يوتيوب "الباب المفتوح" للإعلاميين.. محمود سعد والميرازي أبرزهم
لم تعد شاشات التليفزيون هي المنصة الوحيدة التي يمكن ظهور الإعلاميين من خلالها، بل أنها أصبحت الأقل انتشارا في السنوات الأخيرة، بعدما انصرف الجزء الأكبر من الجمهور إلى مواقع التواصل الإجتماعي حتى لمتابعة القنوات، ومؤخرا بدأ عدد من الإعلاميين المصريين خوض تجربة تقديم برامجهم عبر موقع الفيديوهات العالمي "يوتيوب".
هناك الكثير من الأسباب التي جعلت هؤلاء يتوجهوا إلى "يوتيوب"
لتقديم برامجهم من خلاله، أبرزها عدم توافر فرص للظهور عبر شاشات التليفزيون نظرا
لمحدودية سوق الميديا في السنوات الأخيرة.
وخلال هذا التقرير يرصد "الرئيس نيوز" أبرز التجارب التي ظهرت
خلال السنوات الأخيرة لمشاهير التليفزيون من المذيعين، والذين اتجهوا إلى يوتيوب للتواجد
الإعلامي أولا، ولمواكبة التطور التكنولوجي ثانيا، ولأسباب أخرى كثيرة.
"ونس" محمود سعد الأكثر نجاحا على "يوتيوب"
من ضمن هذه التجارب ويعد أنجحها تجربة الكاتب والإعلامي محمود سعد الذي ترك
مؤخرا قناة "النهار" ببرنامجه "باب الخلق"، لينتقل بتجربته
الشخصية إلى منصة "يوتيوب" ويقدم سلسلة حلقات من انتاجه لقناته الرسمية
على موقع الفيديوهات العالمي تحمل اسم "ونس"، وقد حقق محمد سعد مردود
كبير من هذه الحلقات التي يقوم بتسجيلها في عدة دول عربية بخلاف حلقات أخرى سجلها داخل
مصر بعدة أماكن تاريخية وسياحية.
وسافر محمود سعد متجولا بكاميراته لعدة دول عربية، كما سيزور عدة دول أخرى
خلال الحلقات المقبل، وقد صور بالفعل حتى الأن حلقات متعددة في العراق والأردن.
وتتراوح نسبة مشاهدة الفيديوهات على قناة محمود سعد الرسمية على موقع الفيديوهات "يوتيوب" ما بين 30 ألف مشاهدة وتصل إلى نصف مليون لبعض الفيديوهات، ولكنها في أغلب الأحيان تتراوح بين 100 ألف إلى 150 ألف تقريبا، وهو رقم شبه ثابت على أغلب فيديوهات الإعلامي الكبير التي قرر تقديمها مؤخرا، فيما يشترك في القناة 450 ألف مشترك تقريبا.
"مع أسامة كمال" توقف من أجل العودة للتليفزيون
الإعلامي أسامة كمال كان له أيضا تجربة خاصة في برامج اليوتيوب، وذلك بعد
ترك قناة "dmc" منذ عدة سنوات، إذ قام كمال بإنتاج برنامج باسم "مع
أسامة كمال" قدم منه ما يصل إلى 30 حلقة عبر قناتة الرسمية بموقع الفيديوهات
"يوتيوب"، ولكنه توقف بعد الانضمام لقناة "المحور" التي تركها
أيضا، ولكنه لم يعد إلى "يوتيوب" حتى الأن.
وتحتوي قناة أسامة كمال بموقع "يوتيوب" على ما يقرب من 75 ألف
مشترك، وهو عدد منخفض جدا بالنسبة للقنوات الأخرى، وحققت حلقاته على يوتيوب نسبة
مشاهدة تتراوح بين 30 و 70 ألف مشاهدة.
"ضيوف معتزة" التجربة الأقل حظا برغم نجاحها
كما قدمت الإعلامية معتزة مهابة تجربة قصيرة على قناتها الرسمية بموقع
"يوتيوب"، وذلك من خلال برنامج "ضيوف معتزة" الذي استضافت
خلاله عدد من الشخصيات العامة، حققت حلقاتهم نسب مشاهدة متفاوته، ويشترك في قناة
البرنامج 10 ألاف مشترك فقط، في حين حققت الحلقات نسبة مشاهدة متفاوته، منها على
سبيل المثال حلقة الإعلامي توفيق عكاشة التي حققت ما يقرب من نصف مليون مشاهدة،
وحلقة وزير الدولة للإعلام السابق أسامة هيكل حققت حوالي 230 ألف مشاهدة، وحلقات
أخرى تراوحت ما بين 5 ألاف إلى 60 ألف مشاهدة.
"مع حافظ الميرازي"
ومؤخرا ظهر الإعلامي حافظ الميرازي ببرنامج "مع حافظ الميرازي" على قناته الرسمية بموقع الفيديوهات "يوتيوب"، وقدم عدة حلقات عن السياسة حول العالم، واستضاف خلالها مجموعة من السياسيين بدول عربية مختلفة، إلا أن القناة لم تحقق أي مردود، وكانت أعلى نسبة مشاهدة له خلال حلقة استضاف بها عمرو حمزاوي وصلت إلى 20 ألف مشاهدة ، مع ملاحظة أن البرنامج ما زال فى بدايته.
تحدث "الرئيس نيوز" مع عدد من الخبراء والمتخصصين حول أسباب ظهور بعض الإعلاميين ببرامج على موقع الفيديوهات "يوتيوب".
