الأزمة الأوكرانية فى ميزان الاقتصاد.. هل تتأثر مصر بتداعيات الحرب الروسية؟
تسود دول العالم حالة ترقب حذر إزاء أحداث التحرك العسكرى الروسى ضد أوكرانيا الذى بدأ منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وسط تهديد غربى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا.
وتتمتع مصر بعلاقات اقتصادية قوية مع كلًا من روسيا وأوكرانيا ، والتى تتنوع بين حركة تبادل تجارى ونشاط سياحى وتعاون استراتيجى فى عدد من الملفات فى مقدمتها التعاون الصناعي في مجال أنظمة تحلية وتنقية المياه ومعالجة الصرف الصحي، و مجال الطاقة والبترول والموارد المعدنية.
وحول تداعيات الحرب، يقول الدكتور علاء زهران رئيس معهد التخطيط القومى الذراع البحثية لوزارة التخطيط، إن تداعيات التحرك العسكرى الروسى ضد أوكرانيا ألقت بظلالها السلبية على العالم سريعًا فى مقدمها ارتفاع أسعار النفط لأكثر من 103 دولار للبرميل، وارتفاع أسعار الغلال نتيجة تأثر حركة التجارة الدولية، إلى جانب تأثر بعض البورصات العالمية نتيجة ضبابية المشهد.
ويشير مسئول التخطيط، فى تصريحات خاصة، إلى أن المدى الزمنى لاستمرار تلك التداعيات يتوقف على تطورات التحركات العسكرية فى المنطقة خلال الساعات القادمة، موضحًا أنه حال نجاح الجهود الدولية فى عمليات التهدئة والتوصل إلى مسار للحوار الدبلوماسى فمن المتوقع أن تنحسر التداعيات سريعًا، فمن غير المتوقع توسع نطاق الحرب خارج حدود روسيا وأوكرانيا.
وعن تأثيرها على مصر، أكد مسئول التخطيط، إلى مصر لن تتأثر على المدى القريب بتداعيات الحرب الروسية نظرًا لوجود مخزون احتياطى من السلع الاستراتيجية يغطى إحتياجات ما لا يقل عن 6 أشهر، مضيفًا أن ارتفاع أسعار النفط عالميًا لن يستتبعه قرار استثنائى بتحريك أسعار الوقود محليًا فى التوقيت الحالى، وإنما من المتوقع أن يشهد اجتماع لجنة تسعير الوقود فى أبريل المقبل إعادة النظر فى الأسعار فى ضوء التطورات العالمية.
بدوره، قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن بدأت فى التحرك سريعًا لتفادى أى تداعيات سلبية لأزمة حرب الروسية من خلال بحث استيراد القمح من 14 دولة أخرى لتنويع واردات القمح حال تصاعد الأزمة بين الدولتين، هذا بالاضافة إلى وجود احتياطي مخزون استراتيجي من القمح يكفي 5 شهور والانتاج المحلي الذي سيبدأ من منتصف إبريل سيزيد المخزون الاستراتيجي إلى 9 أشهر .
وأضاف أن الأزمة سيؤثر على كل دول العالم ومنها مصر، بسبب ارتفاع أسعار الحبوب عالميا وخاصة القمح بالاضافة إلى زيادة أسعار البترول عالميا لأكثر من 100 دولار للبرميل، مضيفا أن أوكرانيا مصدر رئيسي للقمح والذرة والشعير في العالم وبالطبع فقلة واردات الذرة الصفراء سيرفع أسعار الأعلاف في دول العالم وبالتالي رفع أسعار اللحوم، بينما لم تتأثر حركة السياحة محليًا حتى الآن، إلا أن الحجوزات المستقبلية ستكون قيد المراجعة.