فورتشن: الطائرات المسيرة في أوكرانيا تعقد العلاقات بين موسكو وأنقرة

تصنع تركيا الطائرات المقاتلة بدون طيار الموجهة بالليزر والتي تحمل القنابل، والتي شوهدت غاراتها الناجحة من تنفيذ الجنود الأوكرانيين، من قبل شركة لها علاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتعد أحد العوامل التي تتسبب مؤخرًا في توتر العلاقات بين تركيا وروسيا، ويتم إنتاج طائرات بيراقدار بدون طيار - التي عطلت أنظمة إطلاق صواريخ روسية متعددة وأصابت الدبابات الروسية المدرعة وناقلات الأفراد في الأيام الأخيرة - من قبل شركة بيكار ماكينا، وهي شركة تركية خاصة رئيسها التكنولوجي هو سلجوق بيرقدار، صهر أردوغان، بحسب بلومبرج وفي تغريدة باللغة الإنجليزية الثلاثاء، أشادت أوكرانيا بطواقم الطائرات بدون طيار التركية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها لطائرات تركية بدون طيار تأثير كبير على ساحات القتال حيث أبدت موسكو اهتمامًا بها، نظرًا لكونها رخيصة نسبيًا في صنعها ونشرها، وساعدت الطائرات في السنوات الأخيرة في تأرجح النزاعات في أماكن بعيدة مثل أذربيجان وليبيا لصالح الحلفاء الأتراك، والآن أصبحت تلك الطائرات المسيرة عناصر ثمينة في العلاقة الناشئة التي جعلت تركيا واحدة من أهم داعمي كييف وفي الأثناء، تعمل الطائرات على توتر العلاقات بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين - وهي علاقة لها عواقب على اقتصاد تركيا وعلاقات أنقرة الدفاعية ونقاط التوتر الإقليمية، بما في ذلك الحرب في سوريا.

اشترت أوكرانيا العشرات من المسيرات التركية منذ عام 2019 جنبًا إلى جنب مع محطات التحكم والصواريخ، وفقًا لما قاله العديد من المسؤولين الأتراك والمدير التنفيذي لإحدى شركات الدفاع في البلاد التي تربطها علاقات وثيقة بالحكومة لوكالة بلومبرج كما اتفق البلدان على التعاون بشأن جيل جديد من الطائرات بدون طيار خلال زيارة قام بها أردوغان إلى كييف في أوائل الشهر الماضي.

وصرح مسؤول تركي تحدث إلى بلومبيرج شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن طائرات بيرقدار التي تحلق على ارتفاع منخفض والتي تتميز بسهولة المناورة يتم تشغيلها من محطات متنقلة وتحميها أجهزة التشويش وأضاف أنها نتاج طموح لجعل عرض تركيا للقوة الإقليمية أكثر تعبيرا على الاكتفاءً الذاتي، وفتحت طائرات بدون طيار من طراز بيرقدار المملوكة لأوكرانيا النار لأول مرة في أكتوبر لتدمير وحدات المدفعية المتحركة في دونباس، وهي المنطقة التي واجه فيها الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ عام 2014، وذكر بوتين ذلك كأحد التبريرات لغزوها.

وفي مكالمة هاتفية في 10 ديسمبر مع أردوغان، أدان بوتين نشر أوكرانيا الاستفزازي للطائرات المسيرة الهجومية، وفقًا لبيان الكرملين وقبل شهر تقريبًا، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن يأخذ مخاوف موسكو بشأن "عسكرة" تركيا لأوكرانيا "بجدية قدر الإمكان"، وقبل الغزو الروسي، خصصت الحكومة الأوكرانية الأرض لمنشآت لتصنيع الطائرات بدون طيار التركية محليًا حيث خطط البلدان لتوسيع التعاون في مجال الصناعة الدفاعية، بما في ذلك توفير تكنولوجيا المحركات الأوكرانية لمنتجي الأسلحة سريع النمو في تركيا.

ولكن تركيا لا تزال حذرة من تفاقم حالة موسكو وتجنبت إلى حد كبير الإعلان عن دور أجهزتها في الحروب حتى لا تضر بالعلاقات الاقتصادية أو تؤدي إلى انتقام عسكري في أماكن مثل سوريا، وتوفر روسيا أكثر من نصف الغاز التركي وتقوم أيضًا ببناء مفاعل نووي في البلاد، بينما كان السياح الروس مصدرًا رئيسيًا للدخل وينتشر آلاف الجنود الأتراك في محافظة إدلب السورية التي يسيطر عليها المتمردون، حيث سيكونون عرضة لهجمات القوات الحكومية المدعومة من بوتين.

سلجوق أوزديمير بيرقدار

سياسي ومهندس ورجل أعمال تركي ومؤسس نظام طائرات "بيرقدار" المسيّرة بدون طيّار وهو صهر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان ومتزوج من ابنته سمية أردوغان، ولد بيرقدار في إسطنبول عام 1979، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة إسطنبول التقنية قبل أن يحصل على منحة دراسية من جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على درجة الماجستير في عام 2004. وأثناء وجوده في جامعة بنسلفانيا، حصل على منحة دراسية أخرى من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث عمل كمساعد باحث في قسم الملاحة الجوية والفضائية وأكمل درجة الماجستير الثانية، وفقًا لموقع بيرقدار الإلكتروني.