الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صحيفة أمريكية: مصر تعزز نفوذها في قطاع غزة

الرئيس نيوز

بعد سنوات من النشاط وراء الكواليس في قطاع غزة، تتجه مصر إلى العلن، فمنذ التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحاكمة في غزة، أرسلت مصر أطقمًا لإزالة الأنقاض ووعدت ببناء مجمعات سكنية جديدة واسعة وانتشرت الأعلام المصرية واللوحات الإعلانية التي تشيد بجهود وقرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، إنها نظرة جديدة للمصريين، الذين أمضوا سنوات في العمل بهدوء لتشجيع محادثات الهدنة بين إسرائيل وحماس والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، وفقًا لأحدث تقرير نشرته صحيفة دورهام هيرالد صن الأمريكية.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن هذا النهج المصري من الممكن أن يساعد كثيرًا في منع - أو على الأقل تأخير – اندلاع جولة أخرى من العنف في فلسطين، من خلال تقديم نفسها على أنها صانع سلام في الشرق الأوسط، يمكن لمصر أيضًا أن تضعف الجهود التي تبذلها إدارة بايدن وبعض المشرعين الأمريكيين في تعزيز الاستقرار بالشرق الأوسط،  فقد سمحت الوساطة لمصر بلعب دورها التاريخي كشريك أمني لا غنى عنه للولايات المتحدة، ويبدو أن ما يحدث اليوم في غزة تذكير للجميع، بشكل فعال، بأنه لا يمكنك فعل أي شيء بدون مصر. إن المساعدات الموسعة، إلى جانب سيطرتها على رفح - المعبر الحدودي الوحيد لغزة الذي لا علاقة له بإسرائيل - يمنح مصر نفوذاً على حماس، الجماعة الإسلامية المسلحة التي تحكم غزة منذ طرد القوات الموالية للسلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً في عام 2007.

ولفتت الصحيفة إلى وجود حزم كبيرة من المشاريع في المستقبل القريب وخاصة الأبراج التي دمرت في الحرب وسويت إسرائيل أربع ناطحات سحاب خلال القتال قائلة انها تضم بنى تحتية عسكرية لحماس، ولم تنشر أدلة تدعم هذه المزاعم، وهو ما تنفيه حماس وسيتم شحن مواد البناء عبر معبر رفح، علاوة على ذلك، هناك 9 شركات فلسطينية ستشارك في المشاريع المصرية التي ستوفر حوالي 16 ألف فرصة عمل مطلوبة بشدة في القطاع الذي يعاني سكانه الفقر، وقد أضحى الوجود المصري ملموسًا، وتزور وفود مصرية غزة كل أسبوع تقريبًا لتفقد ما يتم إنجازه من العمل كما فتح مكتب في أحد فنادق مدينة غزة للممثلين الفنيين الدائمين، واليوم ترفرف الأعلام المصرية ورايات الشركات المصرية فوق الجرافات والشاحنات وأعمدة الكهرباء، وأشارت الصحيفة إلى وصول العشرات من العمال المصريين، وهم ينامون في نزل مؤقت في مدرسة بمدينة غزة.

وعلى مدار خمسة أيام في الأسبوع، تتدفق الشاحنات المصرية المليئة بمواد البناء إلى غزة عبر معبر رفح - في تناقض واضح مع الشحنات المتقطعة التي تصل عبر معبر تسيطر عليه إسرائيل.

وقال سهيل السقا، مقاول غزة المشارك في إعادة الإعمار، إن التدفق المستمر للمواد المصرية أمر بالغ الأهمية وأوضح السقا أن "البضائع غير مقيدة بالمعابر الإسرائيلية وهذا يجعلها ذات أهمية كبيرة"، وتعد المشاريع المصرية في القطاع جزء من إعادة تنظيم أوسع بعد سنوات من وقوع غزة في لعبة شد الحبل بين الدول العربية في أعقاب اضطرابات الربيع العربي 2011، ولا شك في أن الدور المصري المتنامي قد منح القاهرة أداة قوية لفرض التزام حماس بالهدنة.