تقرير: أفغانستان أصبحت مأوى للمقاتلين الأجانب منذ استيلاء طالبان على السلطة
كشف تقرير حديث للأمم المتحدة عن علامات مقلقة أخرى إلى زيادة محتملة في وجود كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في أفغانستان في الأشهر الستة منذ تولي طالبان السلطة، فعلى الرغم من وعود طالبان بإحلال السلام، لكن الخوف يسود قبل كل شيء في مدينة جلال أباد الشرقية، التي ضربها المتشددون وتوالت عليها هجمات جماعية لتنظيم داعش والأعمال الانتقامية، مع ظهور الجثث في ظروف غامضة ملقاة في الأنهار.
وبدا المنزل المستأجر الذي تعرض فيه زعيم تنظيم داعش المنحل والمعروف باسم أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، والذي إما نسف أو فجر نفسه خلال غارة شنتها القوات الخاصة الأمريكية في سوريا في 3 فبراير، منزلا معتادًا لأي عائلة ذات المستوى المتواضع للغاية، انطلاقا من الصور التي تم إصدارها لاحقًا ومع ذلك، لا يزال لدى تنظيم داعش أرصدة مالية كبيرة للاستفادة منها، كما يفعل منافسه على التفوق دوليا، تنظيم القاعدة وفقًا لتقرير حديث للأمم المتحدة، يبدو أن كلا المجموعتين تعمل وتنمو في أفغانستان.
ولكن استيلاء طالبان على أفغانستان قبل ستة أشهر، كما توقع العديد من الخبراء، أدى بالفعل إلى زيادة مقاتلي القاعدة وداعش هناك وجاء في التقرير التاسع والعشرون لفريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي جمعه خبراء الأمم المتحدة في الفترة ما بين يونيو وديسمبر 2021 وتم إصداره في وقت سابق من هذا الشهر، مشيرًا إلى أنه بموجب اتفاق الدوحة في فبراير 2020، التزمت طالبان بنفسها ولمنع أي تهديد إرهابي دولي ينطلق من أفغانستان، وتشعر الدول الأعضاء بالقلق من أن نظام طالبان من الممكن أن يوفر ملاذًا آمنًا للقاعدة، وأضاف التقرير أن عدد مقاتلي داعش الذين يُعتقد أنهم موجودون في البلاد قد تضاعف في الأشهر التي أعقبت سيطرة طالبان إلى حوالي 4000.
ولم يعلن تنظيم داعش بعد عن مقتل الرجل الذي ترددت أنباء على نطاق واسع أنه كان القائد الأعلى للتنظيم، ولا يزال زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، يظهر بشكل غير متكرر، ونفى رئيس مخابرات طالبان الدكتور بشيرمال في تصريحات لمجلة Nikkei Asia في مقابلة هذا الشهر أن تنظيم داعش متواجد في أفغانستان، ولكن لطالما كانت مقاطعة ننجرهار في شرق أفغانستان، بالقرب من باكستان، معقلًا لولاية خراسان؛ الفرع المحلي لتنظيم داعش كما أعلن تنظيم داعش في كوسوفو مسؤوليته عن هجمات متعددة في أفغانستان في الأشهر الأخيرة عبر عدة مقاطعات.
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن: "القاعدة تلقت أيضًا دفعة كبيرة بعد استيلاء طالبان على أفغانستان في أغسطس 2021، حيث يشغل بعض من أقرب المتعاطفين معها داخل طالبان الآن مناصب عليا في إدارة الأمر الواقع الأفغانية الجديدة"، وأضافت: "في 31 آب، أصدر تنظيم القاعدة بياناً هنّأ فيه طالبان على انتصارها ومنذ ذلك البيان، حافظت القاعدة على صمت استراتيجي، على الأرجح محاولة لعدم المساومة على جهود طالبان للحصول على الاعتراف الدولي والشرعية ".
كما أدى استيلاء طالبان على السلطة إلى انخفاض كبير في أسعار الأسلحة والمعدات القتالية في جميع أنحاء المنطقة، بالنظر إلى الكميات الكبيرة التي خلفتها القوات الأمريكية وتلك التابعة للحكومة الأفغانية السابقة.