هل يؤدي التطبيع التركي الإسرائيلي لشرق أوسط جديد؟
هل يمكن أن تؤدي العلاقات المتجددة بين إسرائيل وتركيا إلى شرق أوسط جديد؟ طرحت السؤال صحيفة جيروزاليم بوست في سياق توقعاتها لنتائج زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج النادرة لتركيا وما إذا كان من الممكن لإسرائيل أن تثق بأردوغان، وسيكون الرئيس إسحق هرتسوج أول مسؤول إسرائيلي يزور أنقرة منذ عام 2008 عندما يغادر في زيارة تستغرق يومين إلى تركيا يوم الأربعاء بناءً على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتطرق تقرير البوست إلى ما يمكن توقعه من الزيارة النادرة رفيعة المستوى إلى تركيا والعواقب التي ستخلفها العلاقات المتجددة بين أنقرة وإسرائيل على الشرق الأوسط ككل وعلى إسرائيل بشكل خاص، وتحدث الدكتور ألون ليل، السفير السابق لدى تركيا والمدير العام لوزارة الخارجية، إلى محطة 104.5FM الإذاعية أمس الأحد ليشرح الأمر.
مغازلة تركية
قال ليل إن أردوغان، الذي دفع بقوة من أجل علاقات دبلوماسية أقوى مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة، كان "يغازل إسرائيل منذ أكثر من عام الآن"، وتابع: "لقد رأيت هذه المغازلة القوية منذ أكثر من عام، أعتقد أنه من الواضح تمامًا أن إسرائيل لم تستجب لهذه المغازلة"، وأوضح السفير السابق إن اهتمام الرئيس التركي المتجدد بالدولة اليهودية قوبل بقدر كبير من عدم الثقة من قبل إسرائيل، مضيفًا أن الأمر يتعلق حتى بـ "العداء المتبادل.. نحن ببساطة لم نصدق أردوغان".
وأضاف ليل أن التغيير جاء عندما أدى هرتسوج اليمين كرئيس جديد لإسرائيل في يوليو من العام الماضي وعندما سُجن ناتالي وموردي أوكنين في تركيا لتصويرهما منزل أردوغان، كانت الجهود الدبلوماسية للرئيس مع أردوغان هي التي ضمنت إطلاق سراحهما بعد احتجازهما الذي دام أسبوعا في سجن تركي وبعد عودة الزوجين الإسرائيليين، اتصل هرتسوج بأردوغان، وأعرب عن أمله في توثيق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وشكر أردوغان "على مشاركته الشخصية ومساهمته" في إطلاق سراحهم.
وجاءت مكالمتهم الهاتفية الثانية في فترة هرتسوج القصيرة كرئيس، واتصل رئيس الوكالة اليهودية السابق للمرة الثالثة في فبراير، متمنياً لأردوغان الشفاء العاجل بعد الإعلان عن إصابته بـكوفيد، وخلال الأشهر القليلة الماضية، بدأ هرتزوج جهوده من أجل إقناع أجنحة الدولة بتعزيز العلاقات مع تركيا.
العزلة الإقليمية
زعم ليل أن أردوغان ارتكب "سلسلة من الأخطاء الإقليمية، وحتى العالمية". وأضاف ان "هذه الأخطاء تركته في حالة عزلة إقليمية"، وقال السفير السابق: "تلك العزلة الإقليمية أثرت أيضًا بشكل سيء على اقتصاد بلاده"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التركية أواخر عام 2021 عندما تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد. أردوغان شعر بانه مضطر للهروب من هذه العزلة ".
وأوضح ليل أن جهود إسرائيل لزيادة التعاون مع شركاء الشرق الأوسط، وتحديداً توقيع اتفاقيات إبراهام مع دول مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، لعبت دوراً في فتح أردوغان أبواب بلاده أمام هرتسوج.
وأوضح ليل "في نفس الوقت الذي كان فيه أردوغان يتراجع، بدأت إسرائيل تزدهر على الساحة الإقليمية باتفاقات إبراهام وأدرك أردوغان أن تركيا في هرم الشرق الأوسط أدنى من إسرائيل، لذلك ألقى بطوق النجاة، على أمل أن يمسك به أحد".
لا شيئا ليخسره
هل تستطيع إسرائيل البناء على صداقة أردوغان وهرتزوج الظاهرة لتحسين العلاقات مع تركيا؟ بحسب ليل ، ليس لدى إسرائيل ما تخسره، ويقول ليل إن هناك العديد من المجالات التي يمكن تحقيق مكاسب فيها. "بعد كل شيء، لا تزال تركيا دولة كبيرة من الناحية الاقتصادية"، وأوضح ليل "يمكننا تحقيق مكاسبنا الاقتصادية، كما يمكننا تحقيق مكاسب في سوريا"، فإذا أعادت زيارة هرتسوج العلاقات الدافئة بين تركيا وإسرائيل، فقد يكون لها أيضًا عواقب دبلوماسية كبيرة في الشرق الأوسط فهناك الكثير من المكاسب من خلال التأثير على تركيا للانضمام إلى الجانب الإسرائيلي، مقابل المحور الإيراني القطري".
وتابع السفير السابق: "أعتقد أنه ليس لدينا ما نخسره في الوضع الحالي، لدينا أيدينا على الصنبور، وأردوغان يتودد إلينا، فلنفتح الصنبور أو نغلقه وفقًا لمقتضى الأمر الواقع"، والآن، قبل زيارة هرتسوج الرئاسية المهمة، ستختبر إسرائيل جدية المغازلات التركية فإذا وجدت أن أردوغان لا يتوافق مع توقعات إسرائيل أو لا يفي بوعوده، "فستغلق إسرائيل الصنبور".