الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قصف قاعدة "يافوريف".. هل يُعجل المواجهة بين روسيا والناتو؟

الرئيس نيوز


تثير الحرب الدائرة في أوكرانيا، مخاوف متزايد من اتساع نطاق المواجهة، لا سيما في حال دخلت روسيا في اصطدام عسكري مباشر مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي شدد على التعامل بحزم وصرامة، في حال تعرض أي من أعضائه لـ"عدوان خارجي".


وفيما توالت تصريحات أميركية باستمرار إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لإغراق روسيا في "الجحيم"، قال خبراء لموقع "سكاي نيوز عربية": إن روسيا والناتو ما زالا يحفظان خطوطًا حمراء لمنع الدخول في "حرب مدمرة".


وبأكثر من 30 صاروخًا، شنّت روسيا، الأحد، هجومًا على قاعدة يافوريف العسكرية في لفيف غربي أوكرانيا، والمخصصة لتدريبات مع دول الناتو؛ وهو ما أسفر عن مقتل 180 ممن وصوفوا بـالـ "مرتزقة" حسب الإحصاء الروسي، و35 شخصًا وجرح 134 حسب الإحصاء الأوكراني.

وامتد التصعيد الروسي إلى خارج أوكرانيا؛ حيث أعلنت كرواتيا عن تحطم مُسيرة عسكرية "سوفيتية" الصنع طراز "توبوليف تو– 141" في العاصمة زغرب، تحمل قنبلة؛ وهو ما أثار غضب السلطات الكرواتية التي قالت: إن المُسيرة حلقت في المجال الجوي الهنغاري 40 دقيقة، وفي المجال الكرواتي 7 دقائق قبل أن تتحطم.

تأتي الهجمات بعد يوم من تهديد روسيا بأنها تعتبر أي شحنات أسلحة مرسلة لأوكرانيا أهدافًا شرعية، مما يؤشر لتصعيد المواجهة المباشرة لتكون بين موسكو والناتو.

وتعرف قاعدة يافوريف باسم "المركز الدولي لحفظ السلام"، وتضم مدربين أجانب، ولم يتضح ما إذا كانوا داخل القاعدة أثناء الهجوم.

ويمثل موقع القاعدة أهمية كبرى للجيش الأوكراني؛ لقربها من الحدود البولندية، وباعتبارها نقطة تأمين وصول الأسلحة.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إلى تطور دور القاعدة بعد الحرب، حيث يتدرب نحو 1000 مقاتل أجنبي، وبها ضباط وخبراء أميركيون وكنديون؛ لتقديم المساعدة للجيش الأوكراني واستضافة تدريبات تابعة للناتو حتى وقت قريب.

ويصف الخبير الاستراتيجي العميد سمير راغب، الهجوم على القاعدة بأنه "رسالة واضحة" من موسكو إلى الناتو؛ لكِبَر مساحة القاعدة وشدة الهجوم.

ويرى راغب أن ما وراء الهجوم كذلك بدء معاناة موسكو من وصول أسلحة لأوكرانيا، ومنها صاروخ "إيغلا" الروسي المضاد للطائرات.

ومؤخرًا، أعلن مسؤولون أميركيون توجيه 200 مليون دولار مساعدات وخدمات دفاعية، بجانب التدريب العسكري لأوكرانيا، وتشمل أنظمة مضادة للدروع وأنظمة مضادة للطائرات، إضافة إلى أسلحة خفيفة.

وأعلنت ألمانيا أنها تخطط لتسليم 1000 سلاح مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينغر لدعم كييف.

ويفسر خبير الشؤون الأوروبية، محمد رجائي بركات، التصعيد الأخير بأن روسيا في مرحلة جدية من المفاوضات مع أوكرانيا؛ لذا تحاول أن تحرز تقدمًا في الميدان كي تفرض شروطها، لا سيما أن ذلك يتزامن مع الوساطة التركية والألمانية؛ لتخوف ألمانيا من ارتدادات اقتصادية للعقوبات المفروضة على روسيا إلى أوروبا.

وتعتبر موسكو إرسال المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا مشاركة من الدول الأوروبية في الحرب؛ مما يؤثر على المفاوضات، بحسب بركات.


و أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أمس الاثنين، أن شحنات صواريخ أميركية مضادة للمدرعات وطائرات وصلت الساعات الماضية إلى القوات الأوكرانية "عبر قنوات سرية"؛ حتى تحول معارك روسيا إلى ما وصفه بـ"جحيم" يكبدها خسائر بشرية كبيرة.

غير أن راغب يؤكد أن هجمات روسيا الأخيرة لا تنذر بمواجهة مباشرة مع الناتو، فالحلف حريص على ألا يحدث خطأ يؤدي لصدام بشكل واضح مع روسيا، وتتبنى موسكو نفس الموقف؛ لمنع نشوب حرب مدمرة.

ويتفق بركات معه، مؤكدًا مخاوف أوروبا من اندلاع اشتباكات بين الجانبين.