العلاقات المصرية بقبرص واليونان في ٢٠٢٢.. إلي أين؟
منذ أغسطس 2021، يكثر الحديث عن تحالف إقليمي مستقبلي يضم الإمارات والبحرين والأردن ومصر وقبرص واليونان وغيرها "كجزء أساسي من تغيير خريطة التحالفات والاصطفاف في المنطقة، وينظر الغرب لهذا التحالف الناشئ على أنه "تحالف معتدل وعملي وتطلعي" وفقًا لصحيفة ديجيتال نيوز الكندية.
أما صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية، فقد سلطت الضوء على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تؤكد حرص القاهرة على "مواصلة تفعيل أطر التعاون وتكثيف المشاورات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك مع قبرص سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع مصر وقبرص واليونان".
وأشاد السيسي، خلال لقائه بالرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، بالتطور المستمر في العلاقات والتعاون الثنائي، إلى جانب الدعم القبرصي لمصر في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، ومن جانبه، شدد أناستاسيادس على تطلع قبرص إلى تحقيق المزيد من الخطوات من أجل ترسيخ أطر التعاون الثنائي والصداقة القائمة بين البلدين، وكذلك مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثي مع اليونان، خاصة في ضوء الدور الذي تلعبه مصر كدعامة للاستقرار في الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية"، ويؤكد الرئيسان، في كل مناسبة، على ضرورة المضي قدما في تنفيذ المشاريع المشتركة المتفق عليها في إطار آلية التعاون الثلاثي.
وسلطت مجلة توتال تليكوم المهتمة بشؤون الاتصالات الضوء على توقيع المصرية للاتصالات وجرند تليكوم مذكرة تفاهم، في فبراير الجاري، لاستكشاف آفاق التعاون بين القاهرة وأثينا في مشاريع الكابلات البحرية، من أجل توطيد التعاون الثنائي في مد الكابلات البحرية مستقبلا بين مصر واليونان، بالإضافة إلى دعم محافظ البنية التحتية الدولية الخاصة بهما.
تم توقيع مذكرة التفاهم في أثينا، في مقر مشغل نقل الطاقة المستقل في حضور العديد من المسؤولين الحكوميين من كلا البلدين، بما في ذلك وزير الحوكمة الرقمية اليوناني كيرياكوس بييراكاكيس ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت، ووفقًا لبييراكاكيس، فإن الاتفاقية لا تمثل فقط شراكة مهمة لصناعة الاتصالات ولكنها "رمزية" لتعميق العلاقة بين البلدين و"الأهمية الجيواستراتيجية للمنطقة"، وتأتي مذكرة التفاهم هذه بعد اتفاق بين الحكومتين اليونانية والمصرية في أكتوبر من العام الماضي، حيث اتفقت الدولتان على بناء كابل بحري لنقل الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة من شمال إفريقيا إلى أوروبا، عبر مصر واليونان.
ويواصل التحالف بين مصر واليونان وقبرص خطواته نحو تعزيز دورهم المحوري في شرق البحر المتوسط، وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة السنوية التاسعة إلى جانب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وناقش القادة الثلاث التعاون في مجال الكهرباء، واستكشاف الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ونزاع قبرص مع تركيا والمزيد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفيما يتعلق بالطاقة، تعهد ميتسوتاكيس خلال المحادثات بربط مصر بسوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي عبر كابل تحت الماء عبر البحر، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتيد برس، بالإضافة إلى التنسيق في مجال الطاقة، وقعت مصر واليونان وقبرص اتفاقية تعاون عسكري في أبريل وتعد علاقتهما مدفوعة جزئياً بالرغبة في مواجهة تركيا، التي لديها خطط حفر بحرية في المياه التي تطالب بها اليونان وقبرص.
في الوقت نفسه، تعمل مصر على إصلاح علاقتها الممزقة منذ فترة طويلة مع تركيا وأعلن وزير الخارجية سامح شكري عن إحراز بعض التقدم على هذه الجبهة في وقت سابق من العام 2021 وتوترت العلاقات بسبب دعم تركيا لتنظيم الإخوان.
وقال ميتسوتاكيس أيضًا إنه في الوقت الذي تسعى فيه اليونان لتنويع مصادر طاقتها، فقد تحصل يومًا ما على الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية عبر مصر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. تعمل مصر على تطوير الطاقة الشمسية استجابة لارتفاع أسعار الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي في البلاد ومصر مهتمة أيضا بتصدير غازها الطبيعي وتوصلت في سبتمبر إلى اتفاق لإرسال الغاز إلى لبنان.