الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الإعلامية فريدة الزمر في حوار لـ"الرئيس نيوز": التليفزيون قادر على الخروج من كبوته والصدفة لعبت دورا كبيرا في حياتي

الرئيس نيوز

-  التليفزيون المصري قادر على الخروج من كبوته إذا عاد لتقديم الخدمة العامة للشعب

-  نجاحي في إذاعة "مونت كارلو" أضاف لي كثيرا وصوري كانت توزع بالوطن العربي

-   برامج المرأة الحالية "سطحية" ولا تشبه مجتمعنا والرئيس السيسي أعطى فرصة حقيقية لتمكين المرأة المصرية

-   قدمت مشروعات مهمة خلال وجودي في البرلمان تحققت بعدها بسنوات أبرزها (تجريم البناء على الأراضي الزراعية والتأمين الصحي الشامل)

-  لا يوجد إعلامي قادر على تقديم برنامج يشبه "النادي الدولي" وتعلمت كثيرا من سمير صبري

-  أتمنى عودة إذاعة جلسات البرلمان على التليفزيون حتى يراقب الشعب نوابه

إعلامية وبرلمانية سابقة، حققت نجاحات كبيرة وارتبط الجمهور بها لسنوات طويلة، تعد أحد رواد الإعلام المصري والعربي، حيث عملت في التليفزيون المصري منذ مطلع الستينات، وسط المجموعة المسماة بـ"نجوم الجيل الذهبي للتليفزيون"، هي القديرة فريدة الزمر التي فتحت قلبها لـ"الرئيس نيوز" وتحدثت في حوار شامل عن مسيرتها الإعلامية ورؤيتها للإعلام المصري حاليا، كما كشفت كواليس جديدة حول عملها في إذاعة "مونت كارلو" العالمية، والتي استمرت بها لسنوات حققت خلالها نجومية وانتشار كبير في الوطن العربي بأكمله.


وإلى نص الحوار ..

في البداية .. كيف جاء عملك بالتليفزيون المصري ؟

تم الإعلان عن مسابقتين الأولى أطلقها الراحل محمد سالم، والثانية اطلقها التليفزيون من أجل الاستعانة بمذيعين جدد، وقدمت في الاختبارات وأنا مازلت في أخر سنة دراسية، وهذا كان بسبب عشقي الكبير للتليفزيون، فكنت اقلد البرامج أمام المرايا دائما، وكانت الفكرة قد جذبتني جدا خاصة بعد خاضها من قبلي شقيقي فايز الزمر، وكنت مبهورة طوال الوقت بهذه التجربة واسعى لخوضها، والحمدلله نجحت في الاختبارات وكان معي حينها سلمى الشماع ونجحنا معا بعد أن اختارنا محمد سالم، وكنا نعتبر التليفزيون هو الضوء والابهار، واتذكر أن الراحلة سلوى حجازي أول سؤال بعد نجاحي في الاختبار كان "عايزة تقدمي ايه؟" وقلت لها "نفسي اقدم برنامج أطفال"، فضحكت كثيرا، ثم بدأت مسيرتي مع التليفزيون المصري حتى خرجت للمعاش، واعتقد أن جيلي ظهر بقوة على الشاشة وحقق نجاح كبير وترك بصمة مع المشاهدين والجمهور العريض لم يحققها اجيالا آخرى بعدنا، خاصة أن عددنا كان محدود جدا.

وما الفرق بين جيلك والأجيال الحالية في المجال الإعلامي ؟

أولا احنا الجيل الذهبي للتليفزيون المصري، ولا يمكن المقارنة بيننا وبين الأجيال الجديدة لعدة أسباب، فهناك جيل الرواد وجيل الوسط وجيل الشباب حاليا، واعتقد أن اكثر جيل تعرض للظلم هو جيل الوسط، لأنهم بعد عمل سنوات طويلة ومجهود كبير من أجل تحقيق النجاح فوجئوا بانطلاق الاعلام الخاص الذي طغى عليهم بسبب توفر الامكانيات، وبرغم أن جيل الوسط أثقله الظلم معنيا وأكسبه خبرات كبيرة ،إلا أنهم لم يحظوا بفرص كبيرة مع المشاهد المصري، أما الجيل الجديد فيحتاج الكثير من الوقت لترك بصمة مع المشاهدين.

لماذا غابت نجومية مذيعي التليفزيون من الأجيال الجديدة ؟

في البداية أؤكد لك أنني عندما توليت مسئولية القناة الثالثة فرخت نجوم التليفزيون المصري فيما بعد، والحمدلله جميع مذيعي ومذيعات القناة الثالثة اصبحوا فيما بعد هم نجوم التليفزيون وانتشروا في كافة القنوات، واستمروا لسنوات طويلة على القمة، حتى انطلقت قنوات القطاع الخاص، ثم أهمل ماسبيرو تماما، واذكر أن الجمهور المصري كانوا مرتبطين جدا بالقناة الثالثة ومذيعيها وبرامجها خاصة الخدمية، وكان الجميل يشير إليهم أنهم مذيعات المستقبل ولكنهم لم يحصلوا على فرص حقيقية.

