تصدير أيدلوجية "الإخوان"..تفاصيل الدعم المالى من مديرية الشئون الدينية التركية للجماعة
كثفت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في تركيا حملتها لتصدير الإسلام السياسي إلى دول أخرى، بالاستعانة بمؤسسة حكومية عامة ممولة تمويلًا جيدًا تديرها مديرية الشؤون الدينية التركية، وأكد موقع نورديك مونيتور السويدي أنه قد تم تحويل مؤسسة الشؤون الدينية التركية التي تمتلك أصولا ضخمة وميزانية سنوية تزيد عن مليار ليرة تركية، إلى أداة لتصدير أيديولوجية الإخوان المسلمين إلى الخارج واستغلت حكومة أردوغان المنظمة لبناء مساجد ومدارس دينية في الخارج وتقديم منح دراسية لآلاف الطلاب الأجانب، وكلها تهدف إلى الترويج للأيديولوجية المثيرة للقلق التي تشبه فكر الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وفي مارس الجاري، أشاد الرئيس أردوغان بحملة المنظمة في الخارج وطلب من طلابها الذين جلسوا في الصف الأول مساعدته على تحقيق أهداف معينة عندما يكملون دراساتهم الدينية في تركيا والعودة إلى وطنهم، وأضاف: "شهدنا انتصار قلعة جناق في عام 1915 ضد العالم الصليبي كله وفي ذلك الوقت، قاتل طلاب الجامعات ضد العالم الصليبي بأكمله وهذا لا يكفي وإن شاء الله سنحقق المزيد".
ثم انتقل إلى تذكر تجربته عندما أرسل إلى السودان في التسعينيات من قبل معلمه نجم الدين أربكان، مؤسس الإسلام السياسي في تركيا، لحضور مؤتمر ديني وإلقاء خطاب وكيف ساعده في خطابه سوداني درس في تركيا.
وتأسست ديانت في عام 1975 بهدف إجراء البحث العلمي والنشر والتحرير وترجمة الأعمال المتعلقة بالإسلام، وهي إحدى مؤسسات الدولة التي تحولت إلى الذراع الطويلة لنظام أردوغان في جهود تصدير الإسلام السياسي إلى الخارج كما تعتمد على التبرعات النقدية والأوقاف والعديد من الأصول والممتلكات، وتمول عددًا من المشاريع التي تنظمها حكومة أردوغان في الخارج.
ولفت الموقع السويدي إلى أن رئيس مجلس إدارة ديانت هو علي أرباش، رئيس مديرية الشؤون الدينية، وهي كيان حكومي به جيش ضخم من أكثر من 100,000 إمام ويسيطر على حوالي 90,000 مسجد في تركيا وخارجها ووفقًا لأحدث البيانات المالية التي تم الكشف عنها، كان لدى ديانت 1.3 مليار ليرة تركية من الإيرادات في عام 2020، جاء الجزء الأكبر منها من التبرعات، وأنفقت 853.6 مليون ليرة تركية في نفس العام لتمويل المشاريع ولم يتم الإعلان عن قيمة أصولها، ومعظمها في شكل عقارات مملوكة لشركات قابضة وأسهم في الأعمال التجارية، ولكن قُدرت قيمتها بمليارات الدولارات.
تعمل المؤسسة في 149 دولة ولديها 1003 فرع في تركيا. المشروع الرئيسي للمؤسسة هو تعليم وتدريب الطلاب الأجانب بما يتماشى مع الأيديولوجية الإسلامية لنظام أردوغان وتنشئة جيل من الإسلاميين الشباب الذين سيساعدون ويعززون هذه الأيديولوجية في البلدان الأخرى.
في العام الدراسي 2019-2020، دربت ديانت 1359 طالب في إطار برنامج التبادل في المدارس الثانوية الدينية في تركيا والمعايير الرئيسية للمنح الدراسية هي أن المرشحين يجب أن يكونوا حاصلين على جنسية أو إقامة أجنبية وأن تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة والمواطنون الأتراك غير مؤهلين للبرنامج. وبالمثل، تم تمويل 1164 طالبًا أجنبيًا من قبل ديانت لدراسة علوم الدين على المستوى الجامعي في نفس العام الدراسي، يذكر أن المواطنين الأتراك الذين لديهم جنسية مزدوجة أو يقيمون في الخارج والذين تتراوح أعمارهم بين 18-25 مؤهلون للتقدم بطلب للحصول على منحة دراسية في هذا المستوى كما يتوفر تمويل للدراسات العليا، حيث استفاد 316 أكاديميًا من هذا البرنامج حتى الآن.
كما أنشأت ديانت شبكة خريجين لإبقاء الطلاب الذين أكملوا تعليمهم على اتصال بتركيا ويربط الطلاب الأجانب مع الأتراك خلال المعسكرات الصيفية القصيرة والبرامج الدراسية وفي عام 2020، مولت ديانت 8193 طالبًا في الخارج في إطار برامج مختلفة وقدمت أموالًا نقدية لعدد من المنظمات في فلسطين والصومال وبلغاريا ورومانيا وهايتي وماليزيا وكازاخستان وقيرغيزستان ومنغوليا.
وتستخدم حكومة أردوغان أيضًا ديانت لبناء مساجد تاريخية في البلدان الأخرى لإنشاء مراكز لنشر أيديولوجيتها وبناء المجتمعات التي ستساعد سياسات الحكومة التركية في الخارج وخصصت 85 مليون ليرة تركية في عام 2020 للبناء في الدول الأجنبية وتقع المساجد التي تم بناؤها مؤخرًا بتمويل من ديانت بملايين اليورو في كوسوفو وألبانيا وروسيا والبوسنة والهرسك وقيرغيزستان وتم افتتاح بعض المساجد في حضور أردوغان نفسه.
كما أنفقت المؤسسة 536 مليون دولار في عام 2020 وحده لتمويل المشاريع التي يديرها الملحقون الدينيون الذين يعملون من السفارات والقنصليات التركية كدبلوماسيين في 34 دولة وفي الأراضي السورية التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية، نشطت ديانت في تمويل المساجد والمدارس والمخيمات كجزء من سياسة حكومة أردوغان المتمثلة في إنشاء مجال نفوذ في شمال شرق الجمهورية العربية السورية، وفي منطقة إدلب، حيث لا يزال كل من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين يعملان بحرية، تمول ديانت سبع مدارس بما في ذلك واحدة سميت على اسم الرئيس أردوغان وشيدت أربعة مساجد وفي منطقة اعزاز، قامت ببناء مسجد ودعمت 1791 إمامًا وفي عفرين وأماكن أخرى، يتلقى أكثر من 600 إمام نقودًا من ديانت مقابل عملهم الديني.
منذ عام 2015، منحت المؤسسة جوائز الإحسان الدولية السنوية، وهي حدث مميز يهدف إلى الترويج لأنشطة ديانت وكسب التأييد لنفوذ الرئيس أردوغان العالمي وفي الحفل الأخير الذي أقيم في 15 مارس 2022، استضافت قناة ديانت الرسمية شخصا يدعى سراج وهاج، وهو مواطن أمريكي وإمام بروكلين الذي ادعى أنه يجب على جميع المسلمين التجمع حول قيادة أردوغان.