جوانا دوركان تتحدث عن تأثير محمد صلاح في مصر
صحيح أن صعود محمد صلاح إلى الفئة العالمية من مشاهير لاعبي كرة القدم أكسبه معجبين في جميع أنحاء العالم، ولكن تأثيره مذهل للغاية وجدير بالتأمل والدراسة في مسقط رأسه مصر.
وقالت جوانا دوركان في مقال نشرته مجلة "ذس إس أنفيلد" البريطانية المهتمة بفريق ليفربول إن المواسم الأربعة والنصف التي قضاها صلاح في ميرسيسايد، شهدت العديد من غاراته الهجومية، كما شهدت اهتزاز الشباك بلا رحمة وأصبح صلاح أيقونة حقيقية لكرة القدم والاحتراف وتسجيل الأهداف، وكانت النتيجة الطبيعية أن يأسر خيال الملايين من المشجعين في جميع أنحاء العالم، وفي كثير من الأحيان يجعلك تجلس على حافة مقعدك في كل مباراة وتحبس أنفاسك وأنت تشاهد أهدافه المعجزة.
وبينما أكسبته إنجازاته الكروية إعجابًا كبيرًا، فإن صلاح بالنسبة للكثيرين في مصر صار أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، فهو بطل مصر المتواضع، نشأ الشاب البالغ من العمر 29 عامًا على بعد أكثر من 3700 ميل من ليفربول في نجريج، وهي قرية ريفية صغيرة في محافظ الغربية في مصر، وتحمل تسع ساعات من السفر ذهابًا وإيابًا طوال خمسة أيام في الأسبوع لسنوات للعب كرة القدم في القاهرة، قبل أن يتم تخصيص سكن له من ناديه الأول، المقاولون العرب، وهو الفريق المصري الذي منح محمد صلاح أول ظهور له في الدوري المصري الممتاز في مايو 2010، وسرعان ما تابع صعوده السريع إلى الصدارة.
انضم مو صلاح إلى فريق بازل السويسري في عام 2012 قبل قضاء بعض الوقت مع تشيلسي وفلورنتينا وروما قبل وصوله إلى ليفربول - وكل ذلك حدث في غضون فترة زمنية تبلغ خمس سنوات، فكان صعودًا هائلاً حيث أصبح صلاح بطلاً ومصدرًا للتحفيز لجميع الأجيال في مصر، ومن الجداريات التي تبدو مزينة في كل زاوية، إلى صورته على اللوحات الإعلانية، وأكياس التسوق، والفوانيس التقليدية المزخرفة، والأكواب وأشياء أخرى لا حصر لها، فإن حضور صلاح محسوس في كل مكان في أرض مصر وقلوب المصريين، فتأثيره هائل وقد جعله تواضعه وتفانيه وعمله الطيب تجاه الفقراء من أكثر الشخصيات العامة شهرة في البلاد.