محمد عبدالرحمن : تجربة محمود سعد يجب الانتباه لها .. والكثير من التجارب
لم نشعر بوجودها
وحول اتجاه عدد من الإعلاميين إلى منصة "يوتيوب" لتقديم برامجهم تحدث الكاتب الصحفي المتخصص في شئون الميديا، محمد عبدالرحمن في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، وقال : "هناك تغيير كبير في خريطة الميديا وحتى الجمهور المتلقي نفسه تغير وأصبح يتابع اليوتيوب في السنوات الأخيرة بشكل كبير"، وأضاف : الطريقة الكلاسيكية للتليفزيون سواء في الالتزام بمواعيد ثابتة أو مدة ثابتة والاصرار على وجود فقرات إخبارية بشكلها التقليدي والتقارير المتشابهة، كل هذا لم يتوفر لكل الإعلاميين لكثرة عددهم، ولذلك اصبح اليوتيوب بديلا مناسبا لهم، خصوصا أن المشاهد يستطيع مشاهدتهم في أي مكان وأي وقت"، واشار عبدالرحمن أن أن المضمون في برامج يوتيوب مختلف عن برامج التليفزيون، ويجب أن يتوفر لبرنامج اليوتيوب عنصرين أساسيين بشكل وطريقة مختلفة تماما عن التليفزيون وهما المحتوى والإيقاع.
وعن أنجح التجارب التي رصدها في برامج "يوتيوب" قال عبدالرحمن :
"من أهم التجارب الموجودة تجربة محمود سعد، فهي تجربة تستحق الانتباه لها،
وحققت مردود كبير وقدمت دروسا عظيمة لغيره من العاعلاميين"، واضاف
:"هناك تجارب أخرى لإعلاميين كبار في التليفزيون وعندما انتقوا إلى يوتيوب لم
نسمع عن تجاربهم ولم نشعر بهم".
وعن الحريه في المحتوى المقدم عبر برامج يوتيوب قال عبدالرحمن
:"الحريه ليست فقط حرية الموضوعات التي يتم مناقشتها ولا حرية اختيار الضيوف،
ولكنها تصل أيضا لحرية الحركة والتحرر من قيود الشكل التليفزيوني التقليدي"،
ويفسر :"حرية التصوير في أي وقت وفي أي مكان وحرية الاذاعة في أي وقت، فكل
هذه الأمور تحرر المذيع من قواعد التليفزيون الملزمة".
وعن العائدات التي تتحقق لبعض المذيعين من يوتيوب قال :"بالنسبة
للعائدات بالطبع لا يمكن أن تتخطى عائدات التليفزيون خاصة في الوقت الحالي، وهناك
اختلاف في النموذج المالي بين يوتيوب والتليفزيون، فالمذيع في التليفزيون يحصل على
أجره مقابل عمل، سواء كان له نسبة مشاهدة أم لا، ولكل مذيع أجره حسب اقبال
المعلنين والرعاة على برامجه، أما بالنسبة ليوتيوب فالأمر مختلف تماما، إذ يحل
المذيع على مقابل نسبة المشاهدة والاعلانات الموجودة على القناة"، وأضاف
عبدالرحمن أن هناك ميزة أخرى تتوفر لمذيعي اليوتيوب وتميزهم عن مذيعي التليفزيون،
وقال :"المذيع التليفزيوني اذا توقف عن العمل لأي سبب لا يحصل على أجره، في
حين أن مذيع يوتيوب إذا توقف لأي سبب من الممكن أن يحقق عائد طالما الفيديوهات
تحقق نسب مشاهدة جديدة".
وانهى عبدالرحمن حديثة قائلا :"لا اعتقد أن المال هو الغاية من اتجاه
بعض الاعلاميين إلى يوتيوب، ولكن السبب يرجع لحب التواجد خاصة عندما توفرت لهم
نافذة جديدة بطلوا منها للجمهور وباشتراطات أكثر سهولة وغير ملزمة بأي
قواعد".
محمد المرسي : اليوتيوب هو المستقبل ويتيح حريات أكبر في المحتوى ونوعية
الضيوف
الدكتور محمد
المرسي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة تحدث عن الأمر، وهو صاحب تجربة أيضا في
"يوتيوب"، وقال : "بداية ما يميز اليوتيوب عن التليفزيون هو حرية
المحتوى المقدم، وأيضا حرية انتقاء الضيوف بما يتناسب مع الموضوع دون تدخلات أو
قيود معينة"، وأضاف المرسي أن السنوات القادمة ستشهد انتشار أوسع وأكبر
لبرامج "يوتيوب" وسيتجه عدد أكبر من الإعلاميين والمذيعين لهذه المنصة،
خاصة في ظل الركود التليفزيوني وعدم وجود مساحات لعدد أكبر من المذيعين.
واشار المرسي أن
المذيع الذي سيبدأ حاليا سيفرق عن غيره كثيرا خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن
الإعلانات في التليفزيون ستنحصر قريبا وتنخفض بشكل أكبر، وسيتم توجيهها إلى يوتيوب
وغيره من المنصات البديلة الأخرى.
وعن تجربته الخاصة قال :"حقيقة لم أكن مهتم بتقديم برامج ولكني فقط قررت أن أوجه رسائل سريعة للمهتمين بالشأن الإعلامي، ولم أبغى غير ذلك ولم استهدف تحقيق عائد مادي أو حتى نسب مشاهدة كبيرة، فهي تجربة مستقلة الهدف منها فقط نشر رسائل ومعلومات مهمة لمهتمين بالشأن الإعلامي والدارسين".