بعد تشغيل أول توربين كهرباء في سد النهضة.. إثيوبيا: نأمل بالتصدير لأوربا
تشرع إثيوبيا في توليد الكهرباء من السد الضخم المثير للجدل الذي يتم بناؤه على النيل الأزرق، وتزعم الوصول إلى هذه المرحلة صباح اليوم الأحد عندما بدأ أحد التوربينات الـ 13 في سد النهضة الإثيوبي الكبير في توليد الطاقة في حدث احتفالي يحضره رئيس الوزراء أبي أحمد، ووفقًا لصحيفة كوب-4 الكينية المتخصصة في متابعة المشاريع عبر القارة السمراء، أبي "من الآن فصاعدًا، لن يكون هناك شيء يوقف إثيوبيا".
تشغيل أول توربين كهرباء في سد النهضة 2022
افتتح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد رسميًا إنتاج الكهرباء من السد، وهو ما يمثل مرحلة جديدة كليًا في المشروع المثير للجدل الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، وقام آبي، برفقة مسؤولين رفيعي المستوى، بجولة في محطة توليد الطاقة اليوم الأحد وضغط سلسلة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال مسؤولون إنها بدأت الإنتاج وقال مسؤول في مراسم الافتتاح "هذا السد الكبير بناه الإثيوبيون ولكن ليس فقط للإثيوبيين، بل ليستفيد منه جميع أشقائنا وأخواتنا الأفارقة، هذا هو اليوم الذي ضحى من أجله كل إثيوبي وأمل وصلى من أجله، هو أخيرًا وصلنا إلى هنا."
توربين كهرباء سد النهضة 2022
ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية فإن
السد الذي يبلغ ارتفاعه 145 مترا، بدأ بتوليد 375 ميغاواط من الكهرباء من توربيناته،
وساهم موظفو الخدمة المدنية براتب شهر واحد مقابل المشروع في عام إطلاق المشروع،
وأصدرت الحكومة منذ ذلك الحين سندات السد التي تستهدف الإثيوبيين في الداخل
والخارج، وقال صمويل جيتاتشو، الصحفي الإثيوبي المستقل من أديس أبابا، لهيئة
الإذاعة البريطانية "هذا السد يُنظر إليه على أنه] إضافة مرحب بها إلى ما
يطمح إليه الإثيوبيون - أمة مكتفية ذاتيًا".
عزا مسؤولون الفضل لآبي في إحياء مشروع السد بعد أن أدى ما زعموا أنه سوء إدارة إلى تأخير تقدمه، واعترف مدير المشروع كيفلي هورو في تصريحاته بأن إثيوبيا "خسرت الكثير بسبب تأخر السد، وخاصة ماليًا"، وقال أبي: "نريد تصدير الكهرباء الخالية من التلوث إلى أوروبا عبر السودان ومصر، لذا فإن الطريق إلى الأمام هو التعاون فيما بيننا، وإثيوبيا لا تريد وتعتزم إيذاء أي شخص آخر"، وتؤكد إثيوبيا أن السد الذي تبلغ تكلفته 4.2 مليار دولار ضروري لتطوير البلاد وسيمكنها من توزيع الطاقة على سكانها الذين يزيد عددهم عن 110 مليون نسمة، وعقدت عدة جولات من المحادثات في محاولة لحل الجمود، وبدأ بناء السد في عام 2011 ولم يتم تحديد تاريخ الانتهاء من إنجازه بالكامل منذ سنوات بسبب عيوب في التصميم وعمليات الاختلاس المتكررة.
