هل ناقش البرهان مبادرة إماراتية لإنهاء الأزمة السودانية في البلاد؟
زار رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الخميس 10 مارس دولة الإمارات في زيارة تُعد الأولى له خارجياً منذ إعلانه حالة الطوارئ في البلاد في 25 أكتوبر، التي تسببت في اندلاع احتجاجات واسعة حتى اليوم، بدأت التكهنات بأن الزيارة ترتبط بصفقة سياسية لحل الأزمة السياسية التي وصلت إلى طريق مسدود في ظل التصعيد الثوري الذي تقوده لجان المقاومة في الشارع من خلال مواكب (مليونيات) متواصلة.
تقول تقارير صحفية إن الزيارة ربما لمناقشة مبادرة إماراتية لإنهاء وتسوية الأزمة السودانية الراهنة، وبحسب المراقبين، اللقاء الذي جمع البرهان، برئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، الموجود حالياً في العاصمة أبو ظبي، فضلاً عن الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) للإمارات، الشهر الماضي، التقى خلالها ولي عهد أبو ظبي وعدداً من المسؤولين الإماراتيين، لكن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني، الطاهر أبو هاجة، أشار إلى أن زيارة البرهان للإمارات تتعلق بملفات اقتصادية وسياسية، وستتم خلالها بلورة رؤية مشتركة حول مجمل القضايا، إضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية، معتبراً أبو ظبي شريكاً استراتيجياً داعماً للانتقال الديمقراطي في السودان.
وفق "إندبندنت عربية" التقى البرهان، الجمعة، ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وبحثا، بحسب وكالة أنباء الإمارات، العلاقات الثنائية وسبل تنميتها، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وأكد الأخير دعم بلاده كل ما يصب في مصلحة الشعب السوداني ويحقق تطلعاته نحو التنمية والاستقرار والازدهار، مشدداً على أهمية الحوار والتفاهم بين شركاء المرحلة الانتقالية لتجاوز التحديات التي تواجه العملية السياسية، وصولاً إلى توافق وطني يقود البلاد إلى الاستقرار والوحدة وتوجيه الجهود باتجاه البناء والتنمية.
الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير، الواثق البرير، أكد أنهم، كقوى سياسية، ليس لديهم تنسيق أو علم بطبيعة أو خلفية هذه الزيارة، لكن مؤكد أنها مرتبطة بتداعيات الوضع الداخلي في السودان، والتشظي العسكري العسكري، والمدني المدني في البلاد، بسبب الأزمة السياسية التي تفجّرت عقب انقلاب 25 أكتوبر. أضاف، "المعلومات التي تسربت خلال الفترة الماضية تشير إلى أن هناك نوعاً من التباين الواضح بين العسكريين وأطراف عملية السلام من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام حول مسألة الترتيبات الأمنية، كما أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان (حميدتي) الأخيرة إلى موسكو أحدثت تداعيات عدة، بخاصة أنها جاءت في توقيت لم يكن مناسباً، فكل هذه الموضوعات لها علاقة بزيارة البرهان للإمارات".
وتابع البرير، "نحن كقوى سياسية تمثل قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، طرحنا بوضوح رؤيتنا لحل أزمة البلاد السياسية، والتي تتمثل في العودة للمسار الديمقراطي المدني من أجل تلبية مطالب الشارع السوداني في تحقيق حلمه طوال العهود الماضية، أما ما يثار في وسائل الإعلام، وبخاصة مواقع التواصل بأن هناك تسوية وصفقة سياسية يجري الترتيب لها، فليس لدينا علم بها، وفي اعتقادنا أنه ليس المهم الآن من الذي يحكم السودان بقدر كوننا محتاجين إلى مسألة كيف نصل إلى حل يقودنا للرجوع إلى التحول الديمقراطي المدني".