اجتياح شامل| بوتين يتجاهل نداءات وتحذيرات الجميع ويغزو أوكرانيا
على الرغم من العقوبات والتحذيرات الغربية، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا، وقالت كييف إنها تتعرض لهجوم مدفعي على طول حدودها الشمالية مع روسيا وبيلاروس، ورصدت تحرك عتاد عسكري من شبه جزيرة القرم جنوباً، فيما سمع دوي سلسلة من الانفجارات في العاصمة كييف وتعرضت منطقة لفيف في غرب أوكرانيا للقصف أيضاً.
وأعلن الرئيس الروسي، فجر الخميس 24 فبراير، بدء "عملية عسكرية" في أوكرانيا حيث سمع دوي انفجارات قوية في عدد من مدن البلاد، بينما تحدثت كييف عن "غزو واسع" يجري حالياً.
وفي خطاب للأمة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في كل أنحاء البلاد. وقال للأوكرانيين، "لا داعي للهلع" مؤكداً "سننتصر".
وبعد خطابه، قال الرئيس الأوكراني، إن العالم يجب أن ينشئ "تحالفاً مناهضاً لبوتين" من أجل "إجبار روسيا على السلام". وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد محادثات مع القادة الأميركيين والبريطانيين والألمان، وقال: "نحن بصدد بناء تحالف مناهض لبوتين"، مضيفاً: "على العالم إجبار روسيا على السلام".
وتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن بدء "غزو واسع" من قبل روسيا. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، إن هذه العملية تهدف إلى "تدمير الدولة الأوكرانية والاستيلاء على أراضيها بالقوة وفرض احتلال".
عن النزاع بين روسيا وأوكرانيا
من الإبادة إلى القنابل النووية: هل من أساس لاتهامات بوتين بحق أوكرانيا؟
كما أعلنت أوكرانيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المدني وإلغاء الرحلات الجوية من المطارات في المدن الكبرى في جنوب روسيا، القريبة من أوكرانيا.
لكن الجيش الروسي أكد أنه يستهدف المواقع العسكرية الأوكرانية بـ"أسلحة عالية الدقة". وهذا ما اعترف به الرئيس الأوكراني على ما يبدو بتأكيده أن روسيا نفذت ضربات ضد بنى تحتية عسكرية وحرس الحدود الأوكرانيين. وأكد الجيش الروسي أنه دمر أنظمة الدفاع المضادة للطائرات وجعل القواعد الجوية الأوكرانية "خارج الخدمة".
وذهب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إلى أبعد من ذلك قائلاً، إن بلاده تستهدف "الطغمة الحاكمة في كييف".
من جهتها أكدت أوكرانيا، الخميس، أنها أسقطت خمس طائرات روسية ومروحية تابعة للجيش الروسي.
وأثار قرار الرئيس الروسي على الفور موجة من الإدانات الدولية. ودان الرئيس الأميركي جو بايدن "الهجوم غير المبرر" الذي سيسبب "معاناة وخسائر في الأرواح". ووعد بأن "يحاسب العالم روسيا".
ودان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ "الهجوم المتهور وغير المبرر" من جانب روسيا. وسيعقد اجتماع طارئ لسفراء الدول الأعضاء في الحلف، صباح الخميس.
في الأمم المتحدة طلبت أوكرانيا من روسيا "إنهاء الحرب"، فيما دانت فرنسا "ازدراء" روسيا الأمم المتحدة. وندد المستشار الألماني أولاف شولتز من جانبه بـ"الانتهاك الفاضح" للقانون الدولي، فيما تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "محاسبة" موسكو.
وأعلن بوتين، فجر الخميس، في بيان بثه التلفزيون، "اتخذت قراراً بعملية عسكرية خاصة" من دون أن يحدد حجم هذا التدخل. وقال الرئيس الروسي، "سنبذل أقصى جهودنا لنزع السلاح وإزالة الطابع النازي"، واعداً "باقتياد الذين ارتكبوا العديد من الجرائم والمسؤولين عن إراقة دماء مدنيين بمن فيهم مواطنون روس، إلى المحاكم".
وأكد بوتين، "ليس من بين خططنا احتلال أراض أوكرانية ولا ننوي فرض أي شيء بالقوة على أحد"، داعياً الجنود الأوكرانيين إلى "إلقاء أسلحتهم". وتوجه إلى "الذين سيحاولون التدخل معنا"، قائلاً "يجب أن يعلموا أن رد روسيا سيكون فورياً وسيؤدي إلى عواقب لم تعرفها من قبل".