من الشرق والغرب.. عالقون تحت القصف في أوكرانيا يطلبون العودة لبلادهم
يطالب أفراد الجالية اللبنانية البالغ قوامها 4500 فرد في أوكرانيا بالمساعدة على الإجلاء من البلاد مع استمرار روسيا في مهاجمة الدولة المجاورة، ويحتمي عدد كبير منهم بقبو العمارات السكنية كمخبأ من القصف من أجل الحفاظ على حياتهم وحياة ذويهم، وذكرت طالبة لبنانية في أوكرانيا لمراسل قناة الجزيرة الإنجليزية في رسالة صوتية، وهي تحاول كبح دموعها: "نحن منهكون للغاية. جسدي يرتجف ".
ونقلت قناة الجزيرة الإنجليزية عن كريم، وهو أستاذ جامعي لبناني يعيش في كييف منذ 33 عامًا، إن الآلاف من مواطنيه المحاصرين في أوكرانيا يحاولون المغادرة، حيث تواصل القوات الروسية قصف البلاد لليوم الثاني على التوالي، وأضاف "لدينا عائلات لبنانية لديها أطفال يبلغون من العمر شهرين أو ثلاثة أشهر هاجروا مؤخرًا بسبب الأزمة الاقتصادية"، في إشارة إلى مشاكل بلاده المالية وأردف: "نحاول أن نرسل لهم الطعام" ويترأس الأستاذ الجامعي اللبناني الجالية اللبنانية في أوكرانيا، وهي مجموعة من المهاجرين.
أصدر لاعبو كرة القدم البرازيليون من أكبر ناديين في أوكرانيا مناشدة للحكومة البرازيلية أمس الخميس، قائلين إنهم محاصرون بسبب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، ونشرت مجموعة من لاعبي فيرق شاختار دونيتسك ودينامو كييف مقطع فيديو مع عائلاتهم من أحد الفنادق حيث طالبوا بدعم السلطات البرازيلية، وانضم إليهم لاعب دينامو الأوروجواياني كارلوس دي بينا. وقالوا إن الحدود أغلقت وإمدادات الوقود نفدت.
وجاء بمناشدة اللاعبين: "نحن حقا يائسون"، وأشار مدافع الفريق مارلون سانتوس على إنستجرام "إننا نمر بأوضاع تحكمها الفوضى ولدينا دعم من نادينا لكن اليأس مؤلم وننتظر الدعم من بلدنا ونتحدث باسم جميع البرازيليين في أوكرانيا".
تم نشر رسائل مماثلة من قبل لاعبين برازيليين يعيشون في أماكن أخرى في أوكرانيا، بما في ذلك المهاجم مارليسون واثنين من زملائه في فريق ميتاليست 1925 في مدينة خاركيف الشمالية الشرقية، بالقرب من الحدود الروسية، وثلاثة لاعبين من فريق زوريا لوهانسك، وهو ناد يقع في مدينة زابوريزهزيا الجنوبية ، تجدر الإشارة إلى توقف الدوري الأوكراني إلى أجل غير مسمى بعد إعلان الأحكام العرفية في أوكرانيا.
وتستعين الأندية الأوكرانية بلاعبين برازيليين لتعزيز أدائهم في الملعب وتحقيق الأرباح في بورصة الانتقالات غالبًا ما يرى اللاعبون البرازيليون الصاعدون الدوري الأوكراني بمثابة نافذة لعرض مهاراتهم على الأندية في أكبر بطولات الدوري في أوروبا، خاصةً إذا كانوا يلعبون في صفوف نادي شاختار ودينامو في دوري أبطال أوروبا.
وذكرت شبكة إن دي تي في الإخبارية أن السبل قد تقطعت بنحو 16000 هندي في أوكرانيا حيث شنت القوات الروسية هجومًا براً وجواً وبحراً على الجمهورية السوفيتية السابقة وأكدت الهند لجميع مواطنيها في أوكرانيا أنهم سيبذلون كل الجهود الممكنة لإعادتهم بأمان.
وتخطط الهند لتنظيم رحلتين إلى بوخارست اليوم ورحلة واحدة إلى بودابست غدًا كرحلات مستأجرة تابعة لشركة طيران الهند لإعادة أولئك الذين تقطعت بهم السبل، وأرسلت الهند فرقًا حكومية إلى حدود أوكرانيا من المجر وبولندا لإجلاء المواطنين الذين ما زالوا عالقين في البلاد. المسؤولون يسافرون برا، حيث تم إغلاق المجال الجوي الأوكراني وسط هجوم من قبل الجيش الروسي.
