ضربها التضخم العالمي.. هل تهدد الحرب الروسية الأوكرانية سوق الدواء في مصر؟
شهدت سوق الدواء ارتفاعات متفاوتة فى أسعار بعض الأصناف مع بداية العام الجارى 2022، بالتزامن مع موجة التضخم العالمية، وزيادة تكلفة استيراد مستلزمات التصنيع من مواد خام ومواد تعبئة، وسط مخاوف من تفاقم ارتفاعات الأسعار فى ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن بين الأصناف التى تأثرت بموجة التضخم، دواء "برونكوفين شراب" لعلاج السعال ارتفع سعره من 5.5 جنيه إلى 11 جنيهًا، بزيادة 100%، و"أناللرج" لعلاج الحساسية من 9 جنيهات إلى 12 جنيها أي بزيادة 33%، وعقار "ديبوفورت" لعلاج نقص فيتامين ب 12 بزيادة من 16.25 جنيه إلى 26.25 جنيه أي بزيادة 61%.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بغرفة القاهرة الدوائية، إن أزمة الحرب الروسية لم ولن تؤثر بشكل كبير على أسعار الدواء فى مصر نظرًا لعدم اعتماد شركات الدواء المصرية على استيراد مدخلات تصنيع من مواد خام أو تعبئة سواء من روسيا أو أوكرانيا، بالإضافة إلى القرارات الجديدة التى اتخذها البنك المركزى والتى استثنت الدواء من أى شروط أو قيود للاستيراد.
وأضاف رئيس الشعبة فى تصريحات خاصة، أن 20 صنف دوائى على الأكثر شهدت ارتفاعات فى أسعارها نتيجة ارتفاع تكلفة التصنيع ومدخلاته عن سعر البيع قبل الزيادة، وبالتالى تعرض الشركات المنتجة لحجم كبير من الخسائر، وهو عدد محدود إلى جانب ارتفاع أسعار بعض أنواع المكملات الغذائية غير الخاضعة للتسعيرة الجبرية مقارنة بنحو 7 آلاف نوع دواء زادت أسعارها بنسبة 20% خلال عام 2016، وبعد التعويم وفي أول عام 2017، زاد سعر نحو 3 آلاف صنف دواء بنسبة 50%،
وأشار إلى أن الزيادات فى أسعار الأدوية تخضع لعدة معايير وليست عشوائية ، بناء على طلبات ترفعها الشركات الخاسرة أمام لجنة التسعير التابعة لهيئة الدواء المصرية والتى تقرر فى ضوء البيانات المتوفرة إما الموافقة على زيادة الأسعار أو رفض الطلب بما لا يوازن بين مراعاة مصلحة الشركات وعدم فرض أعباء على المواطنين.
وأوضح أن هناك عدد من الأدوية المحلية لازالت أسعارها 2 جنيه و10 جنيه وهى أسعار محدودة للغاية ولا تناسب ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج والتصنيع، على الرغم أن البديل المستورد منها يتخطى سعره 100 جنيه، ومع ذلك يقبل المواطنين على شراء الأدوية المستوردة ذات السلع المرتفع، مضيفًا : 60 %من الأدوية المبيعة فى مصر مستورة من الخارج نظرًا لاعتقاد البعض أن المادة الفعالة أقوى فى المستورد عن بديله المصرى وهو أمر غير صحيح على الاطلاق، فالدواء المصرى نفس المادة الفعالة ونفس الجودة.