الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تطول أزمة "خبز" الشرق الأوسط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ؟

الرئيس نيوز


قد يعني الغزو الروسي لأوكرانيا كمية أقل من الخبز المطروح على الطاولة في مصر ولبنان وتونس واليمن وأماكن أخرى في العالم العربي حيث يكافح الملايين بالفعل من أجل البقاء.

 وذكرت صحيفة واشنطن إكزامينر أن المنطقة تعتمد بشكل كبير على إمدادات القمح من البلدين اللذين يخوضان حربًا الآن، وأي نقص في المواد الغذائية الأساسية قد يتسبب في حدوث اضطرابات.

وذكر معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن إنه إذا تعطلت هذه الإمدادات، فإن "أزمة أوكرانيا قد تؤدي إلى تجدد الاحتجاجات وعدم الاستقرار" في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويواجه السودان بالفعل احتجاجات منتظمة لأسباب سياسية ولكن يبدو أن السودانيين اتخذوا زمام المبادرة لتجنب المظاهرات على الخبز وعندما بدأ الغزو الروسي، كان ثاني أعلى شخصية في مجلس السيادة الحاكم في السودان في موسكو لمناقشة العلاقات التجارية.

ويمثل الخبز بالفعل رفاهية للملايين في اليمن، حيث دفعت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات البلاد إلى حافة المجاعة، وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم وأوكرانيا في المرتبة الرابعة، وفقًا لتقديرات وزارة الزراعة الأمريكية ودفع غزو موسكو سعر القمح إلى أعلى بكثير من أعلى مستوى سابق له في التعاملات الأوروبية إلى 344 يورو (384 دولارا) للطن وأوضح ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، إن منطقة أوكرانيا وروسيا توفر نصف حبوب الوكالة م مرجحًا أن الحرب "سيكون لها تأثير دراماتيكي".

"الإمدادات لن تدوم"
يقول برنامج الأغذية العالمي أن 12.4 مليون شخص في سوريا التي مزقتها الحرب يعانون أيضًا من انعدام الأمن الغذائي وقبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، أنتجت سوريا ما يكفي من القمح لإطعام سكانها، لكن المحاصيل تراجعت بعد ذلك وأدت إلى زيادة الاعتماد على الواردات، وتعد دمشق حليفا قويا لموسكو التي دعمتها عسكرياً خلال الحرب وذكرت نشرة تقرير سوريا الاقتصادية هذا الشهر أن البلاد استوردت حوالي 1.5 مليون طن من القمح العام الماضي، معظمها من روسيا، وتؤكد دمشق إنها تعمل الآن على توزيع المخزونات لاستخدامها على مدى شهرين، ولكن الإمدادات في لبنان المجاور لن تدوم طويلا.

وتعاني البلاد من أزمة مالية تركت أكثر من 80 في المائة من السكان في فقر، كما أدى انفجار في ميناء عام 2020 إلى تدمير أجزاء كبيرة من بيروت بما في ذلك صوامع تحتوي على 45 ألف طن من الحبوب ونقلت صحيفة ويكلي الأمريكية عن أحمد حطيط، ممثل مستوردي القمح في لبنان، قوله إن مخزون لبنان الحالي، بالإضافة إلى خمس سفن من أوكرانيا تنتظر تفريغها، "يمكن أن يستمر لمدة شهر ونصف فقط".

وقال إن أوكرانيا كانت مصدر 80 بالمئة من 600 ألف إلى 650 ألف طن من القمح الذي يستورده لبنان سنويا، والذي لم يتمكن من تخزين ما يعادل نحو شهر من القمح إلا منذ انفجار الميناء، ورجح حطيط أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون موردا بديلا لكن الشحنات قد تستغرق 25 يوما بدلا من سبعة وذكر وزير الاقتصاد اللبناني أن احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة شهر على الأكثر، وأكد أمين سلام إن الحكومة اللبنانية تجري محادثات مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة والهند وكندا لتوفير القمح وسط مخاوف من تعطل عالمي لإمدادات القمح خلال الأزمة وفي الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمتها المالية، تتزايد المخاوف بشأن ما إذا كان بإمكان لبنان الاستمرار في دعم واردات القمح مع ارتفاع الأسعار بسبب الغزو الروسي.

تركت الأزمة الاقتصادية في لبنان نحو ثلثي السكان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، بمن فيهم مليون لاجئ سوري، يعيشون في فقر وقال سلام "بنك لبنان يمكن أن يقول إنه غير قادر تماما على استمرار الدعم أو أعطيك مبلغا محددا فقط وأي شيء يزيد عن ذلك لا يمكننا الاستمرار فيه"، كما حث سلام اللبنانيين على عدم الذعر بشراء الخبز حيث ستستمر الإمدادات الشهر المقبل.

مخاوف مغاربية
وفي المغرب العربي، حيث يعتبر القمح أساس العديد من الوجبات وكذلك الخبز، قال الوزير المغربي المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، للصحفيين إن الحكومة ستزيد الدعم على الطحين إلى 400 مليون دولار هذا العام وتتوقف عن فرض رسوم استيراد على القمح وفي تونس المجاورة، التي تعاني من ديون ثقيلة واحتياطيات محدودة من العملات، لا تتمتع بهذا الرفاهية. في ديسمبر، ذكرت وسائل إعلام محلية أن السفن التي تنقل القمح رفضت تفريغ حمولتها لأن الحكومة لم تدفع وتعتمد تونس على الواردات الأوكرانية والروسية بنسبة 60 في المائة من إجمالي استهلاكها من القمح، بحسب الخبير في وزارة الزراعة عبد الحليم قاسمي. وقال إن المخزونات الحالية كافية حتى يونيو، أما الجزائر المجاورة، فاديها إمدادات لمدة ستة أشهر، هي ثاني أكبر مستهلك للقمح في إفريقيا وخامس أكبر مستورد للحبوب في العالم.

تستورد مصر أكبر كمية من القمح في العالم وهي ثاني أكبر مشتر للقمح الروسي واشترت 3.5 مليون طن في منتصف يناير، وفقًا لتقرير ستاندرد آند بورز جلوبات وبالفعل بدأت أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان في اتخاذ تدابير بديلة لشراء احتياجات المصريين من القمح من أماكن أخرى، لا سيما رومانيا، لكن 80 في المائة من وارداتها تأتي من روسيا وأوكرانيا.

وقال نادر سعد المتحدث باسم الحكومة المصرية إن مخزون مصر ما زال تسعة أشهر لإطعام أكثر من 100 مليون شخص. لكنه أضاف: "لن نتمكن بعد الآن من الشراء بالسعر السائد قبل الأزمة"، وهذه علامة تنذر بالسوء بالنسبة لـ 70 في المائة من السكان الذين يتلقون خمسة أنواع خبز مدعومة في اليوم، وتم تخفيض وزن الرغيف المدعوم في عام 2020، والآن تدرس الحكومة رفع السعر - المحدد بخمسة قروش (0.3 سنت) على مدى العقود الثلاثة الماضية - للاقتراب من تكلفة الإنتاج.