وأشارت مجلة تايم إلى العديد من الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحرب في أوكرانيا، من الطلاب إلى لاعبي كرة القدم، بل وبعض نجوم هوليوود، وذكرت الصحفية ايمي جونيا في تقرير تايم، أنه مع استمرار تساقط الصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف صباح الجمعة، هرع الأوكرانيون والأجانب للفرار من الغزو الروسي.
وكشفت الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أمس الخميس طوابير طويلة في محطات الحافلات والقطارات وأمام الصيدليات في كييف، العاصمة والمدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أوكرانيا، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين نسمة وعكست المشاهد اختناق الطرق الرئيسية في كييف كما تم قصف العديد من المطارات في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس.
وذكرت تقارير إخبارية هندية أن ما يقرب من 20 ألف طالب هندي تقطعت بهم السبل في أوكرانيا يوم الخميس. عادت طائرة تابعة لشركة طيران الهند كانت متوجهة إلى كييف إلى دلهي يوم الخميس حيث أغلقت أوكرانيا مجالها الجوي، وتجمع عدد من الطلاب في السفارة الهندية في كييف طلبًا للمساعدة.
وأضافت المجلة أن الطلاب من جنسيات أخرى محاصرون أيضًا. قالت فوكيل دلاميني، من دولة إيسواتيني الصغيرة في جنوب إفريقيا، لمجلة تايم صباح الجمعة إنها لجأت إلى ملجأ لتحتمي من القنابل في جامعتها في فينيتسا بوسط أوكرانيا وقالت إنها كانت مع العديد من الطلاب الأجانب الآخرين، معظمهم يدرسون الطب أو طب الأسنان وتبحث دلاميني، البالغة من العمر 19 عامًا، عن طريقة للوصول إلى حدود رومانيا أو بولندا، لكنها قالت إنها سمعت عن قتال بالقرب من أحد المعابر الحدودية، وتنطلق صفارات الإنذار كل 10 إلى 15 دقيقة، مضيفة: "أحاول أن أبقى هادئة، لأن كل من حولنا في حالة من الذعر، وبعض القطارات لا تعمل، والناس التي تعمل، مكتظة بالناس مثل علب السردين"، وكانت الفتاة قد خططت لمغادرة الملجأ "والذهاب إلى محطة الحافلات مرة أخرى والانتظار في طوابير طويلة وتأمل أن تنجح في الخروج من منطقة الخطر اليوم.
وأرسلت السفارات الإسرائيلية في المنطقة ممثلين إلى المعابر الحدودية الرئيسية في بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا لمساعدة مواطنيها على مغادرة البلاد كما وافقت بولندا على استقبال بعض الفلبينيين الفارين من أوكرانيا مؤقتًا، وفقًا لتقارير إخبارية فلبينية وحثت سفارة الولايات المتحدة في كييف المواطنين الأمريكيين في أوكرانيا على المغادرة فورًا "إذا كان ذلك آمنًا باستخدام أي خيارات نقل تجارية أو غيرها من وسائل النقل البري المتاحة للقطاع الخاص"، ويقال إن الممثل شون بن من بين الأمريكيين في أوكرانيا وأكدت شركة فايس ستوديوز في تصريحات لمجلة فاريتي أن شون بن كان في أوكرانيا ضمن مشروع صنع فيلمًا وثائقيًا عن الغزو الروسي، ونشر أحد مستخدمي تويتر، الذي قال إنه كان في أوكرانيا كصحفي تابع لموقع استراليان فاينانشيال ريفيو صورة يقول إنه التقطها مع الممثل الأمريكي وهما يحتميان في قبو أحد الفنادق.
وتتوالى عروض المساعدة للفارين من مخاطر العملية العسكرية الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك كرستيان دي فريس، الذي يقول إنه طالب هولندي في بولندا، وجسّد تلك المشاعر. وكتب على تويتر: "إذا احتاج أي شخص إلى سرير لبضعة أيام، فعليه أن يتصل بي"، والخروج من أوكرانيا في الوقت الراهن ليس سهلا، بعد أن فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية ومنعت المواطنين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 عامًا من مغادرة البلاد.