كيف صوتت الدول العربية على قرار إدانة الأمم المتحدة للهجوم الروسى على أوكرانيا؟
الهجوم الروسي علي أوكرانيا.. اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في جلستها الاستثنائية الطارئة، مشروع قرار قدمته أوكرانيا، يطالب روسيا بوقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا وسحب قواتها من هناك.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى قرار ضد العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا
وتبنت الجمعية العامة القرار بمجمل أصوات بلغ 141 من أصل 193 دولة عضو دولة فيما عارضته 5 دول هي روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وهي الدولة العربية الوحيدة المعارضة للقرار.
ويطالب القرار
موسكو "بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية" من
أوكرانيا، ويدين "قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية".
كما "يستنكر"
القرار الذي طرحه الاتحاد الاوروبي بالتنسيق مع أوكرانيا، "بأشد العبارات العدوان
الروسي على أوكرانيا" ويؤكد "التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي" أوكرانيا
بما فيها "مياهها الإقليمية".
وقال الأمين العام
للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للصحافيين إن "رسالة الجمعية العامة قوية وواضحة.
ضعوا حدا للعمليات الحربية في اوكرانيا، الآن. افتحوا الباب للحوار والدبلوماسية، الآن".
الدول العربية 15 موافقة وثلاث ممتنعين
وقد امتنعت كل من الجزائر
والسودان والعراق عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي "يطالب
روسيا بالتوقف الفوري عن استخدام القوة ضد أوكرانيا" .
فيما غابت المغرب
عن الجلسة الاستثنائية الطارئة التي ناقشت مشروع القرار الذي قدمته أوكرانيا ووافقت
عليه من الدول العربية كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت وقطر والبحرين
واليمن وليبيا وتونس وجزر القمر وموريتانيا والصومال وعمان ولبنان.
وصوتت سوريا، التي
أعلن رئيسها بشار الأسد سابقاً تأييده الصريح لغزو أوكرانيا، ضد القرار.
والدول الخمس التي
صوتت ضد القرار هي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا.
الخارجية المصرية توضح أسباب تصويتها مع القرار
وذكرت وزارة الخارجية
المصرية - فى بيان شارح بشأن تصويت مصر فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن
أوكرانيا - أن مصر تود أن تؤكد على النقاط التالية اتصالا بالقرار الذي تم اعتماده
للتو بشأن أوكرانيا وصوتت مصر لصالحه انطلاقا من إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولي
ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت في بيانها إن البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية ومن خلال دبلوماسية نشطة يجب أن يظل نصب أعيننا جميعا والهدف الأساسي للمجتمع الدولي بأسره فى التعامل مع الأزمة الراهنة ومن ثم يتعين إتاحة الحيز السياسى الكفيل بتحقيق ذلك الهدف الأساسى.
وأشارت وزارة الخارجية
المصرية إلى أن ذلك يأتي انطلاقا من إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد
ميثاق الأمم المتحدة، أن البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق
السلمية ومن خلال دبلوماسية نشطة، يجب أن يظل نصب أعيننا جميعا، والهدف الأساسي للمجتمع
الدولي بأسره في التعامل مع الأزمة الراهنة، ومن ثم يتعين إتاحة الحيز السياسي الكفيل
بتحقيق ذلك الهدف الأساسي.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية ، في بيان، أن مصر تؤكد أنه لا ينبغي أن يتم غض الطرف عن بحث جذور ومسببات الأزمة الراهنة، والتعامل معها بما يضمن نزع فتيل الأزمة، وتحقيق الأمن والاستقرار.
الهجوم الروسي علي أوكرانيا
وأوضح بيان وزارة الخارجية المصرية أن مصر ترفض توظيف منهج العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف، من منطلق التجارب السابقة، والتي كان لها آثارها الإنسانية السلبية البالغة، وما أفضت إليه من تفاقم معاناة المدنيين طوال العقود الماضية.
ودعت مصر لأن تتحلى كل الأطراف بالمسئولية الواجبة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية لكل محتاج، دون أي تمييز، مع كفالة مرور المقيمين الأجانب بانسيابية عبر الحدود، حيث وردت بعض التقارير عن معاملات تمييزية.
وجددت وزارة الخارجية
المصرية التحذير من مغبة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة على الاقتصاد
العالمي برمته، والذي ما زال يعاني من تداعيات الجائحة، ولعل الاضطراب المتزايد في
سلاسل الإمداد وحركة الطيران الدولي لأبلغ دليل على ذلك، موضحة أن فاعلية ومصداقية
قدرة آليات العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة التحديات والأزمات المتلاحقة يعتمد
على تناول كافة الأزمات الدولية وفقاً لمعايير واحدة وثابتة متسقة مع مبادئ الميثاق
ومقاصده دون أن تمر عقود تم خلالها تكريس الأمر الواقع والمعاناة الإنسانية.
الحرب الروسية في أوكرانيا
ووصفت مندوبة دولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، اعتماد القرار بأنه "إشارة ضرورية في سبيل المضي قدما، ولكن لا يمكن أن نقبل بالعنف والجزاءات المستمرة، فهذا يؤثر في المدنيين ويعرقل جهودنا جميعا"، بحسب بيان الأمم المتحدة.
وقالت إن بلادها
انضمت للدول الأعضاء "لتوجيه هذا النداء من أجل السلام العادل الذي يستمر من خلال
الاعتراف بالشواغل المشروعة للجميع مع الامتثال لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ولا سيما
مبدأ الاستقلال والسلامة الإقليمية وسيادة الدول."
وأشارت إلى أن
"مشروع القرار ليس بكافٍ من أجل تحقيق السلام المستدام"، مشيرة إلى أن تسوية
الحوار تستوجب والدبلوماسية الفعالة.
وتابعت:
"هذا النص يعكس عزم الدول على تسوية النزاع اليوم في أوكرانيا. هذا ما نفهمه من
هذا الاجتماع، والآن ينبغي أن نجد السبل الملائمة لتحقيق التسوية السلمية مع احترام
كامل لدبلوماسية حقيقية."