لماذا تحرص القوات الروسية على اقتحام مدينة ماريوبول الأوكرانية؟
تخشى السلطات الأوكرانية حصول حصار على كييف، إلا أنها تعهدت أن "تدافع بلا هوادة" عن العاصمة في وجه القوات الروسية التي تقصف الجنوب الأوكراني، حيث تأمل مدينة ماريوبول المحاصرة وصول قافلة مساعدات إنسانية اليوم الأحد، 13 مارس.
وصول قافلة المساعدات يُعد أمرًا حيوياً بالنسبة إلى ماريوبول. فهذه المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة في جنوب شرقي البلاد بين شبه جزيرة القرم ودونباس، غارقة في وضع حرج "ميؤوس منه تقريباً"، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، وهي تفتقر إلى الطعام، وسكانها محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات. وقد فشلت محاولات لإجلاء مئات آلاف المدنيين منها مرات عديدة.
لا تزال مدينة أوديسا في الجنوب تستعد لهجوم القوات الروسية التي تركز هجومها حالياً على بعد نحو 100 كيلو متر إلى الشرق في مدينة ميكولايف.
وغرباً، قالت الإدارة العسكرية الإقليمية في مدينة لفيف، الأحد، إن ثمانية صواريخ استهدفوا قاعدة عسكرية في يافوريف قرب الحدود البولندية، والتي تضم المركز الدولي لحفظ السلام والأمن.
وفي كييف، وحدها الطرقات المؤدية إلى الجنوب لا تزال مفتوحة. وباتت العاصمة بحسب مصادر أوكرانية محاصرة بشكل متزايد بالجنود الروس الذين دمروا مطار فاسيلكيف، السبت. وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني، إن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول تحييد المناطق المحيطة بها من أجل "محاصرة" كييف.
ويقول موقع "إندبندنت عربية" إنه جثث الضحايا تنتشر في شوارع بعض المدن في وقت يستحيل التحقق من إعدادهم. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن "نحو 1300" جندي أوكراني قتلوا منذ 24 فبراير، مشيراً إلى أن الجيش الروسي فقد "نحو 12 ألف عنصر"، لكن روسيا أعلنت في الثاني من مارس أن 498 من جنودها قتلوا، وهي الحصيلة الوحيدة التي قدمتها.
وفي صفوف المدنيين، قتل ما لا يقل عن 579 مدنياً، بحسب حصيلة قدمتها الأمم المتحدة، السبت، مؤكدةً أن عدد القتلى ربما يكون أعلى بكثير من ذلك. وفر زهاء 2.6 مليون شخص من أوكرانيا.
ويبقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مواقفه، وقد اتهم، السبت، القوات الأوكرانية بارتكاب "انتهاكات صارخة" للقانون الإنساني، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، لكن الرئاسة الفرنسية ردت على تصريحاته معتبرةً أنها "أكاذيب".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، ظهر تغيير في نهاية هذا الأسبوع، فقد رحّب زيلينسكي بـ"نهج مختلف جذرياً" من جانب موسكو خلال محادثاتها الأخيرة مع كييف، مشيراً إلى أن روسيا لم تعد "تصدر الإنذارات فقط".