الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا تجاهلت قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا أزمة السد ؟

الرئيس نيوز

عقدت القمة الخامسة والثلاثون للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لمناقشة قضايا السلام والأمن في إفريقيا، لكن السد الإثيوبي المثير للجدل لم يكن على جدول الأعمال.

حتى مع استمرار توقف المفاوضات بشأن السد الإثيوبي، عُقدت القمة الخامسة والثلاثون للاتحاد الأفريقي يومي 5 و6 فبراير في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ولم تتناول القمة أزمة السد، المتنازع عليه بشدة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا منذ أكثر من عقد في إفريقيا وشارك في اجتماعات القمة رؤساء دول وحكومات من 55 دولة عضو في الاتحاد الافريقي ومن بينهم وزير الخارجية سامح شكري.


ووفقًا لصحيفة بوركينا، ركز جدول أعمال القمة على القضايا المتعلقة بالسلام والأمن في إفريقيا والانقلابات العسكرية المتكررة في إفريقيا ووقعت أربعة انقلابات في غضون 10 أشهر في الجزء الغربي من القارة، بما في ذلك بوركينا فاسو ومالي وغينيا، فضلاً عن محاولة انقلاب فاشلة في النيجر كما تضمنت الأجندة تداعيات كوفيد -19 ومواقف الدول الأعضاء من قرار منح إسرائيل صفة مراقب رسمي في الاتحاد الأفريقي والهجرة والفقر والتكامل الاقتصادي.

في غضون ذلك، صوتت قمة الاتحاد الإفريقي بالإجماع على تعليق قرار منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة الإفريقية كما أعلنت عن تشكيل لجنة من سبع دول لدراسة هذا القرار، بما في ذلك رئيس الاتحاد الأفريقي الحالي، السنغال، والجزائر، التي تعارض بشدة هذا القرار، وتعليقا على سبب عدم مناقشة أزمة سد النهضة في القمة - رغم أنها عقدت في أديس أبابا، وهي طرف في الأزمة، ورغم مشاركة القاهرة في اجتماعات اللجنة – لفت تقرير الصحيفة إلى أن القمة الخامسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي لم يكن من المفترض أن تناقش أزمة السد التي لم تكن على جدول الأعمال، وكانت مصر لا تتوقع مناقشة أزمة السد خلال القمة، كونها أزمة كبيرة ومسألة حياة أو موت لكل من مصر والسودان.


وتعول القاهرة على السنغال بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقي للعب دور كبير في رفع ملف سد النهضة إلى طاولة الحوار والمفاوضات، والتوصل إلى آلية لاتفاق يلبي مطالب الاتحاد الأفريقي، فثمة ثلاثة أطراف في الأزمة وقمة الاتحاد الأفريقي ليست معنية ببحث أزمة سد النهضة ولا يمكنها أن تأتي بنتائج إيجابية في هذا الملف وعقدت خلال اجتماعات القمة فقط المناقشات العامة لبعض القضايا العامة والمعلقة بخصوص القارة السمراء، وقال الرئيس السنغالي ماكي سال، في تصريحاته الختامية في قمة الاتحاد الأفريقي، إن إفريقيا لن تقبل بعد الآن الانقلابات العسكرية في بعض الدول الأفريقية، وأشار إلى أن التحديات التي تواجه الاتحاد الأفريقي تتعلق بالسلام والأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب ومواجهة الانقلابات العسكرية في افريقيا.


إن قضية سد النهضة تمثل أولوية لرئيس الاتحاد الأفريقي، وهو السنغال، بالتعاون مع دول أخرى ذات نفوذ كبير في الاتحاد الأفريقي، مثل الجزائر، وكلاهما يعمل على استئناف المحادثات بشأن سد النهضة، ولكن التصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الإثيوبية بأن الجانب السوداني لا يتعامل مع ملف سد النهضة على أساس مصالح الخرطوم بل لصالح طرف ثالث (في إشارة إلى مصر) محاولة إثيوبية لشق الصف الموحد وتصريحات مضادة لموقف رفض ملء أديس أبابا أحادي الجانب لخزان السد.

وأشار التقرير إلى أن القاهرة تؤمن بأن قضية السد ستحل عاجلاً أم آجلاً، مضيفاً أن مصر في وضع جيد في إفريقيا لأن السياسة المصرية موجهة بقوة نحو أفريقيا، وفي هذا السياق يرى الجانب الإثيوبي أن انقسام الموقف المصري السوداني هو الخطوة الأولى نحو فوز أديس أبابا بأي من أهدافها في ملف السد ومع ذلك، يدرك البلدان جيدًا هذه المحاولات الخبيثة التي تسعى إلى دق إسفين بين البلدين وتثبت هذه المحاولات الخبيثة أن أديس أبابا ليس لديها نية جادة لإحراز تقدم لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يلبي تطلعات الأطراف الثلاثة في الأزمة، وأضاف: "إن الجانب الإثيوبي كان يتردد ويكسب المزيد من الوقت وليس لديه أي نية للانخراط في محادثات جادة ولهذا لا تثق القاهرة في أن الجانب الإثيوبي قد توصل إلى اتفاق ملزم وكانت هذه المراوغة التي استمرت لمدة عقد من الزمان أكبر عقبة أمام نجاح أي محاولات تفاوض أو محاولات لاستئنافها.