الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أزمة أوكرانيا.. بوتين يرفع شعار "أخر الدواء الكي".. والغرب ‏‏"عقوباتنا أقوى من الرصاص"‏

الرئيس نيوز

أحدثت القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‏بشأن اعترافه بسلطة المنطقتين الانفصاليتين في دونباس شرق أوكرانيا، ‏موجة كبيرة من التداعيات التي ستلقي بظلالها على المنطقة والعالم.‏

وبينما قال الرئيس الروسي إن الغرب سيفرض عقوبات على بلاده سواء ‏تم حل الأزمة الأوكرانية أم لا، مما يعني أن موسكو تدرك أن الغرب، ‏لن يقبل على المواجهة العسكرية وأن العقوبات هي سلاحه الوحيد.
 ‏
كان مسؤولون أمريكان أكدوا خلال وقت سابق، أن البيت الأبيض ‏بالتشاور مع حلفائه، وضعوا تصورًا للعقوبات شديد القسوة، من المؤكد ‏أنه سيشل الاقتصاد الروسي، بينها فرض عقوبات على التحويلات البنكية ‏والمصرفية، وفرض عقوبات على قطاع الطاقة، والتسليح. ورفضت ‏أمريكا الكشف عن كامل ملف العقوبات حتى لا تتحسب لها روسيا. ‏


شعار المرحلة
الباحث في الشؤون الدولية، علي رجب، يقول لـ"الرئيس نيوز": "أمريكا ‏والناتو لن يغامرا بالدخول في مواجهة عسكرية مع روسيا، لكن سلاح ‏العقوبات لا يمكن التقليل من شأنه، فالغرب بقيادة امريكا يرفع شعار ‏عقوباتنا الاقتصاية أقوى من الرصاص، لكن السؤال الأبرز في الوقت ‏الحالي ما مدى قدرة موسكو على تحمل فاتورة العقوبات، وهل الغرب ‏عازم على التطبيق الحرفي  لتلك العقوبات في ظل اعتماده الأساسي على ‏الغاز الروسي؟".‏

لفت رجب إلى أن بوتين يدرك أن كارت الغاز هو أقوى الأسلحة التي في ‏يديه لمنع الغرب من الإمعان في فرض العقوبات عليه، وأمريكا هي ‏الأخرى تريد استغلال الموقف لصالحها في تعجيز الاقتصاد الروسي، ‏وتقييد الاقتصاد الصيني المتداخل مع الاقتصاد الروسي في الكثير من ‏الملفات، مما يعني ضرب عصفران بحجر واحد، كما تريد تقديم نفسها ‏بوصفها البديل المناسب للطاقة في أوروبا بسبب امتلاكها احتياطيات ‏هائلة من الغاز الأحفوري".‏

يتابع الباحث: "بوتين لم يقبل على تلك الخطوة في الوقت الحالي إلا ‏بعدما أدرك أن الغرب سيماطل في إعطائه الضمانات الأمنية، فأراد ‏تحريك الماء الراكد بهذا الاعتراف الذي ينقصه اعتراف مجلس الدوما ‏ليصبح رسميًا"، يضيف: "ظني أن الرئيس الروسي يترقب ردود الفعل ‏الغربية والأوكرانية، وفي حال كان رد فعل كييف عنيف وقررت اجتياح ‏إقليمي دونيتسك ولوغانسيك سيقرر بوتين فعليًا الانخحراط في الحرب".‏

شدد رجب على أن اندلاع الحرب في أوكرانيا سيترتب عليها نتائج ‏كارثية على المنطقة والعالم، خاصة فيما يتعلق بإمدادت الأقماح والغاز، ‏لكن بوتين يرفع شعار أخر الدواء الكي، أي بعدما فشل في الحصول على ‏الضمانات الأمنية لبلاده من الغرب، سيكون الاجتياح والغزو حاضران ‏على قمة جدول أعماله.



تنديد دولي
 ‏
نددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بأعمال روسيا خلال جلسة طارئة ‏لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، 21 فبراير، شاجبين اعتراف الرئيس ‏فلاديمير بوتين بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وإعطاءه أوامر ‏بنشر قوات هناك باعتبار ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وذريعةً ‏للحرب.‏

سخرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد، من ‏تأكيد بوتين أن مهمة القوات الروسية "حفظ السلام" في منطقتي دونيتسك ‏ولوغانسك. وقالت، "إنه يدعوها قوات حفظ سلام. هذا هراء. نحن نعرف ‏ما هي حقيقة هذه القوات".‏

أكد مندوب أوكرانيا سيرغي كيسليتسيا أن "الحدود الأوكرانية المعترف ‏بها دولياً كانت، وستبقى، غير قابلة للتغيير، بصرف النظر عن أي ‏بيانات أو أفعال من قبل روسيا الاتحادية".‏

أما السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، فأعرب عن ‏انفتاح بلاده للتوصل إلى حل دبلوماسي، لكنه شدد على ضرورة الدفاع ‏عن المناطق الانفصالية في وجه العدوان الأوكراني على حد وصفه. ‏وقال، "نبقى منفتحين على الدبلوماسية"، مضيفاً، "ومع ذلك، فإن السماح ‏بحمام دم جديد في دونباس شيء لا ننوي فعله".‏

أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام، ‏روزماري ديكارلو، عن "أسفها" لنشر جنود روس في الجمهوريتين ‏الانفصاليتين. وقالت، "الساعات والأيام المقبلة ستكون حرجة"، مشيرةً ‏إلى أن "هناك خطراً حقيقياً لنشوب نزاع كبير، ويجب منعه بأي ثمن".‏‎ ‎



دعوات خفض التصعيد

أما السفيرة البريطانية، باربرا وودوارد، فقالت إن المجلس يجب أن ‏يكون متحداً في حضّ روسيا على "خفض التصعيد"، و"احترام ‏التزاماتها". وأضافت، "لقد جرّتنا روسيا إلى حافة الهاوية. نحضّ روسيا ‏على التراجع إلى الوراء".‏

رأى شاهد من وكالة "رويترز" طوابير طويلة من المعدات العسكرية، ‏تشمل دبابات، في مدينة دونيتسك الانفصالية، بعد أن أمر بوتين وزارة ‏الدفاع بإرسال قوات إلى المنطقتين "لحفظ السلام".‏

أثارت الخطوات الروسية تنديداً من الولايات المتحدة وأوروبا اللتين ‏توعدتا بفرض عقوبات جديدة. وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض ‏عقوبات على موسكو، الثلاثاء، بعد أن فرضت بالفعل، الاثنين، عقوبات ‏محدودة على المنطقتين الانفصاليتين في دونباس في شرق أوكرانيا.‏

فيما أكدت روسيا، الثلاثاء، أنها لا تزال مستعدة لعقد مفاوضات مع وزير ‏الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي من المقرر أن يلتقي نظيره ‏الروسي سيرغي لافروف في جنيف، الخميس.‏