لماذا ترسل واشنطن بطاريات باتريوت إلى "وارسو" وتعارض إرسال مقاتلات بولندية لأوكرانيا؟

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إنها أعادت بطاريتي صواريخ إلى بولندا بغرض "النشر الدفاعي" لمواجهة أي تهديد محتمل لأي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، الناتو، وفي الوقت نفسه، رفضت واشنطن مقترحًا تقدمت به بولندا حول استعدادها لإرسال  مقاتلات ميج-29 روسية الصنع إلى أوكرانيا عبر واشنطن.
وأوضح الكابتن آدم ميلر، المتحدث باسم القيادة أن بطاريات باتريوت أرسلت بالفعل بتوجيه من وزير الدفاع لويد أوستن، وبناء على دعوة من البولنديين، لذا أمر الجنرال وولترز، قائد القيادة الأمريكية الأوروبية بإعادة وضع بطاريتي باتريوت في بولندا.
وعلقت الصحافة الألمانية، ممثلة بموقع دويتش فيله الإخباري، على القرار الأمريكي بنشر بطاريات الصواريخ واصفة إياه بأنه "إجراء حكيم لحماية القوات يدعم التزام واشنطن بالبند الخامس ولن يدعم بأي حال من الأحوال أي عمليات هجومية"، في إشارة إلى المبدأ القائل إن الهجوم على عضو واحد في حلف شمال الأطلسي هو هجوم على جميع الأعضاء.
واشنطن ترفض مقترحاً من بولندا
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع، البنتاجون أنّ الولايات المتحدة تعتبر عرض وارسو تسليم قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا مقاتلات ميج-29 بولندية تمهيدًا لإرسالها إلى أوكرانيا مقترحاً "غير قابل للتطبيق".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيف كيربي: "سنواصل التشاور مع بولندا ومع حلفائنا الآخرين في حلف شمال الأطلسي حول هذه المسألة وحول ما قد تفرضه من تحديات وصعوبات لوجستية، لكنّنا لا نعتقد أنّ مقترح بولندا قابل للتطبيق".
واعتبر كيربي أنّ احتمال وضع مقاتلات تحت تصرف أمريكا وبالتالي إقلاع تلك المقاتلات من قاعدة أمريكية لقوات حلف شمال الأطلسي وتحليقها في مجال جوي متنازع عليه مع روسيا "يثير قلقاً جدّياً لدى حلف شمال الأطلسي بأسره"، وقد يرسل رسائل خاطئة تفسرها موسكو بطريقة ضارة وسط اشتعال الموقف بالفعل في شرق أوروبا في الوقت الراهن.
كانت واشنطن قد أعربت عن تفاجئها بالمقترح البولندي وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند "على حدّ علمي، لم يتشاور البولنديون معنا مسبقاً"، وتابعت "أعتقد أنه إعلان مفاجئ من جانب البولنديين".
كانت الخارجية البولندية أعلنت أنّ "سلطات جمهورية بولندا وبعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدّة لإرسال كلّ طائراتها من طراز ميج-29 على الفور، وبدون تكلفة إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا و"وضعها تحت تصرف حكومة الولايات المتحدة.