كيف يتغلب التليفزيون على المنافسة مع القطاع الخاص ؟

التليفزيون المصري يمر بكبوة حقيقية، ولكني أرى في الأفق ملامح خروجه من هذه الكبوة، بماسبيرو تطور بمعدات وأجهزة حديثة وأعداد العمالة الزائدة في انخفاض مستمر، وللأسف التحديات كبيرة جدا أمام ماسبيرو، بسبب امكانيات القطاع الخاص التي تخطت امكانيات ماسبيرو، ولكن أبناء التليفزيون اذا وضعوا في أي ظروف صعبة قادرين على العمل بمهنية، وفي النهاية يجب الحفاظ على ماسبيرو فهو الهرم الرابع للدولة المصرية وهو تليفزيون الشعب، واذا اردنا أن يخرج من كبوته بأسرع وقت فعلينا التعامل معه كهيئة خدمية غير ربحية، وتقديم محتوى خدمي للناس يربطهم به ويعيد ثقتهم فيه، حقيقة حزينة لما وصل إليه الحال بالتليفزيون المصري، وعلينا ان نحافظ عليه ونستخدمه بشكل أكبر في خدمة المجتمع، ويجب أن تتعامل معه الدولة بقيمته كأمن قومي.


حدثينا عن تجربتك الطويلة في "النادي الدولي" برفقة الفنان سمير صبري ؟

بداية سمير صبري أستاذ بمعنى الكلمة، وهو الذي علمنا جميعا كيف ندير حوار قوي مع مسئول ايا كان، والعمل مع سمير صبري ضمانة للنجاح فهو فنان شامل وموهوب في كل شئ بالفطرة ولديه مؤهلات لا يمتلكها غيره، وكان ينصحني ويضيف لي الكثير، واعتقد أن تجربة "النادي الدولي" تجربة غير مسبوقة ولن تتكرر مره أخرى، فلا يوجد برنامج يشبه "النادي الدولي"لأنه كان برنامج شامل سياسي اجتماعي ثقافي ترفيهي منوعات، ولا يوجد نموذج لإعلامي قادر على تقديم هذه الخلطة في الوقت الحالي.

كيف كانت استعداداتك لحلقات برنامج "النادي الدولي" ؟

كنت اعرف ضيوف الحلقة قبلها بأيام، ثم أذهب لأرشيف الجرائد الكبرى مثل الأهرام والأخبار ودار الهلال، حتى استعين بالمادة الصحفية المنشورة واقرأها واراجعها لأتمكن من إدارة الحوار، وحاليا البحث أصبح سهلا بعكس زمان، فمن الممكن أن تبحث على جوجل وانت في مكانك وستجد كل ما تريد معرفته، وهذا يختلف عن طريقة عملنا زمان، فكان لزاما علينا الاستعانة بالجرائد القديمة من الأرشيف وزيارة المؤسسات الصحفية للحصول على الأرشيف، ويتطلب اعداد الحلقة وقتا طويلا ومجهود أكبر بكثير.

كيف جاءت تجربتك في إذاعة "مونت كارلو" وماذا اكتسبتي منها ؟

كان لدي شغف العمل بالإذاعة وكنت أشعر دائما أنني موهوبة بها، وعندما طلبت إذاعة "مونت كارلو" مذيعة من مصر لأن مصر أصبح لها "كوته" هناك، تقدمت للاختبارات ومعي عدد من زميلاتي، وخلال الاختبار فوجئت بمسيو أنطوان نوفل مدير المحطة أنذاك، ينظر إلى الخلف ويسمعني دون النظر إلى وجهي، فشعرت بالقلق والضيق، ولكن بعد انتهائي فوجئت به يرحب كثيرا بتواجدي معهم وعرفت بعدها أنه كان يبعد عيناه عن وجهي حتى لا يتأثر بشكلي وقد ميزني صوتي بالفعل ونجحت وابلغني أنني سأسافر إلى باريس، وسأحصل على راتب يوازي نفس راتب أقدم مذيعة في إذاعة "مونت كارلو" وحصلت بالفعل على مبلغ لم أكن اتخيله، وشعرت بفرحة كبيرة وبالفعل، وعندما سافرت وحققت نجاح بدأوا يلتقطوا لي صورا تذكارية أوقع عليها ومدون عليها "نجمة إذاعة مونت كارلو" وهذه الصور أصبحت تلف الوطن العربي بأكمله وتوزع على الجمهور، واعتقد أن الصدفة لعبت دورا كبيرا عي في عملي بإذاعة "مونت كارلو" وأيضا في دخولى التليفزيون المصري، فأنا اعتبر نفسي شخصية قدرية.

