أحمد عبد العليم قاسم يكتب:مولانا.. الضيف..صاحب المقام.. الملحد !
رغم أن عنوان المقال هو أسماء أربع أعمال درامية قدمها الأستاذ إبراهيم عيسي للسينما، ثلاثة شاهدناها والرابع في الطريق، لكن ما لفت نظري جدا مؤخرا هو تولي عيسى رئاسة لجنة تحكيم الفيلم المصري في مهرجان أسوان – في توقيت يتصدر اسمه تريند بسبب أحد تصريحاته المثيرة علي سيدات صعيد مصر في القرن الماضي، والغريب في الأمر أن رئتسة لجنة التحكيم هو منصب عادة يتولاه سينمائي متخصص مثل (الفنانه داليا البحيري أو مدير التصوير د.كمال عبد العزيز ) أعضاء اللجنة، فالأجدر برئاستها سينمائي مثلهم وليس ضيفاً علي السينما.
انتقده بعض السينمائيون لأنه يقدم فكرة الصحفي والباحث في قالب سينمائي ولا يقدم السينما بمعناها الحقيقي برغم نجاح فيلم "مولانا" الأبرز في أعمال إبراهيم عيسى.
والحقيقة أنني أوجه التحية لقدرات الأستاذ إبراهيم التي منحته القدرة علي العمل كصحفي ورئيس تحرير وكاتب روايات ثم سيناريست بل ورئيس لجنة تحكيم بالتوازي مع كونه مقدم برامج إذاعية وتليفزيونية، فضلا عن وصفه كباحث ومحلل سياسي في زمن مبارك، وناشط سياسي في زمن الثورة.
وهنا أتسائل هل نجح الأستاذ ابراهيم في كل هذا ؟، مما لاشك فيه أن حياته المهنيه شهدت مراحل كثيرة لكل مرحلة نجاحاتها وإخفاقاتها، وأجدني أقل ثقافة بكثير من أن أقيم تجربة طويلة لشخص مؤثر مثله، لكنني أتمنى أن يقيمها من هم أكبر مني في تلك المجالات أفراد كانوا أو مؤسسات، مثلما قرأت مؤخرا رد دقيق ومحترم وعقلاني من دار الإفتاء حول تأكيد الإسراء والمعراج معا، والتي تناولها أكثر من مرة بانفعالات مبالغ فيها أوقعت صدمة لمن تابعه، لم تسمح للمتابعين بمحاولة التفكير بمنهجية فيما يقول بتشنج واتهام لبعض المشايخ، وربما كان الأمر سيكون أكثر هدوءا لو كان هو بنفسة قدوة في طريقة طرحه ولكنه لم يفعل
الشيء الذي يمكنني أن أدلو فيه بدلوي بصفتي أعمل أكثر من ربع قرن في الإعلام، بالتوازي مع دراسته جامعيا ثم الماجستير أيضا.
ومن هنا حاولت كثيرا أن أجد وصفا علميا لما يقدمة الأستاذ إبراهيم في قالب الحديث المباشر مقدما نفسه بوصفه مقدم البرنامج بينما هذا القالب يجب أن يكون مقدمه شخص ذو رؤية وليس إعلامي محايد !.
ورغم أن هذا خطأ منتشر إلا أننا إذا تغاضينا عن ذلك وقررنا اعتباره باحثا مطلعا وكاتبا له رؤية وجب حينها أنه عندما يقدم علي أطروحاته الجدليه ان يحضر أمامه طرفا أخر متخصصا لنعرض الزاوية الأخري بل والأجدي أن يكون هناك أكثر من ضيف في طرحه ليصل إلي نتيجة ثرية من النقاش بدلا من تأكيد فكرة الاستقطاب الفكري نحو فكرة وهي نفس التهمه التي يتهم بها الشيوخ الذي يراهم يطرحون زاوية واحده وهو يفعل مثلهم تماما.
والخلاصة أننا إعلاميًا أمام برنامج الفورمات فيه تضمنت :
103 دقيقة منهم 3 دقائق تتر البداية وأهم الأخبار ثم 60 دقيقة كاملة حديث مباشر لمن يفترض انه مقدم البرنامج - أو المذيع في قول أخر - ثم اخر نصف ساعه انقسمت علي ضيفين الأولي تناولت الإصلاح الاقتصادي في 15دقيقة والثاني تحدث عن هجرة الأطباء للخارج في 15 دقيقة أخري وانتهي البرنامج وهو أمر اعتقد لو قمنا باستقصاء رأي بين أساتذه الإعلام حول مشروعيته مهنيا لحدث إجماع غير مسبوق علي انعدام مهنية وموضوعية هذه الفورمات.
أكتب هذه السطور وأنا استمع ( أؤكد أنني استمع فهو برنامج بلا صورة مصاحبة) لحلقة حديث القاهرة التي تناول فيها الموضوعات الجدلية التي طرحها لكي يكون حكمي منطقيا واتمني ان نخرج من كارثة التريند المستمرة بأن نتخذ مواقفنا من الامور بمجرد مانشيتات فالافضل هو التلقي الكامل ثم الحكم الموضوع لكل كلمة في سياقها او التجاهل التام.