تدعم روسيا فى حماية أمنها القومى..ما وراء موقف الإمارات من الحرب على أوكرانيا؟
رصد تقرير لصحيفة "ذي هيل" الأمريكية مستوى غير مسبوق من التنسيق بينت أبوظبي وموسكو، حاول التقرير استكشاف آفاق هذا التقارب خاصة مع تولي الإمارات رئاسة مجلس الأمن الدولي.
ويشير المحللون السياسيون من واشنطن إلى أن تحالف موسكو مع أبوظبي في مجموعة أوبك + من أبرز العوامل التي مهدت الطريق لتوثيق العلاقات بين روسيا والإمارات في مجالات أخرى، خاصة بعد انتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن ولاحقًا توليها رئاسة المجلس الأممي الدورية منذ الثلاثاء الماضي.
ونشرت الصحيفة صورًا تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان أثناء مراسم الترحيب الرسمية التي أقيمة لبوتين في مستهل زيارته إلى أبو ظبي في 15 أكتوبر 2019.
وعكست المحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، اتساع مساحة التشاور بين البلدين بما يتجاوز مجالات التعاون التقليدية، وتعهد بوتين والشيخ محمد بالحفاظ على استقرار سوق الطاقة، وفقًا لوكالة إنترفاكس، واتفق الجانبان على "ضرورة الحفاظ على استقرار سوق الطاقة العالمية" مع ارتفاع أسعار النفط بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشدد بن زايد، الذي أطلعه الرئيس الروسي على التطورات في أوكرانيا، على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة بما يحافظ على المصالح والأمن القومي لجميع الأطراف وأكد ولي العهد أن الإمارات ستواصل تنسيقها مع الأطراف المعنية من أجل المساعدة في إيجاد حل سياسي مستدام للأزمة المستمرة، في غضون ذلك، قال المكتب الصحفي للكرملين إن ولي عهد أبو ظبي "صرح أيضا بحق روسيا في ضمان أمنها القومي" وأضاف الكرملين "قدم فلاديمير بوتين وصفا مفصلا لأسباب وأهداف وغايات العملية الخاصة الروسية".
ويعتقد المراقبون أن هذا المستوى من التنسيق الثنائي غير المسبوق يشمل تزامن المواقف بشأن القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، الذي تولت الإمارات رئاسته يوم الثلاثاء ولكنه يشمل أيضًا التنسيق بشأن قضايا مثل اتفاقية أوبك + بشأن إنتاج النفط.
وتسعى روسيا لكسب دعم الإمارات والسعودية في تحالف أوبك + وعرقلة جهود الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين يريدون استغلال الصراع الأوكراني لتقويض اتفاق التحالف النفطي لكبح السوق وتعزيز الإنتاج ومنع انخفاض الأسعار، ويكتسب هذا التنسيق أهمية كبرى في أعقاب تصريحات وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين التي تعهدت خلالها بتحويل رسويا إلى جزيرة منعزلة كما تعهد صانعو السياسات النقدية بعدد من البنوك المركزية الغربية، بما في ذلك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنك كندا بإصابة الاقتصاد الروسي بالشلل.
ويستبعد المراقبون احتمال أن تؤثر الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية على دول الخليج على مخرجات اجتماعات تحالف أوبك +، وأولها الاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء، وأن الأمر يتعدى التضامن الرمزي مع روسيا لالتزام الرياض وأبو ظبي باتفاقية أوبك + لأنه يعكس مصالحهما الخاصة.
وعمل التصعيد في أوكرانيا حتى الآن على الاستفادة الاقتصادية للسعودية والإمارات، حيث ارتفع سعر النفط إلى أكثر من 112 دولار، أعلة مستوياته منذ 10 سنوات، مما سيوفر عائدات كافية للبلدين تسمح لهما بتمويل برامجهما التنموية الطموحة.
وأعادت السعودية، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، التأكيد على حرصها على استقرار وتوازن أسواق النفط والتزامها باتفاقية تحالف أوبك + ، مرددة صدى تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال مباحثات هاتفية قبل يومين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل. ماكرون.
وانعكست العلاقات الإماراتية الروسية في امتناع أبوظبي، الأحد، عن التصويت على مشروع القرار الأمريكي الألباني الذي يدين التدخل الروسي في أوكرانيا، وكذلك دعم روسيا لمشروع القرار الإماراتي الذي يدين الحوثيين ويوسع حظر السلاح عليهم.
يعتقد المحللون أن التزامن بين مواقف البلدين، سواء تم تنسيقها مسبقًا أو كانت تعبر عن تقارب فقط في المجلس، يكشف أن العلاقة بين روسيا والإمارات العربية المتحدة قد تجاوزت الروابط الثنائية التقليدية إلى مستوى أعلى لا يشمل فقط العلاقات الاقتصادية والعسكرية بل يمتد إلى اعتبارات وأبعاد سياسية ودبلوماسية عميقة الأثر.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الإمارات ستحرص أيضًا على الحفاظ على تعاون وثيق مع الولايات المتحدة مع إدراك حدود التزام واشنطن بمصالح دول الخليج العربي واحتياجاتها الاستراتيجية ومن المتوقع أن تستخدم الإمارات هذا المستوى من التنسيق الروسي الإماراتي في مجلس الأمن لمحاولة إضفاء مزيد من الكفاءة على مجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة في التوسط في النزاعات والتعامل مع القضايا الإقليمية حيث ستستفيد أبوظبي أيضًا من علاقاتها الوثيقة مع الصين والهند.