة توسعها في المنطقة، كما أن الطاقة والأمن الغذائي هما "نقطة الانطلاق العملية المناسبة للتعاون بين الدول الثلاث في هذه المرحلة، حيث يتم تشجيع القاهرة على نقل تعاونها مع إسرائيل من المستوى الثنائي إلى إطار إقليمي أكبر، وأن اجتماع شرم الشيخ يمكن تفسيره على أنه يظهر تغييراً في النهج المصري تجاه مشروعات التعاون الإقليمي.