تطورات التوتر في شرق أوكرانيا.. تصعيد من جانب كييف وتوعد روسي
أعلنت جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك الشعبيتان المعلنتان ذاتيا، اليوم السبت، استمرار الانتهاكات من قبل القوات الأوكرانية لمنطقة دونباس بجنوب شرق أوكرانيا بأسلحة تحظرها اتفاقيات مينسك.
تشهد دونباس جنوب شرق أوكرانيا تسارعا بالأحداث تزامنا مع إجلاء المواطنين إلى روسيا، وسط تواصل القوات الأوكرانية استهداف أراضيهما.
و تفرض السلطات في روستوف الروسية حالة الطوارئ بسبب زيادة تدفق في عدد اللاجئين مع توقع المزيد من عمليات الإجلاء في الساعات المقبلة.
وعلى ضوء التصعيد في شرق أوكرانيا، أفادت وكالة "DPA" بأن حلف الناتو رفع مستوى تأهب قواته.
وقال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن موسكو لا تريد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في دونيتسك ولوغانسك.
وأعلنت جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك التعبئة العامة في الجمهورية لحماية أراضي الجمهورية على خلفية تزايد حدة القصف الأوكراني.
وكانت جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتيا، قد سجلت اليوم السبت انتهاكات من قبل الجانب الأوكراني التي قصفت نوفوترويتسكوي بمنطقة دوكوتشيفسك للمرة الخامسة خلال الليل، وأطلقت 20 قذيفة من عيار 82 ملم.
كما سجلت جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة ذاتيا خمسة انتهاكات اليوم السبت من القوات المسلحة الأوكرانية و 31 انتهاكا لنظام وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت وزراة الطوارئ في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتيا أنه تم إجلاء أكثر من 6.5 ألف شخص من دونيتسك بينهم 2.5 ألف طفل.
وتشهد منطقة روستوف الروسية توافد اللاجئين من لوغانسك ودونيتسك منذ ساعات، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن
كما أعلنت منطقة أورينبورغ جاهزيتها لاستقبال السكان الذين تم إجلاؤهم من دونباس.
بدورهم أبلغ مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن 222 انتهاكا لوقف إطلاق النار الخميس على خط الجبهة في منطقة دونيتسك، بما فيها 135 انفجارا، مقابل 189 الأربعاء و24 الثلاثاء.
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن اعتقاده بأن خطط روسيا لـ "غزو أوكرانيا " ليست خدعة.
وقال مسؤول في البنتاغون أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية.
وأعلنت بعثة المراقبين الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن تسجيلها 870 انتهاكا لنظام وقف إطلاق النار في منطقة النزاع بدونباس في جنوب شرق أوكرانيا.
وأدلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريح بشأن الوضع في أوكرانيا، متهما دونيتسك ولوغانسك بانتهاك وقف إطلاق النار. وادعى بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر "غزو أوكرانيا"، محذرا روسيا من العقوبات. وأجرى بايدن كذلك محادثات هاتفية مع زعماء عدد من الدول في الناتو وقيادة الحلف والاتحاد الأوروبي.
بدوره، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحدث هاتفيا الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والسبت مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. وتحدثت الحكومة الألمانية عن أهمية "إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحا" مع روسيا.
وقالت "جمهورية دونيتسك الشعبية" إنها تخطط لإجلاء نحو 700 ألف من السكان المدنيين إلى روسيا. وبدأت الحافلات بالوصول إلى مقاطعة روستوف الروسية، وأعلنت عدة أقاليم روسية استعدادها لاستقبال اللاجئين.
وأعلن رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" دينيس بوشيلين أن تطورات الأوضاع في دونباس تتجه نحو الحرب، بينما نفى سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، أليكسي دانيلوف، صدور أي أوامر لتحرير دونباس بالقوة.
وكانت الجمهوريتان الشعبيتان أعلنتا عن بدء إجلاء المواطنين إلى روسيا، تحسبا لهجوم عسكري وشيك من قبل قوات حكومة كييف.
وإثر إعلان بدء الإجلاء، انفجرت سيارة مساء اليوم، في محطة سيارات أمام مقر حكومة جمهورية دونيتسك، فيما أعلن قائد الشرطة الشعبية في الجمهورية أنه نجا من الانفجار.
في المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أن إعلان إجلاء مدنيين من الجمهوريتين يشكل "مناورة" من جانب موسكو تمهد لـ"هجوم عسكري وشيك".
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقاء مع نظيره البيلاروسي، الكسندر لوكاشينكو، أن السلطات الأوكرانية تقوض تطبيق اتفاقات مينسك، مبينا: "نرى اليوم تصعيدا للأوضاع في دونباس".
وفي السياق ذاته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن اندلاع حرب في أوكرانيا على خلفية التوتر مع روسيا سيؤدي إلى "كارثة" في المنطقة.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ من التطورات في شرق أوكرانيا، مشددة على "ضرورة وقف معاناة السكان".
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة، إن روسيا تتحقق من معلومات حول تجنيد مرتزقة من كوسوفو وألبانيا والبوسنة والهرسك لإرسالهم إلى آوكرانيا للحرب ضد منطقة دونباس.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية عن تصدي قواتها لمحاولة مجموعتين تخريبيتين للجيش الأوكراني التسلل عبر خط التماس، ما خلف قتيلين على الأقل من أفرادهما.
وتواجه موسكو تهديدات بعقوبات غير مسبوقة من قبل الغرب في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة في كييف والدول الأعضاء في الناتو بإصرار أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا "تمهيدا لشن عملية غزو جديدة" للأراضي الأوكرانية.
وأكدت الحكومة الروسية مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها، وتبريرا لتوسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن القومي الروسي.