الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بحثا عن النفط.. زيارة جونسون للخليج لتهدئة مخاوف البريطانيين من نقص الطاقة

الرئيس نيوز

كشف موقع أويل برايس المتخصص في شؤون الطاقة أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس  جونسون يتصرف مؤخرًا بناء على قناعة تامة في لندن بإنه مع بدء تأثير العقوبات التي فرضها الغرب  ضد روسيا، أصبح هناك حاجة لتحالف دولي جديد لتعويض تأثير العقوبات وتوقف الإمدادات على المستهلكين.
كان من المقرر أن يضغط رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على السعودية والإمارات لضخ مزيد من النفط لتهدئة الأسواق المضطربة في الوقت الذي يلتقي فيه مع قيادة دول الخليج أمس الأربعاء، ووصل جونسون إلى أبوظبي لإجراء محادثات مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكان من المقرر أن يتوجه إلى الرياض في وقت لاحق حيث يسعى الغرب لإنهاء اعتماده على النفط الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا.
وتتزامن زيارة جونسون، مع تأرجح أسعار النفط في حالة من التقلب الشديد، مع إدانة جديدة لسجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بعد إعدام 81 رجلاً في إعدام جماعي يوم السبت، وسيجتمع جونسون أيضًا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث يصبح أحد القادة الغربيين القلائل الذين يزورون الرياض منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018، ولم يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن والأمير محمد منذ أن تولى بايدن منصبه وتعهد بمعاملة المملكة كدولة "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي.
وأصر المتحدث باسم بوريس جونسون على أنه سيثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان وعمليات الإعدام الأخيرة وسيطلب من ولي العهد السعودي إدانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، تجنبت السعودية والإمارات، وهما من أكبر مصدري النفط في العالم وتربطهما علاقات مع روسيا، حتى الآن اتخاذ موقف ضد موسكو.
لكن جونسون قال قبل مغادرته إن تأثير هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الوحشي وغير المبرر" سيكون محسوسًا إلى أبعد من أوروبا.

أكبر الشركاء الاقتصاديين
وأضاف أنه مع بدء تأثير العقوبات الغربية، كانت هناك حاجة لتحالف دولي جديد لتعويض تأثيرها على المستهلكين الذين يشعرون بالفعل بالضيق الناجم عن ارتفاع التضخم وزيادة تكلفة المعيشة، ولفت جونسون إلى أنه يجب "على العالم أن يفطم نفسه عن النفط والغاز الروسي وإدمانه واستغلال بوتين للنفط والغاز"، ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شريكان دوليان رئيسيان في هذا الجهد، مضيفًا: "سنعمل معهم لضمان الأمن الإقليمي، ودعم جهود الإغاثة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية على المدى الطويل."
وقال مكتب جونسون إن الإمارات والسعودية هما أكبر شريكين اقتصاديين للمملكة المتحدة في المنطقة، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية 12.2 مليار جنيه إسترليني (15.9 مليار دولار) و 10.4 مليار جنيه إسترليني على التوالي في عام 2020 ويأمل رئيس الوزراء أن يتمكن من إقناع ولي العهد السعودي بتعزيز إنتاج المملكة من النفط للمساعدة في خفض الأسعار المتصاعدة التي ترفع فواتير الطاقة المنزلية.
وأصدرت ألمانيا الأسبوع الماضي "نداءً عاجلاً" لمجموعة أوبك التي تقودها السعودية لزيادة الإنتاج "لإحداث ارتياح في السوق" بسبب مخاوف المعروض.
البحث عن إمدادات بديلة
مثل الولايات المتحدة، تخطط بريطانيا للتخلص التدريجي من واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام، كجزء من عقوبات واسعة النطاق تستهدف الشركات والمليارديرات الروس وتمثل الواردات الروسية ثمانية في المائة من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة، أي أقل مما هو عليه في أوروبا القارية، حيث كان هناك إحجام عن إغلاق الصنابير بالكامل.
وحذرت دول من بينها ألمانيا الأسبوع الماضي من فرض حظر مفاجئ على واردات الطاقة الروسية نظرا لنقص الإمدادات البديلة الفورية، وروسيا هي أكبر منتج للغاز في العالم وثاني أكبر منتج للنفط بعد المملكة العربية السعودية، أكبر منظمة أوبك.
وقال توربيورن سولتفيدت، محلل شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركةفيرسك مابلكروفت إن الجهود المبذولة لخفض أسعار النفط لم تحقق سوى القليل حتى الآن وأوضح إن الاحتمالات "في الأغلب ضد جونسون وهو يسعى لتأمين تحول في السياسة النفطية السعودية وأوبك، لقد أثبتت المملكة العربية السعودية حتى الآن أنها مترددة في الانحراف عن إطار عمل وخطة أوبك + الحاليين، التي تفرض زيادات شهرية إضافية في الإنتاج، وكان إطار العمل فعالًا للغاية خلال جائحة COVID-19 وهناك إحجام قوي عن تغيير المسار الحالي"، ويرى سولتفيدت أن الإمارات "قد تكون أكثر استعدادا لزيادة إنتاجها لأنها تريد الاستفادة من احتياطياتها النفطية بشكل أسرع، ولكن الإمارات العربية المتحدة أعادت في 10 مارس تأكيد التزامها باتفاقيات تحالف أوبك + بالالتزام بأهداف الإنتاج الحالية حتى أبريل.