القاهرة والخرطوم تدرسان مستجدات السد الإثيوبي.. ماذا بعد التوربينات؟
يشير بدء تشغيل توربينات السدود إلى افتقار المعلومات الكافية حول التقدم المحرز في مشروع سد النهضة، وتسعى مصر والسودان إلى تقييم الوضع الراهن وتحديثه من أجل صنع السياسات ذات الصلة والمساعدة في اتخاذ القرار، وفقًا لصحيفة ويكلي الأمريكية.
وافتتح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الأسبوع الجاري، إنتاج الكهرباء من السد المثير للجدل الذي تبنيه على النيل الأزرق، في مرحلة فارقة من عمر المشروع المثير للجدل والذي يتكلف مليارات الدولارات، وقام آبي، برفقة مسؤولين إثيوبيين رفيعي المستوى، بجولة في محطة توليد الطاقة وضغط سلسلة من الأزرار على شاشة تعمل باللمس، وهي خطوة قال المسؤولون إنها بدأت الإنتاج.
قال محللون إن الإعلان عن بدء توليد الطاقة في سد النهضة الإثيوبي أظهر أن الأزمات الكبرى لا يتم حلها عن طريق الدعاية الشعبية والمناورات الدبلوماسية غير الهادفة وأضاف المحللون أن مثل هذا النهج الأحادي ليس البديل الصائب عن جهود مصرية سودانية أكثر ملاءمة للضغط بشكل فعال على أديس أبابا لتوقيع اتفاق ملزم يضمن حقوق المياه لجميع الأطراف، وبالفعل أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا مقتضبا عن بدء إنتاج الكهرباء، معتبرة الخطوة مثالا على "إصرار الجانب الإثيوبي على انتهاك التزاماته بموجب اتفاقية إعلان المبادئ لعام 2015".
تؤكد المرحلة الجديدة، التي تعد جزءًا من خطة تطوير السد التي بدأت منذ حوالي عقدين، أن الرؤية الإثيوبية لسد النهضة مستمرة في العمل، وفي نهاية المطاف، من المخطط أن يوفر السد الكهرباء لـ 60 في المائة من السكان الإثيوبيين الذين يفتقرون إليها حاليًا أثناء تصدير الطاقة الفائضة إلى البلدان المجاورة.
وقال أبي أحمد، في محاولة لطمأنة مصر والسودان: "أهنئ دول المصب على بدء توليد الكهرباء، وأؤكد أن المنفعة ستكون متبادلة، وستستمر مياه النيل في التدفق على مصر والسودان ولا ضرر سوف تصيبهم ".
وقالت الصحيفة إن خبراء مصريين لديهم الأدلة التي تكفي للتقليل من أهمية توليد الكهرباء للسد في مرحلته الثانية وسبق أن شددوا على الصعوبات التي يواجهها المهندسون الإثيوبيون في إنتاج الكهرباء ولذلك، جاءت الأخبار التي تفيد بأن التوربينات تولد الطاقة متوقعة من جانبهم ولكن التوقيت لم يكن معروفا.
يشير تشغيل إثيوبيا للمولدات إلى افتقار مصر والسودان إلى المعلومات الكافية حول التقدم المحرز في مشروع سد النهضة وصف المحللون بدء تشغيل التوربينات، بغض النظر عن كمية الكهرباء التي يتم توليدها بالفعل، بأنه ليس سوى انتصار رمزي لأديس أبابا، ولكن توليد الكهرباء دون التوصل لاتفاق ثلاثي يحول السد إلى أمر واقع ولا يتوقع أن تواجه المرحلة الثالثة، وهي مرحلة ملء خزان السد بالكامل، في يوليو وأغسطس المقبلين، عقبات كبيرة من مصر والسودان ويرجح المراقبون إن الخيار الوحيد المتبقي لمصر والسودان الآن هو إعادة تقييم الموقف وقبول الحد الأدنى من التفاهمات مع إثيوبيا.
ومع ذلك، يُتوقع أن يكون للإعلان عن توليد الكهرباء تداعيات لا مفر منها على مصر، حيث أكدت رسميا ودائمًا أنه لن يُسمح لأي دولة بتجاوز الخطوط الحمراء للأمن القومي المصري، وتعتزم مصر في هذه المرحلة مطالبة الاتحاد الأفريقي بسرعة استئناف المفاوضات المتوقفة باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي طال أمدها.