ما السبب في اتجاهك إلى العمل السياسي ودخول البرلمان عام 2000 ؟

في البدابة أنا ابنة عائلة برلمانية منذ عام 1866، ونحن بطبعنا لدينا رغبة دائمة في خدمة الناس والإنسانية، ونجاحي الإعلامي جعل لدي شغف العمل السياسي من أجل خدمة الناس، وبالفعل بدأت مسيرتي السياسية قبل عام 2000 بسنتين تقريبا، وفي عام 2000 دخلت البرلمان وكنت العضو رقم 17 من عائلة الزمر في البرلمان المصري، والحمدلله وفقني الله كثيرا في هذه الخطوة واعتقد ان عائلة الزمر قدمت مسيرة حافلة بالخدمات الإنسانية داخل البرلمان، وحاليا ابنتي هند تكمل هذه المسيرة في البرلمان الحالي.


وما المشروعات التي كنتي تحاولين العمل عليها وتحقيقها خلال وجودك في البرلمان ؟

بالطبع كان لدي أهداف لم تتحقق حينها، ولكن الحمدلله تحققت لاحقا، ومنها تقديمي مشروع قانون يجرم البناء على الأراضي الزراعية، وطالبت بذلك منذ عام 2004 و2005، والحمدلله قد تحقق الشروع الثاني هو التأمين الصحي الشامل أيضا البت به منذ سنوات طويلة والحمدلله قد تحقق مؤخرا، وهذه أمور طالبت بها خلال وجودي في البرلمان، وكان لدي نظرة مستقبلية في عدة مشروعات أخرى، منها مثلا السعي لجعل الريف المصري كما عليه تماما الريف الأوروبي، واعتقد أن مشروع حياة كريمة بدأ في تحقيق ذلك، ودائما اقول لهند ابنتي انها يجب ان تعمل على تحقيق ذلك.

خلال وجود في البرلمان كانت الجلسات تذاع على الهواء .. فما تعقيبك على عدم اذاعتها حاليا ؟

حقيقة اتعجب من هذا الأمر، ونفس ييرجع عرض جلسات البرلمان تاني، لأن الناس لازم تراقب النائب وتقيم اختياراتهم، ويجب أن   يكون النائب مدرك انه مراقب من الشعب الذي اختاره، وكان زمان كل الناس بتتابعه، فمثلا والدتي كانت سيدة منزل لا علاقة لها بالسياسة اطلاقا، ولكنها كانت دائما تتابع جلسات البرلمان، واتمنى أن تعود الجلسات للشاشة مره أخرى حتى يعرف الناس من اختاروهم لتمثيلهم.

ما الرسالة التي تود الإعلامية والنائبة السابقة فريدة الزمر توجيهها لجمهورها ؟

اود أن يعرف الناس ما هي حقوق الإنسان الحقيقية وليس التي يتاجر بها البعض، فأهم حقوق الانسان وجود خدمات جيدة ومعيشة لائقة وتوفير الأكل والشرب الجيدين والعلاج لكل الناس، واذا تحقق ذلك فنحن قد وصلنا إلى القمة في حقوق الانسان، وأود أيضا ان تعرف كل امرأة مصرية حقوقها خاصة أن الرئيس السيسي اعطى فرصة كبيرة للمرأة المصرية من تمكين حقيقي وهذا العصر يشهر تطورا كبيرا لدور المرأة لم يحدث من قبل في تاريخنان وستجد المرأة أصبحت قاضية ووزيرة ومحافظة وعدد الأعضاء للمرأة في البرلمان ومجلس الشيوخ أيضا اصبحركبير ودورهم مؤثر، واعتقد أن كل مرأة أتت لها الفرصة على طبق من ذهب لاستغلالها الاستغلال الأمثل.

وماذا عن رأيك برامج المرأة التي تعرض مؤخرا ؟

حقيقة هي برامج سطحية جدا ولا تشبه مجتمعنا ولا تمثل المرأة المصرية العادية، وتقدم معالجات إعلامية لموضوعات تافهه.


كيف يعود التليفزيون المصري لسابق عهده ؟

بأن يعود لتقديم خدمة عامة كما كان زمان،لأن القنوات الخاصة لن تقدم خدمة عامة وكل أهدافها ربحيه، والأولوية في التليفزيون المصري ليس الربح ولكن التأثير والخدمة، فمثلا زمان كان هناك قناة للصحة وقنوات للتعليم تتبع التليفزيون المصري، وحاليا لا يوجد هذه الخدمات، ولذلك تأثر دور ماسبيرو كثيرا في السنوات الأخيرة، واتمنى أن يعود ماسبيرو لسابق عهده، ويجب أن يعود لتقديم الخدمات والتثقيف والتوعية والابتعاد عن الاسفاف الذي نراه في بعض القنوات الخاصة، ويجب أيضا ان يهتم بالأطفال ويقدم لهم محتوى جاذب بدلا من ترك أطفالنا لقنوات مغرضة تفسد قيمهم.