الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إيكونوميست تكشف أسباب تعاطف العرب وإفريقيا مع موسكو

الرئيس نيوز

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2019، ما يقرب من 45  زعيمًا أفريقيًا في القمة الروسية الأفريقية الافتتاحية، وهي نسبة مشاركة أعلى من تلك التي اجتذبتها بريطانيا أو فرنسا إلى حفلات مماثلة وفي سوتشي، انتقد الرئيس الروسي الغرب لكيفية فرضه "شروطاً سياسية أو غيرها" على الدول الأفريقية، في إشارة إلى التوبيخ الذي يمارسه الغرب علانية لكافة الدول بشأن حقوق الإنسان، وقال بوتين: "لدينا الكثير لنقدمه لأصدقائنا الأفارقة".

وشددت القمة على نهج روسيا القائم على استعراض العضلات المتزايد تجاه إفريقيا، وذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أنه بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 وفرض الغرب عقوبات عليها، عززت موسكو جهود بيع الأسلحة واستخراج الموارد ودعم الأنظمة المهتزة، والآن بعد أن عانت روسيا من المزيد من العقوبات الشاملة في أعقاب الغزو الأخير للأراضي الأوكرانية واستهداف كييف وفشل جولات متتالية من المباحثات بين موسكو وكييف، فقد ترغب موسكو في مضاعفة أنشطتها في القارة السمراء ولكن هل تعتقد الحكومات الأفريقية أنه لا يزال لدى روسيا ما يكفي لتقدمه؟

يشير التصويت في 2 مارس في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أن الكثيرين يتحوطون في رهاناتهم، ومن بين 54 دولة أفريقية، أيدت 28 دولة الاقتراح لكن 17 امتنعت عن التصويت ولم تحضر ثمانية دول وانضمت إريتريا، إحدى دول معسكرات العمل، إلى روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا في التصويت ضد القرار الأممي.

من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأصوات تعكس آراء الأفارقة العاديين وتشير استطلاعات الهاتف المحمول التي أجريت الأسبوع الماضي في ست دول أفريقية لصالح الإيكونوميست بواسطة شركة الأبحاث الأمريكية بريمايس، إلى أن تناقض الحكومات ينعكس في المواقف العامة. في كينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وأوغندا حملت الأغلبية روسيا المسؤولية الأكبر عن الحرب. لكن في مالي وساحل العاج، كان الناتو يُشار إليه غالبًا على أنه الطرف المذنب.

تعكس الأصوات في الأمم المتحدة جزئيًا العلاقات التاريخية بين روسيا والأحزاب الحاكمة، خاصة في جنوب إفريقيا. درس العديد من النخبة في المنطقة في الاتحاد السوفيتي والبعض لديهم ذكريات جميلة عن وقتهم هناك وأحزاب التحرير التي لا تزال تدير أنجولا وموزمبيق (التي يظهر علمها كلاشنيكوف) وناميبيا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي رأت الاتحاد السوفيتي حليفاً في معركتها لإنهاء الحكم الأبيض، واعتبرت روسيا سندا لها وبالتالي امتنع الجميع عن التصويت، على الرغم من أن أوكرانيا كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي أيضًا.

يسير هذا الحنين جنبًا إلى جنب مع وجهات النظر الكامنة المعادية للغرب ويشير موريثي موتيجا من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية مقرها بروكسل، إلى "الاستياء" في القرن الإفريقي من "الطريقة التي تصرفت بها الولايات المتحدة في سياساتها القائمة على أحادية القطب". وأثار تدخل الناتو في ليبيا عام 2011، والذي تجاهل الاتحاد الأفريقي، غضب قادة مثل يويري موسيفيني من أوغندا (ممتنع آخر) وأدت الفوضى اللاحقة، التي امتدت إلى منطقة الساحل، إلى نفور الحكومات من أمريكا.

لكن علاقات إفريقيا مع روسيا تتعلق أساسًا بالمصالح الذاتية، وليس التاريخ أو الأيديولوجية. وينطبق هذا بشكل حاد على البلدان التي تعتمد على المرتزقة الروس التي يدعمها يفجيني بريجوزين، صديق بوتين. هناك ما يقدر بنحو 2000 جندي من فاجنر في جمهورية إفريقيا الوسطى وتمنع المتمردين من الإطاحة بالرئيس مقابل الذهب والماس، فهويعتمد عليهم بدرجة كبيرة لتغيير المسار.

كما تحول المجلس العسكري المسؤول عن مالي منذ الانقلاب العام الماضي إلى فاجنر وهناك حوالي 800 مرتزقا يعملون هناك، كما يقول إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، الذي يسحب القوات الفرنسية جزئيًا وسوف يتضاءل الاهتمام الأوروبي بمنطقة الساحل بشكل أكبر بسبب الحرب في أوكرانيا، كما يعتقد بول سترونسكي من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية أخرى، مما يترك "بابًا مفتوحًا نسبيًا" لفاجنر. ويضيف أن روسيا سترى معركة النفوذ في منطقة الساحل كجزء من منافسة أوسع ضد الأعداء الغربيين - وهو صدى لصراعات بالوكالة خلال الحرب الباردة.