الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"إيروفلوت 401" تكشف سعي الغرب لإصابة الطيران التجاري الروسي بالشلل

الرئيس نيوز

سلط الدكتور كيفن مايكلز الخبير بشركة أيرديناميك الاستشارية المتخصصة في الطيران المدني وفريق تحرير مجلة آير كارنت الضوء على قصة مثيرة للرحلة "إيروفلوت 401" كنموذج مهم لمناقشة متعمقة حول روسيا وأوكرانيا وتأثير الحرب الجارية على النقل الجوي  العالمي.

كانت رحلة طيران إيروفلوت 401 قد أقلعت خلال الليل، في ساعات ما قبل فجر بتاريخ 3 مارس الجاري، وسرعان ما حلقت شمالًا إلى البحر الأبيض المتوسط ​عبر أجواء تركيا قبل أن تتراجع فجأة لتدخل المجال الجوي الروسي مرة أخرى، وبهذه المناورة تجنبت الطائرة بصعوبة كبيرة محاولة من مالكها لاستعادتها من الخطوط الجوية الروسية، حيث تربطهما علاقات تعاقدية بخصوص تأجير عدد من الطائرات.

وكان الفشل مصير محاولة المالك الفاشلة لاسترداد طائرته، وهي ليست سوى واحدة فقط من المحاولات المعروفة التي قام بها المؤجر لاستعادة طائرة تجارية يتم تشغيلها من قبل روسيا، ووفقًا للمقابلات والوثائق التي راجعها فريق تحرير مجلة آير كارنت كان من المفترض أن تكون الرحلة عادية وغير ملحوظة، مجرد رحلة جوية قادمة من  موسكو إلى القاهرة، ولكن رجوعها من حيث أقلعت سلط الضوء على سعي الغرب لتخريب الطيران التجاري الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يحدث زلزالاً  يقوض أسس القانون الدولي.

وتكشف الرحلة عن محاولات لفصل روسيا عن النظام العالمي للطيران تدريجياً، قبل ثلاث ساعات فقط من فرار الطائرة وعودتها للأجواء الروسية، كانت طائرة إيرباص A321neo فوق جورجيا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة، في طريقها إلى مصر على ارتفاع 34000 قدم، وفي تلك اللحظة تم إلغاء شهادة صلاحيتها للطيران وإلغاء تأمينها من قبل هيئة الطيران المدني في برمودا، حيث كانت مسجلة كطائرة مستأجرة العام الماضي، وكان مالكها، وهو شركة إس إم بي سي أفييشن كابيتال، يسعى لاستعادتها وإلغاء العلاقة التعاقدية مع روسيا مستندًا إلى العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو منذ غزو قواتها للأراضي الأوكرانية.

ومنح الاتحاد الأوروبي شركات تأجير الطائرات مثل شركة إس إم بي سي أفييشن كابيتال، التي لديها ثاني أكبر عدد من الطائرات العاملة في روسيا بعد إيركاب، مهلة حتى 28 مارس لإنهاء عقود إيجارها مع شركات الطيران الروسية بموجب العقوبات الغربية المصممة بهدف إصابة أجزاء رئيسية من الاقتصاد الروسي بالشلل، كعقوبة مشددة على خلفية غزو أوكرانيا.

 في الأثناء، أعدت وزارة النقل الروسية مشروع مرسوم حكومي يقترح تدابير لتخفيف آثار العقوبات على الطيران المدني من أجل ضمان "استمرار تشغيل الطائرات المدنية الأجنبية الصنع في روسيا وسلامة الطيران".

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن طائرات روسيا لن تستطيع أن تستمر في التحليق بدون الغرب، وترجح أن عزلة روسيا المتزايدة عن الغرب ستجعلها تتطلع إلى الصين من أجل إبرام شراكات اقتصادية بديلة ويعتبر الطيران مثالاً بارزًا، حيث تضررت الصناعة الروسية بشدة من العقوبات، ولم يعد أمامها خيار سوى مضاعفة تعاونها مع بكين.

ويواجه الطيران التجاري الخراب في روسيا لأن الولايات المتحدة وحلفاءها منعت بيع الطائرات وقطع الغيار والدعم الفني للبلاد وكشفت بيانات موقع Cirium المتخصص في الطيران المدني أنه منذ التسعينيات، تم استبدال الطائرات التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي بطرازات بوينج وآيرباص، حيث تشكل الطائرات المصنعة محليًا حاليًا 17٪ فقط من الأسطول الروسي من الطائرات التجارية وبدون قطع غيار جديدة، ستحتاج شركات الطيران مثل إيروفلوت وإس 7 إيرلاينز في النهاية إلى إيقاف تشغيل طائراتها وإلغاء كافة رحلاتها على المدى الطويل.