الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

يشل حركة البنك المركزي.. ما تداعيات إخراج بنوك روسية من نظام "سويفت المالي"؟

الرئيس نيوز

بدأت الدول الغربية في الكشف التدريجي عن العقوبات الاقتصادية التي اعدتها خصيصًا لإرهاق الاقتصاد الروسي؛ بعدما قرر بوتين تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في جارته الشمالية، أوكرانيا.

من بين هذه العقوبات التي اتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما عيها عزل عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي "سويفت"، كما سيتم تجميد أصول البنك المركزي الروسي، ما يحد من قدرة روسيا على الوصول إلى احتياطياتها الخارجية، وقال بيان مشترك إن النية هي "زيادة عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي".



ما هو نظام سويفت؟
وفيما يتعلق بنظام سويفت، فإن روسيا تعتمد عليه بشكل كبير في صادراتها الرئيسية من النفط والغاز، فيما قالت تقارير أوروبية إن العقوبات المشتركة تعد أقسى إجراءات فرضت حتى الآن على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.


نظام سويفت أو "مجتمع الاتصالات المالية العالمية بين البنوك"، هو نظام مراسلة آمن يجعل المدفوعات السريعة عبر الحدود ممكنة، مما يُمكّن التجارة الدولية من الاستمرار بسلاسة، كما يسهل النظام، ومقره في بلجيكا، المعاملات بين أكثر من 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في جميع أنحاء العالم.

النظام المالي سويفت يلعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد العالمي، لكن ليس لديه سلطة اتخاذ قرارات العقوبات بنفسه، وأوضح مسؤول ألماني أن البنوك المتضررة هي كل تلك الخاضعة بالفعل للعقوبات من قبل المجتمع الدولي، وكذلك المؤسسات الأخرى، إذا لزم الأمر.

ويعني عزل البنوك عن نظام سويفت المالي، تقييد شديد لعملها لأن جميع البنوك تقريبا تستخدم النظام، وتم الاتفاق على الإجراءات من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وكندا.

فغيما قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن قرار شل أصول البنك المركزي الروسي سيمنع الكرملين من "استخدام أمواله في الحرب"، ووافق الاتحاد الأوروبي وشركاؤه على تجميد معاملات البنك ومنعه من تصفية أصوله.



أضافت أنه ستكون هناك حملة على ما يسمى بـ"جوازات السفر الذهبية" التي "تتيح للأثرياء الروس المرتبطين بالحكومة الروسية أن يصبحوا مواطنين في بلادنا ويتمكنوا من الوصول إلى أنظمتنا المالية".

قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن بريطانيا اتخذت "إجراءات حاسمة"، مغردا: "سنواصل العمل معا لضمان دفع بوتين ثمن عدوانه"، وردا على الإعلان، غرد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال معبرا عن تقديره للعقوبات، واصفا إياها بأنها "مساعدة حقيقية خلال هذا الوقت العصيب".

ووفق تقارير، سيضر استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام سويفت المستخدم في معاملات قيمتها تريليونات الدولارات، بالاقتصاد الروسي بشدة. وعلى حد تعبير البيت الأبيض، فإنه سيجعل البلاد تعتمد على "الهاتف أو جهاز الفاكس" لتسديد المدفوعات، وقد جرى استبعاد دولة واحدة فقط من هذا النظام في الماضي، وهي إيران، ما أدى إلى خسارة 30٪ من تجارتها الخارجية.

سيضمن اختيار بعض البنوك الروسية أن يكون للعقوبات أقصى تأثير على روسيا، مع منع التأثير الكبير لذلك على أوروبا. وستكون الشركات الأوروبية قادرة على الاستمرار في جمع الأموال المستحقة وشراء الغاز والنفط الروسيين.

وتعد التدابير الأخرى قوية بالقدر نفسه. والقيود المفروضة على البنك المركزي الروسي ستمنعه من استخدام عملته للحد من تأثير العقوبات.

وتعمل روسيا على بناء دعم من العملات الأجنبية لحماية بنوكها، لكن هذا الإجراء الجديد سيقلل بشكل كبير من الاحتياطيات المتاحة. وقد يستغرق ظهور تأثير هذه الإجراءات بعض الوقت، لكنها تعبر عن نية الدول الغربية في التحرك بسرعة.