أجواء احتفالية ببدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة الإثيوبى
كان من بين الحاضرين في المراسم السيدة الأولى زيناش تياتشو، ورؤساء مجلس النواب بالبرلمان والمحكمة العليا، ورؤساء إقليميون ووزراء حكوميون كما صرح كيفل هورو، مدير مشروع السد بأن فريقه "بدأ للتو في توليد الطاقة، لكن هذا لا يعني أن المشروع قد اكتمل، وسيستغرق الأمر من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات لإكماله"، وكان السد، الذي من المقرر أن تبلغ طاقته الإجمالية لتوليد 6500 ميجاوات، مصدر توتر بين إثيوبيا والدول المشاطئة الأخرى؛ وتحديدًا السودان ومصر، كما أجرت إثيوبيا بالفعل عمليتي تعبئة للسد، لكن السرعة التي سيتم ملؤها وكمية المياه التي سيتم إطلاقها خلال مواسم الجفاف لا تزال دون حل، ولذا تخشى مصر أن يؤدي الملء السريع للسد إلى تقليص حصتها من مياه النيل وتسعى إلى اتفاق قانوني ملزم في حالة حدوث نزاع، ولكن أبي يزعم إن السد سيفيد مصر والسودان.
5000 ميجاوات..الكهرباء التى قد تنعش الاقتصاد الإثيوبى
ومن المتوقع في نهاية المطاف أن ينتج المشروع الذي تبلغ تكلفته 4.2 مليار دولار أكثر من 5000 ميجاوات من الكهرباء، أي أكثر من ضعف إنتاج الكهرباء الحالي في إثيوبيا، كانت إثيوبيا قد خططت مبدئيًا لإنتاج حوالي 6500 ميجاوات، لكنها خفضت هدفها لاحقًا.
اقرأ أيضا:
لن يضر مصر ولن ينفع إثيوبيا..تشغيل أول توربين بسد النهضة
وقال أديسو لاشيتو الباحث بمعهد بروكينجز في واشنطن: "الكهرباء المولدة حديثًا من السد يمكن أن تساعد في إنعاش الاقتصاد الذي دمرته القوات العديدة المتورطة في حرب عرقية، في ظل ارتفاع أسعار الوقود وضغوط فرضتها جائحة كوفيد -19"، ويقع السد الذي يبلغ ارتفاعه 145 متراً على نهر النيل الأزرق في منطقة بني شنقول- جوموز بغرب إثيوبيا، على مقربة من الحدود مع السودان.
لا انفراجة في الأفق..موقف مصر
و تعتمد مصر على النيل لحوالي 97 في المائة من مياه الري والشرب، ترى السد كتهديد وجودي، ويأمل السودان أن ينظم المشروع الفيضانات السنوية، لكن الخرطوم تخشى أن تتضرر سدودها دون اتفاق على تشغيل سد النهضة، وفشلت المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء السد وتشغيله، وطالبت القاهرة والخرطوم أديس أبابا بوقف ملء الخزان الضخم حتى يتم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، لكن المسؤولين الإثيوبيين يجادلون بأن الملء جزء طبيعي من عملية بناء السد ولا يمكن إيقافه.
اقرأ أيضاً
اخر اخبار سد النهضة الاثيوبي اليوم.. تعرف على التفاصيل
ولا تزال مصر تطالب بحقوقها التاريخية
في نهر النيل مستندة إلى معاهدة عام 1929 التي منحتها حق النقض (الفيتو) على بناء
مشروعات على طول النهر، عززت معاهدة 1959 تخصيص حوالي 66 في المائة من تدفق النهر
لمصر، مع 22 في المائة للسودان ومع ذلك، لم تكن إثيوبيا طرفاً في تلك المعاهدات
ولا تعترف بها وبدأت عملية ملء الخزان الواسع لسد النهضة في عام 2020، حيث أعلنت
إثيوبيا في يوليو من ذلك العام أنها حققت هدفها البالغ 4.9 مليار متر مكعب، وتبلغ
الطاقة الإجمالية للخزان 74 مليار متر مكعب، وكان الهدف لعام 2021 إضافة 13.5
مليون متر مكعب.
موقف مصر من مستجدات سد النهضة
ولم تصدر عن القاهرة أو الخرطوم ردود فورية، ولا تزالان تضغطان على إثيوبيا للتوقيع على اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد منذ بدء تعبئة خزان السد لأول مرة، وعقدت الحكومات الثلاث جولات متعددة من المحادثات، لكن حتى الآن لم تظهر أي بوادر على أي انفراجة.